غزة الصمود ملحمة الفصل
تاريخ النشر : الأربعاء , 19 أغسطس 2009 - 10:46 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
بقلم/ دكتور جبر البيتاوي"أستاذ جامعي ومفكر إسلامي"
إنّ صمود غزة أمام هذه الهجمة الصهيونية، والمتمثلة بهذه المقاومة، وصبر أهلها، قد سطر ملحمة بطولية جديدة لأهل فلسطين، وهم يضربون أروع التضحيات ويسطرون أسمى آيات الفخار والعزة لمسيرة النضال المظفرة لشعب فلسطين الذي أدرك منذ البداية عظمة الأمانة. ففلسطين أرض المعجزات والكرامات، وأرض الإسراء والمعراج، وأرض الأنبياء والمرسلين، وأرض الملاحم والانتصارات، وأهلها مرابطون إلى يوم القيامة.
لقد حشد المحتلون، كل آلاتهم الحربية الأمريكية، من طائرات وبوارج ودبابات، وأسلحة فتاكة وفسفورية محرمة دولياً، واتفق مع أنظمة عربية متواطئة معه، وداعمة إياه بالمال والنفط والغاز لإنهاء المقاومة في غزة وظن هؤلاء أنها أيام وينهون فعل المقاومة في غزة هاشم. ونسوا أن غزة الآباء هي قاهرة المحتلين على مدى الدهور والممالك.
فغزة هي مفتاح الكرامة والشهامة وأهلها وفي مقدمتهم المناضلون الأشاوس يدركون حجم المسؤولية الملقاة عليهم، وها هي كل مؤامرات الاحتلال الإسرائيلية وأنظمة الفساد، وسلاح أمريكيا الظالمة تتكسر وتتحطم أمام أسوار غزة وعنفوانها.
إنّ غزة اليوم ومعها كل الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية وكل أحرار العالم، تقول كلمة الفصل والمتمثلة بأن الحق منتصر لا محالة، وأن الشعوب المستضعفة والمقهورة بدأت تقول كلمتها.
وإن أكثر من ستين سنة من التدجين والكذب والمراوغة والخداع والتآمر والتواطؤ والخيانة قد ذهب أدراج الرياح. فشعوب العرب والمسلمين وفي مقدمتهم شعب فلسطين العظيم تعلنها مدوية:
لا للظلمة، ولا المستكبرين.
لا للاحتلال ولا للطواغيت.
نعم للإسلام، ونعم للحرية.
ونعم للعدل، ونعم للكرامة.
نعم للنضال، ولا للخنوع.
فالاحتلال الصهيوني إلى زوال، والمنافقون والمتآمرون مندحرون مع أسيادهم ومهزومون في فلسطين، ولبنان، والصومال، والعراق، وأفغانستان.
وأخيراً فقد بدأت مسيرة العزة والسؤدد لهذه الأمة العظيمة وأن الانتصار الكبير بدأ يلوح في الأفاق.
وسيرى الأباعد والأقارب كيف سينقلب السحر على الساحر، وسيرتد الظلم على أصحابه، وها هي غزة تعلن في هذه الملحمة انتصار مشروع النضال، وفشل مشروع الظلام والانكسار.