صلة الرحم في رمضان
تاريخ النشر : الجمعة , 18 سبتمبر 2009 - 9:50 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
بسم الله الرحمن الرحيم
صلة الرحم في رمضان
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ,أما بعد:
فإنه لا يخفى على مسلم عناية الإسلام بكل طيِّبٍ سواء كان قولاً أو فعلاً أو خلقاً؛ وإن من أعظم ذلك عناية الدين الحنيف بالرحم وصلة الأرحام لما في ذلك من فوائد ومصالح عظيمة في الدارين : الدنيا والآخرة وقد جاء في الرحم وفضل صلتها أحاديث كثيرة عن خير الأنام عليه الصلاة والسلام ونحن ذاكرون ما تيسر لنا منها على أنّا لا نذكر منها إلاَّ ما كان صحيحاً ضاربين صفحاً عن الضعيف إذ في صحيح السنة والأثر ما يغني عن التعلق بالضعيف فما ورد في هذا الأمر الجلل والخطب العظيم ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم و اليوم الأخر فليصل رحمه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلبقل خيرا أو ليصمت ".
وفي الصحيحين أيضاً من حديث أنس يرويه "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" .
وفي مسند أبي يعلى بسند صحيح أن رجلا من خثعم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من صحبه فقلت :" أنت الذي تزعم انك رسول الله قال :نعم, قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال: الإيمان بالله . قال: قلت :يا رسول ثم مه. قال: ثم صلة الرحم .قال: قلت: يا رسول الله ثم مه. قال: ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال: الإشراك بالله .قال: قلت : ثم مه ؟ قال: ثم قطيعة الرحم . قال: قلت : يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".
وفي صحيحي البخاري ومسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن أعرابيا عرض لرسول الله وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله أو يا محمد اخبرني بما يقربني من الجنة ويبعدني عن النار ,قال : فكف الرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه, ثم قال: لقد وفق أو لقد هدي. قال: كيف؟, قلت: قال: فأعادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الصلاة وتصل الرحم دع الناقة ".
وفي مسند الإمام احمد وبسند صحيح من حديث عائشة مرفوعا: "انه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا و الآخرة وصلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق معمران الديار ويزيدان في الأعمار ".
وعند ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال:" أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير أوصاني أن لا انظر لمن فوقي وان انظر لمن هو دوني و أوصاني بحب المساكين والدنو منهم و أوصاني أن أصل رحمي وان أدبرت وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم و أوصاني أن أقول الحق وان كان مرا و أوصاني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة ".
وفي الصحيحين أن أم المؤمنين ميمونة أعتقت وليدة - أي جارية – ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال: أو فعلت, قالت: نعم قال :أما انك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ".
وفي حديث الصحيح عن ابن حبان والحاكم "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟. فقال : هل لك من أم ؟,قال :لا. قال :هل لك من خالة ؟ . قال: نعم, قال: فبرها".
وفي البخاري ومسلم عن عائشة مرفوعا "الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".
وفيها أيضا عن أبي هريرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم , فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ , قال: نعم ,أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك, قالت : بلى, قال: فذاك لك. ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- اقرؤوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم ).
وفي البخاري " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
وعند الترمذي وهو صحيح "ما من ذنب أجدر إن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم "
وفي مسند احمد بسند حسن " أن أعمال بني ادم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم".
وصح عند ابن حبان حديث" ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ".
وفي الصحيحين " لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم ".
هذا والأحاديث في هذا الأمر كثيرة , وفيما ذكرنا مقنع لمن وفقه الله للعمل ولا يخفى أن خصال الخير وان كانت مطلوبة مرغبا فيها في كل حين إلا إن أفضل أوقاتها رمضان ففيه تتضاعف الأجور كما لا تتضاعف في أي وقت أخر أبدا , وفي البخاري قول ابن عباس "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ".
فالرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة جعلنا الله وجميع المسلمين ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه آمين .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى اله وسلم وبارك على حبيبه ورسوله محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جهاز التعبئة والإرشاد