عملية الأقصى والتسميم السياسي...
لا شك أن عملية الأقصى البطولية التي نفذها أبطال من أم الفحم المحتلة كانت علامة فارقة في مسلسل أحداث انتفاضة القدس المباركة ، فبالرغم من هرطقات السياسين في سلطة أوسلو وادانتهم هذا العمل البطولي ووصف الهباش له على أنه اندفاع صبية حركتهم المقاومة وبسببهم منعت الصلاة في الأقصى ، بالرغم من هذا وبالرغم من التنسيق الأمني المشدد ضد أي عمل مقاوم والعمل المستميت لإفشال مساعي المقاومة في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ، ومع اجراءات خنق غزة المستمرة والتي قتلت أدنى معايير الإنسانية في غزة رأس المقاومة ومحرك الثورة في فلسطين ورافعة العمل الوطني والنضالي على مر التاريخ ، جاءت هذه العملية البطولية من أبناء عائلة جبارين في أم الفحم المحتلة وداخل الأقصى لتحمل عدة رسائل مهمة ...
أولى هذه الرسائل أن فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى لن يمر بالرغم من تغاضي ورضا بعض أبناء الجلدة الذين شرعنوا للمحتل حائط البراق أنه مقدس لليهود ...، ثاني هذه الرسائل الهامة هو انخراط أهلنا في الأرض المحتلة عام 48 مما ينسف تقسيمهم لفلسطين وحل الدولتين العقيم وحتى يهودية الدولة التي يريدونها خالصة لليهود دون جنس آخر مع موافقة بعض العرب والفلسطينيين فرسموا خارطة فلسطين الحقيقية من شمالها إلى جنوبها ...، وثالث رسالة هامة أرسلها المجاهدون أن محاولة تغييب القدس عن مشهد الصراع برمزيتها للمسلمين فشلت وستفشل برغم كل المحاولات الخبيثة للتهويد وستبقى القدس وسيبقى الأقصى منارة الجهاد ومحرك الثورة ، ولن يفلح التسميم السياسي بحرف بوصلة الشعب الفلسطيني الوقاد بالثورة ...، ورابع رسالة قد وصلت هي أن الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية والذي تحمله ادارة ترامب وهو تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأراضي العربية المجاورة لفلسطين في سيناء والأردن واهمال ملف القدس لن يكتب له النجاح برغم تعاظم المؤامرة واشتداداها على خيار المقاومة .....
خلاصة القول أرادوا بالتسميم السياسي الممنهج أن يجعلوا القضايا الأكثر أهمية قضايا ثانوية وتحويل القضايا الإنسانية الى أقصى المطالب كما يراد أن يفعل بغزة المقاومة واغراقها بالأزمات ليتسنى لهم الاستفراد بالقضية وانهائها وفق الرغبات الأمريكية والصهيونية قد أفشلته هذه العملية البطولية التي نفذها أبناء أم الفحم مدينة شيخ الأقصى رائد صلاح ولن يفشلها إلا خيار الشعب في المقاومة والتحرير ... والله غالب على أمره.