تعالوا لنتحاب في الله
تاريخ النشر : الأحد , 26 فبراير 2012 - 4:38 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
تعالوا لنتحاب في الله
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وأله وسلم أما بعد:
أخوتي أخواتي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله إليكم على الاستقبال الحافل الذي أستقبل به موقعكم صوت السلف وأسأل الله أن يجعل ذلك خالصا لوجهه صالحا على ما يرضيه عز وجل ونحن مازلنا نطلب المزيد من مشاركتكم ونصائحكم وأرائكم- نمد أيدينا بالحب في الله لنتعاون على البر والتقوى كما أمرنا الله
مددنا لك كفا بحب ليس يخفى
لنبني به صفا قويا عز بنيانا
إخوتي وأخواتي:
إن من أعظم سعادة الإنسان أن يحي في مجتمع متآلف متحاب مترابط يعيش كالجسد الواحد كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين فقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وأن هذه الآلفة والمحبة بين البشر لا تحصل إلا بالإيمان الصادق فإن ما كان لله دام وأتصل وما كان لغيره أنقطع وأنفصل والكفار والمنافقون كما وصفهم الله (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)والعصاة من المسلمين لهم نصيب من الحب عل قدر إيمانهم وطاعتهم ولهم نصيب من العداوة والشقاء على قدر معاصيهم وبدعتهم، وإن حاجتنا اليوم في وسط أمواج الفتن وأنواع الكيد والمكر بالإسلام والمسلمين والصد عن سبيل الله بكل طريق إلى أن نبذل كل جهد ليقترب مجتمعنا من الصورة الشرعية التي بينها لنا الكتاب والسنة حاجة ماسة شديدة.
ولقد وصف الله المؤمنين بأوصاف رائعة سبقت وجودهم وحببتهم إلى خلقه السابقين واللاحقين فأحبهم من قبلهم قبل وجودهم وأجلهم من بعدهم بعد رحيلهم فقال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كمثل زرع أخرج شطأه فأزره فأستغلظ فأستوي على سوقه يجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما).
فهل لنا هذه الأسوة الحسنة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ( أشداء على الكفار رحماء بينهم) هل لنا أن يكون اللاحق معضدا للسابق، وأن يكون الصغير مؤازرا للكبير، وأن يكون الابن محترما موقرا لإبيه وأن يكون التلميذ شادا من أزر أستاذه، وليس العكس كما نرى كثيرا أن يكون اللاحق هادما للسابق وأن يكون الصغير باحثا عن زلات الكبير وأن يكون الابن حانقا متمردا على الأب وأن يكون التلميذ طاعنا في الأستاذ، وأن يكون السابق لا يحتمل وجود اللاحق أو أن يرى الأب أبنه منازعا له أو أن يكون الأستاذ كارها لتفوق تلميذه ونبوغه مع أنه زرعه وشطؤه.
إن من ينظر ما يقوله كثير من المسلمين على بعضهم لأدنى خلاف مما وسع السلف رضوان الله عليهم يجد روحا كئيبة وشقاء وعنتا يهدد الصحوة الإسلامية.
وإن نظرة على منتديات الحوار في المواقع الإسلامية لتكشف بالقطع عن خلل تربوي خطير في من ينتسبون إلى الالتزام وإن كان في الحقيقة معبرا عن طريقة الحياة اليومية التي نعيشها، كرجال أمسكوا بالخناجر والسكاكين يطعنون بها يمينا وشمالا كل من يلقونه وكل من ليس معنا فهو علينا ولو في مسألة واحدة.
ولا شك أننا قد نحتمل جزءا من ذلك إذا لم نبادر بتحذير المسلمين من فتنة التعصب الممقوت القائم على سوء الظن وسوء المقال وسوء الفعال ونصرة الرأي والمذهب والشيخ والطائفة والجماعة بكل طريق حتى ولو بالباطل ولو بالتعدي على الأخريين ممن لهم حقوق علينا أو لحق الإسلام نريد أن نكون متوازنين في مشاعرنا وألفاظنا وأعمالنا يميزان الشرع ناشرين لروح الحب والود والتعاون بين المسلمين متجنبين ما يفعله الكثير منا- يظن حبه لشيخه وجماعته وطائفته من ثناء مبالغ فيه ومدح يقطع الأعناق لمن نحب وهجوم كاسح ماحق لا يرى حسنة فيمن تختلف معه.
وإن كلامي في البداية موجهه لإخواني وأحبائي الذين أراهم أحيانا قد تجاوزوا الحدود في الدفاع عن بعض القضايا والأعمال التي نراها ونعمل بها في تجريح المخالفين والطعن فيهم فيترتب على ذلك مزيد الشقاق وأستنفار شياطين الأخريين لخوض حروب ليست هي حروبنا الحقيقية وأذعار كل الطوائف علينا في وسط الجو المشحون بأنواع الفتن والباطل وسهام الأعداء من كل مكان أخوتي وأخواتي إني أحبكم في الله- فهيا ننشر الحب في الله بين كل المؤمنين.
حركة المجاهدين
جهاز التعبئة والإرشاد