تقرير "مراقب الدولة".. إقرار رسمي بالفشل في مواجهة المقاومة
مع نشر "مراقب الدولة" في الكيان الصهيوني تقريره حول إخفاقات العدوان على غزة صيف 2014، تأكد سيل التسريبات السابقة عن الانتقادات اللاذعة والشديدة لأداء "المستويين" السياسي والعسكري في الكيان.
وذهب التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء، بعد أشهر طويلة من الانتظار، إلى أنه كان بالإمكان منع الحرب قبل وقوعها عبر قيام "إسرائيل" بخطوات سياسية وإنسانية تجاه قطاع غزة، بحسب ما نقل عن وزير الجيش السابق موشي يعلون.
ويقع التقرير الذي تحدث بالتفصيل عن إخفاقات العدوان على غزة في 200 صفحة، عدا الأجزاء السرية التي لم تنشر.
وأفاد التقرير بأن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه لم يعرضا بدائل سياسية لتجنب الحرب مع اطّلاعهم على تقارير تدلل على مدى الضائقة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
كما أخفى الاثنان معلومات عن أعضاء الكابينت الصهيوني، بخصوص الحرب والأنفاق.
الأنفاق
وفشلُ الجيش في مهمته الأساسية بالقضاء على خطر الأنفاق العابرة للحدود، وأنه دخل الحرب وهو عديم الخبرة بشأنها، ولم يستكمل مهمته بالقضاء عليها، كان عنوانا آخر للتقرير، الذي أشار إلى بقاء نصف الأنفاق العابرة للحدود سليمة ولم تصب بأذى.
كما أبرز التقرير وجود فشل كبير في استعدادات الجيش لمواجهة خطر الأنفاق تحت الأرض.
وركز على "غياب نظرية قتالية عسكرية واضحة في مواجهة الأنفاق، حيث اعتمدت القوات في غزة على طرق بدائية في العثور على الأنفاق أو نظريات سابقة اعتمدت على أساليب عمل الأنفاق الواصلة بين رفح وسيناء".
فشل استخباري
واشتمل التقرير على فشل الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الأمن العام "الشاباك" في استقراء ما يدور في رأس قادة حماس قبل وخلال الحرب؛ "حيث بين استمرار الحرب 51 يوماً وجود فجوة كبيرة في المعلومات المتوفرة عن نوايا حماس من جهة، وما حصل على أرض الواقع من جهة أخرى".
وبين التقرير أن تضارب المعلومات حول نوايا "حماس" أطال أمد الحرب، وأربك الجبهة الداخلية في حربٍ هي الأطول منذ ما سميت بـ"حرب التحرير" وقيام النكبة الفلسطينية عام 1948.
وركز التقرير على وجود فجوات استخباراتية كبيرة جداً ما بين المعلومات القادمة من قطاع غزة والواقع الفعلي "ما أضعف من قدرة سلاح الجو على ضرب أهداف نوعية".
كما شملت الفجوات ضعف المعلومات حول قادة "حماس" العسكريين وطريقة إدارتهم للمعركة، حيث خلصت هذه النقطة إلى أن المشكلة الكبرى تمثلت في شح المعلومات الواردة من القطاع، في حين تجاهل الجيش و"المستوى السياسي" في الكيان خطورة الأنفاق التي وضعت على رأس سلم الأولويات مع نهاية الحرب وبداية العام 2015؛ ما شكل مسّاً كبيراً بقدرة الجيش على التأقلم مع خطورتها خلال الحرب.
انتقاد الشاباك والموساد
وانتقد التقرير رئيسي الشاباك والموساد في ذلك الحين؛ لعدم ضغطهما في اتجاه وضع معضلة الأنفاق ضمن قائمة التهديدات الأشد خطورة للعام 2014، وأنها أدخلت فقط في العام 2015، وكان يتوجب على نتنياهو ويعلون متابعة هذا الأمر.
وفيما يتعلق بنشر منظومة تكنولوجية لكشف الأنفاق حول القطاع فقد تلكأ الجيش في نشرها عام 2012، وبدأ بنشرها عام 2015 مع تشكيك من "قائد المنطقة الجنوبية" بالجيش الصهيوني في حينها سامي ترجمان بقدرة هذه المنظومة على كشف الأنفاق بشكل فعال.