أهم الأخبار

في ذكري مذبحة دير ياسين

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
بسم الله الرحمن الرحيم ذكري مذبحة دير ياسين     كتائب المجاهدين – المكتب الإعلامي دير ياسين قرية فلسطينية تبعد عن البلد القديمة - القدس حوالي 7 كم إلى الغرب تراوح عدد سكانها عام 1948 حوالي 700 نسمة.اشتهر أهل دير ياسين بمحاجرهم ومهارتهم في البناء فكانوا ميسوري الحال. في 9 نيسان 1948 احتلت قوات الايتسل ( منظمة عسكرية وطنية ) والليحي (محاربو حرية إسرائيل ) القرية.     الايتسل والليحي هم عصابات يهودية مدعومة بسلاح الهجانا – القوة العسكرية المنظمة التابعة للقيادة اليهودية . بعد احتلال البيوت وانتهاء المعركة أعدم الكثير من أبناء القرية، بعد السيطرة على القرية جمع محاربو كلا المنظمتين جزء كبيرا من القرويين الذين بقوا على قيد الحياة- غالبيتهم من النساء والأطفال والعجائز- وتم قتل العشرات منهم بالإضافة إلى وجود أدلة على أعمال تشويه جثث . خلفيةفي 5 نيسان 1948 بدأت حملة نحشون والتي كان هدفها فتح طريق الساحل إلى القدس حيث دارت معركة القسطل التي انتهت باستشهاد القائد عبد القادر الحسيني في 8 نيسان وسقوط قلعة القسطل وتمهيد الطريق للزحف تجاه القدس من الغرب. لم تشارك عصابتا الاتسل والليحي في المعركة على القدس وذلك لأنهم رفضوا قرار تقسيم القدس او جعلها مدينة دولية ( قرار الأمم المتحدة عام 1947) .             لماذا دير ياسينفضل قادة العصابتان أن يقوموا بعملية مشتركة دون إشراف من قيادة الهجانا وقد وقع اختيارهم على قرية دير ياسين لعدة أسباب :أولا: القرية كانت صغيرة وغير مجهزة للقتال بشكل كاف وذلك بسبب اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعت بين القرية والمستعمرات اليهودية المجاورة والتي تقضي بعدم سماح أهل دير ياسين للقوات العربية باستعمال أراضيهم لمحاربة اليهود ،بالمقابل لا تقوم العصابات الصهيونية بمهاجمة القرية ويسمح لأهالي القرية بالمرور من خلال مستعمرة جفعات شاؤول المجاورة- ذلك أن قرية دير ياسين كانت محاطة بالمستعمرات الصهيونية من كل جانب وكان لا بد للسكان من المرور بالمستعمرات لتأمين احتياجاتهم .ثانيا: تحقيق نصر سريع وسهل ،وفي نفس الوقت مروع ومفزع ،كان هدف العصابتان لكي يستطيعوا منافسة عصابة الهجانا الأكثر عدة وعتاد ،وقد وجدوا في قرية دير ياسين مكانا مناسبا لإتمام خطتهم. ثالثا :إن القرية كانت غنية بسبب وجود أربع كسارات حجارة على أراضيها ،لذا طمعت قيادة العصابتين فيما عند القرية من إمدادات وأموال في تلك الظروف الاقتصادية الصعبة .  الهجانا تدعم الايتسل والليحي هذا ويذكر أن قيادة عصابة الهجانا - دافيد شألتيئيل- رغم معارضتها الأولية للهجوم على قرية دير ياسين بالذات بسبب المعاهدة التي وقعتها مع القرية إلا أن قيادتها قررت عدم التضحية بتحالف العصابات الصهيونية اتسل واللحي والهجانا وقامت بتزويد العصابتان بالبنادق والقنابل اليدوية واشترطت عليهما أن يتم احتلال القرية في يوم واحد وذلك لتوفير الخسائر البشرية والعسكرية . هذا وقد رفض قادة الهجانا إعلام أهالي دير ياسين بإنهاء اتفاقية وقف إطلاق النار وذلك للاستفادة من عامل المباغتة في احتلال القرية في أسرع وقت وتقليل الخسائر في الطرف اليهودي . مجزرة مبرمجة سلفاً سؤال تبادر في جلسة التخطيط للهجوم على دير ياسين كان: ماذا نفعل بالأسرى ؟بحد قول يهودا لبيدوت من ايتسل ، كان اقتراح قيادة الليحي بذبح كل سكان القرية ممن لم يهربوا، بن تسيون كوهين من الايتسل أعلن ان غالبية مجموعته فضلوا ذبح كل من يقاوم وذلك انتقاما لفخ نصبته قوات عربيه وقتلت فيه يهود . رأي آخر قال إن المجزرة يجب أن تكون منظراً مروعا لردع الطرف الآخر وهروب السكان دون قتال الهجوم على القرية في ساعات متأخرة من يوم 8 نيسان 1948 كان مستوطني جفعات شاؤول يحتفلون باحتلال القسطل ومقتل القائد عبد القادر الحسيني وكانوا يطلقون المفرقعات في سماء المنطقة حيث كانوا يضيئون قرية دير ياسين لكشف وجود استحكامات أو قوات حماية مما سهل عمل العصابات اليهودية المتربصة التي تنتظر ساعات الليل المتأخرة للانقضاض على السكان. في 9 نيسان 1948 تقدمت العصابات اليهودية الساعة ال 5:45 فجرا صوب قرية دير ياسين من الشرق – القسطل – ومن الغرب – جفعات شاؤول- قام بعض السكان ممن توفر لديهم السلاح بالدفاع عن قريته ولكن عدد المسلحين كان قليل ولم تكن القرية مستعدة أصلا للقتال وهذا أدى إلى وقوع القرية بيد العصابات الصهيونية خلال عدة ساعات . ومع ذلك يعترف احد قادة الهجوم – مئير عيل – بوقوع خمس يهود قتلى في الهجوم . المجزرة   شاهد: فهمي زيدان زيدان عمره 12 سنة يوم المجزرة : " لقد دخلوا وقاموا بتفتيش المكان ، أخرجونا فرداً فرداً ،أطلقوا النار على احد الرجال وعندما صرخت إحدى بناته أطلقوا عليها النار أيضا ، وعندما نادوا على أخي محمد وأطلقوا النار عليه أمام أعيننا، صرخت أمي وانحنت فوقه حاملة أختي الصغيرة التي كانت لا تزال ترضع ،أطلقوا النارعليها أيضا. أخذ الصغار بالصراخ والبكاء ، فقال لهم الغزاة المهاجمون : "إذا لم تتوقفوا عن البكاء فسنطلق عليكم النار جميعاً " ، لم يتوقف الأولاد فأوقفهم الجنود في صف واحد،أطلقوا النار عليهم وغادروا المكان ."أصيب فهمي زيدان ولم يقتل – أضاف فهمي : "بينما نحن سائرون للخروج من القرية إذ بشاب في مقتبل العمر يقترب نحونا برفقة رجل بالغ و أيديهما مرفوعة في الهواء وما أن وصلوا إلينا حتى قام الجنود بإطلاق النار عليهم ". " أم الشابة التي كانت معنا في الأسر قامت بمهاجمة الجنود تضرب وتصرخ بهم حتى تناول أحدهم سكينا وقام بطعنها عدة طعنات ".شاهدة : زينب عقل ( أم صلاح) تم إلقاء القبض عليها ومعها أخيها الصغير "أعطاني زوجي مبلغ يساوي 400 دولار ، عرضت المبلغ على المهاجمين وتضرعت :" أرجوك اترك أخي ، انه صغير جداً " اخذ الجندي النقود ورمى بأخي على الأرض مفرغا في رأسه خمسة رصاصات ". وتروي أم صلاح أن الجنود كانوا يخيرونهم بين أن يقتلوهم خنقا بالحبال أو يذبحونهم بالسكاكين !!. شاهد:يئير تسابان يئير تسابان شغل لاحقا منصب وزير في حكومة إسرائيل وقد شارك في فريق الدفن في دير ياسين بتاريخ 12 نيسان . "ما رأيناه كان نساء ميتات ، أولاد صغار ورجالا مسنين مقتولين . كانت الصعقة عندما رأينا في حالتين أو ثلاثة على الأقل أن الرجال المسنين كانوا بملابس نساء . أتذكر أننا دخلنا صالون أحد البيوت وفي الزاوية البعيدة كانت امرأة صغيرة الحجم ظهرها للباب، كانت ترقد ميتة وعندما وصلنا إلى الجثة رأينا أنها لرجل عجوز مع ذقن. استنتاجي كان أن ما حدث في القرية أرعب هؤلاء العجزة لدرجة أنهم عرفوا أن شيخوختهم لن تنقذهم. وكان لديهم أمل أنهم لو تنكروا كنساء مسنات فان هذا سينقذهم ".   المعركة النفسية بني موريس يذكر في كتابة أن الأنباء والقصص عن مجزرة دير ياسين من الناجين الذين نزحوا إلى القدس العربية وصلت بسرعة إلى أنحاء العالم العربي والى البريطانيين والعالم الغربي بواسطة موظفين بريطانيين وموظفي الصليب الأحمر. في هذا السياق يذكر أن إذاعة ال "هجاناه" أذاعت مرة تلو الأخرى باللغة العربية " تذكروا دير ياسين" . التحذير أسمع أيضا بواسطة مكبرات الصوت في القرى العربية القريبة من القدس :"إذا لم تتركوا بيوتكم فان مصيركم سيكون كمصير دير ياسين" . النتيجة الفورية للمجزرة كانت زيادة الخوف والفرار المفزع من قرى ومدن عربية . ال"ايتسل" عبر عن فضله حين أصدر تصريحاً له في ال12 نيسان جاء فيه :" لقد أوقع احتلال دير ياسين الرعب والهلع بين العرب في كل القرى المحيطة ، في المالحة وقالونيا وبيت اكسا وباشروا بالفرار ، بضربة واحدة غيرنا الوضع الاستراتيجي للقدس" قائد الاتسل مناحم بيجن قال :" الأسطورة كانت موازية لإضافة دزينة من الكتائب لصفوف القوات الإسرائيلية .. الذعر أصاب العرب كالعدوى .. هذا ساعدنا بشكل خاص في احتلال طبريا وحيفا". خاتمة من المهم والضروري أن يقوم أهل فلسطين عامة ،وأهل القدس خاصة بإحياء ذكرى مجزرة دير ياسين وعشرات المجازر الإسرائيلية الأخرى بحق الشعب الفلسطيني طوال أكثر من ستين عاما مضت وما زالت السياسة الإسرائيلية ذاتها لم تتغير مهما البسوها من وجوه زائفة مخادعة .لذا يجب أن يتربى أبناء الشعب الفلسطيني أن مستقبل القدس وفلسطين غير منفصل عن ماضيه وان أحداث النكبة وما تبعها يجب أن تكون نبراسا يرى من خلاله جيل الغد كيف يكون التحرير والنصر.                                                                                                                                  إخوانكم                                                                       كــتائب المجاهـدين                                                                                             المكتب الإعلامي