أكدت مؤسسة القدس الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتورّع عن استخدام أي أسلوب لتهويد مدينة القدس المحتلة، فبعد عملية الدهس الأخيرة صعّد وتيرة استهدافه لجبل المكبر، وأصدر عشرات إخطارات الهدم بالتزامن مع إطلاق مشاريع استيطانية ضخمة.
وأشارت المؤسسة في قراءة أسبوعية لتطورات الأحداث والمواقف في القدس إلى أن الاحتلال في حصاره لحيّ جبل المكبر، حيث سحبت سلطات الاحتلال إقامات 12 شخصًا من عائلة القنبر، ووزعت إخطارات هدم بحق 81 منزلًا في حي القنبر بحجة البناء من دون ترخيص، علمًا بأن عددًا من المباني مقامة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضحت أن بلدية الاحتلال تخطط لبناء 2500 وحدة استيطانية في محيط منزل الشهيد فادي القنبر، وقد هدمت مجموعة من "الكونتينرات" داخل محل لبيع مواد البناء، وثلاثة إسطبلات وكرفان، إضافةً لذلك تعرض السكان لعقوبات أخرى كقطع الطرق وتعطيل مواصلات وعرقلة وصول الطلبة، وهي إجراءات عقابيّة على خلفية عملية الدهس الأخيرة في المدينة.
وقالت إن الاحتلال لم يستهدف هذه المنطقة بسبب العمليّة فقط، فالمشاريع التهويديّة الجديدة أشبه بردة الفعل المحضر لها سلفًا، فقد كشفت صحيفة "يروشاليم" العبرية أن بلدية الاحتلال ستسرع عمليات بناء المنطقة الفندقية على التلة المجاورة لمتنزه جبل المكبر.
ولفتت المؤسسة إلى استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الماضي، كما دفع الاحتلال نحو مزيد من التّهويد، مشيرة إلى أن مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس طالبت سلطات الاحتلال بإيقاف الاعتداءات التي تطال الأملاك الوقفيّة الملاصقة للأقصى.
وأشارت إلى إفراج سلطات الاحتلال في 17/1 عن الشيخ رائد صلاح من سجن "نفحة الصحراوي"، بعد قضائه 9 أشهر في السجن، وقد سبق الإفراج عنه قرار من وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي، بحظر سفر الشيخ.
ومتابعةً لإمكانيّة نقل السفارة الأمريكيّة للقدس، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبريّة أن رجل الأعمال اليهودي-الأميركي دانييل اربس أبلغ الرئيس محمود عباس بجديّة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة إلى القدس.
وأثارت هذه التصريحات ردات فعل عربيّة ودوليّة، حيث عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ قلقها إزاء ما يثار بشأن نقل السفارة الأمريكيّة، معتبرة أن هذا الأمر يتناقض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي لاسيما القرار رقم 478، الذي ينص على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسيّة في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة.
فيما انتقد رئيس مجلس علماء باكستان حافظ محمد أشرفي بشدة قرار ترامب، واعتبر ذلك تعديًا على العالم الإسلامي برمته، عدا عن كونه يمسّ القضية الفلسطينية وينقض حقوق الشعب الفلسطيني. وحذّر أشرفي في بيانه بأن هذه الخطوة ستجر الشرق الأوسط الى دوامة من التدهور الأمني.
ونصحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، الرئيس الأمريكي المنتخب بعدم نقل السفارة إلى القدس، قائلة إنها خطوة ستثير "قلقًا شعبيًا في أنحاء العالم".