معركة العقول بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة الأمن الصهيونية. محمد ابو الحسن باحث في الشؤون الأمنية الصهيونية.
محمد ابو الحسن
باحث في الشؤون الأمنية الصهيونية.
ان الصراع القائم بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة الأمن الصهيونية بعد كل معركة وجولة قتال ،يسبقه معركة صامتة وصراع للأدمغة بين الطرفين.
فحديثنا هنا عن مرحلة قديمة مستحدثة من الصراع والعمل المقاوم المتواصل لمقاومتنا الباسلة في الضفة المحتلة واراضينا المحتلة عام ٤٨ ، فالألم الذي اذاقته خلايا المقاومة للعدو الصهيوني في الضفة المحتلة وال ٤٨، من عمليات إختراق أمنية للمؤسسة العسكرية كالاستيلاء على الأسلحة و المعدات من القواعد العسكرية وكذلك عمليات إطلاق النار المتواصلة وعمليات جمع المعلومات الاستخبارية واخيرا وليس بآخر العمليات التفجيرية والتي كانت درتها العملية النوعية في مدينة القدس المحتلة في نوفمبر الماضي ، كان حجم هذا الألم عظيما مما جعل العدو بمنظوماته السياسية والأمنية والعسكرية بالبحث عن طريق يخرجه من هذا المأزق امام جبهته الداخلية وبنفس الوقت أن لا يسجل هزيمة له أمام المقاومة او ان تسجل المقاومة انتصارا واضحا. فكعادته في الهروب من تلك الأزمات قام باختيار إسم داعش ليحمله مسؤولية العمل في الضفة المحتلة وأنه هو من يقف وراء عملية القدس التي ستغير معادلة الصراع القائم، لأسباب منها:
اولا: داعش اسم للارهاب العالمي ومنبوذ دوليا وعربيا واسلاميا ، فبذلك يضعف حالة التأييد ويخبت ما أحدثته العملية من ضجة وارباك واضح في أوساط الكيان.
ثانيا: الاعلان عن منظمة فلسطينية بأنها من تقف خلف العمليات السابقة يحرج قيادة الكيان المقيدة في عملية الرد على ذلك .
ثالثا: حتى يحافظ على جبهته الداخلية ويتجنب نفسه الدخول في دوامة مع المنافسين الصهاينة والجبهة الداخلية الصهيونية التي تنتظر منه رد حول الكشف عن ملابسات العملية.
رابعا: العدو لا يريد ان يستعجل الأزمات الخارجية في ظل أجواء تشكيل الحكومة القادمة.
خامسا: الجهة المسؤولة عن خلايا المقاومة في الضفة لن تقوم بإنكار ما صرح به جهاز الشاباك وتبني العملية بشكل معلن، لأنها تدير معركة عقول وتراهن على حالة الوعي لدى الشعب الفلسطيني.
تلك الأسباب وغيرها تكفي مؤقتا لوقف حالة التخبط الداخلي وتوقف الضغط على المؤسسة الأمنية الصهيونية ، ولكن ما قامت به المقاومة يعكس حالة الوعي والحكمة التي تتحلى بها الجهة المشرفة على العملية، كونها أشرفت على العملية ولم تعلن رسمياً لتجنب إعطاء مبرر للعدو بشن عدوان واسع يجد فيه مخرجاً للأزمات .." ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
حفظ الله مقاومتنا وخلاياها الثائرة وسدد خطاها..