نوبل والسلام ختام
تاريخ النشر : الأحد , 20 ديسمبر 2009 - 4:19 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
1 - نوبل والسلام ختام
رغم أن ما يسمى "جائزة نوبل للسلام" بالنسبة لنا هي تطبيق دقيق للمثل العربي الشائع "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته", ورغم موقفنا من مثل هذه الجوائز، إلا أنه ليس بالإمكان المرور مر الكرام على حدث دولي بهذا الحجم. حجم الحدث وحجم كذبة "السلام" الذي توزع الجوائز باسمه (وهي بالمناسبة كذبة أكبر بكثير من كذبة الديمقراطية على سبيل المثال).
وإن أغرب ما في الموضوع هذا العام على الأقل (والموضوع كله غريب منذ تأسست هذه الجائزة) هو منح الجائزة لرئيس الويلات (نعم الويلات) المتحدة باراك أوباما. ووجه الغرابة يكمن في أنه ليس هناك سبب وجيه يمنح أوباما الحق في الحصول على الجائزة. وإذا كانت غالبية الشعب الأميركي لا تعرف لماذا منح رئيسهم هذه الجائزة وعلى ماذا، فإن من حقنا أن نتساءل: هل منحت له لأنه أغلق معتقل غوانتينامو مثلاً؟ أم لأنه سحب قوات إجرامه من العراق بعد تدميره؟ أم لأنه أمر قوات احتلاله وإرهابه في أفغانستان بالخروج منها؟ أم لأنه قرر وقف تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة التي يذبح بها أبناء الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه وأطفاله؟ أم ربما لأنه أكد على حق العودة للفلسطينيين وعلى حقهم الكامل في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى المبارك؟ أم لأنه هدد المؤسسة الإسرائيلية بفرض العقوبات إذا لم تطلق فورا سراح أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب؟ أم ربما لأنه أصدر أوامره لجهاز مخابراته بالتوقف عن نشر الفساد والقتل في كل بقعة خضراء على الكرة الأرضية؟ والقائمة طويلة طويلة لا تنتهي...
وإذا كان أداء جدة أوباما لفريضة الحج هذا العام لن يدخله الجنة، فإن منحه جائز نوبل"للسلام"لن تصنع منه رجل سلام، حتى يحققه فعلا في كل بقعة لوثها سابقوه من رؤساء أميركيين, وأول هذه البقاع بيت المقدس وما حوله... والسلام ختام.
2 – شعبنا جميل بصموده
قديما قال النبيون صلوات الله وسلامه عليهم : إذا لم تستح فاصنع ما شئت". ولعل من أسخف (وأخطر) ما يحدث هذه الأيام الإعلان عن مسابقة"ملكة جمال فلسطين"!!!! وبعيدا عن اعتقادنا بأن ملكة جمال فلسطين هي تلك الأم الفلسطينية التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة عن مسلسل التضحيات بالبث المباشر وباللون الأحمر القاني، فإن شعبنا المثخن بالجراح والذي لا يكاد بيت فيه يخلو من شهيد أو جريح أو أسير أو مهجر مشرد أو مرشح لهذا كله، لا يمكنه ولا يستطيع ولا يجب أن يسكت عن فضيحة أخرى يرتكبها حمقى، يتاجرون بأجساد بناتنا، بعد أن تاجروا وغيرهم بثوابت قضيتنا.
ومن قدر الله سبحانه أن يتزامن هذا الإعلان المسيء لكل بيت من بيوت شعبنا ولكل كريم عزيز ذي مروءة ودين وعقيدة، وصدور إعلان عن صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (المعروف باسم يونيفيم) حول "المتاجرة والبغاء القسري للمرأة الفلسطينية", بناء على بحث ميداني أجرته منظمة فلسطينية غير حكومية (منظمة النساء معا اليوم وغدا). وقد احتوى هذا التقرير الأممي تفاصيل مرعبة عن استغلال النساء الفلسطينيات وإجبارهن على ممارسة البغاء.
ولأننا لا نفصل بين من تعيش في الداخل الفلسطيني أو في الضفة أو في أي مكان، من بنات شعبنا المرابط، فإننا نضم صوتنا إلى كل الأصوات الشريفة التي دعت إلى إلغاء هذه المسابقة المشبوهة، والتي يجب أول ما يجب أن يكشف عن مموليها الحقيقيين، ثم إننا نطالب من يقف وراءها بالاعتذار عن هذه الإساءة الكبيرة لشعبنا كله برجاله ونسائه، ثم ندعو كل أب وأم ممن وافقوا (أو خدعوا فوافقوا) على مشاركة بناتهم في تلك المسابقة أن يتوبوا إلى الله أولا ثم ينسحبوا من منها، صونا لدينهم وكرامتهم ومروءتهم (التي ستهدر على مذبح هذه المسابقة)، وحفاظا على سمعة شعبهم وإكراما لشهدائه وجرحاه وأسراه ومنكوبيه في غزة والضفة ومخيمات اللاجئين...
3 – لم الغضب؟
ولماذا يغضب العرب (منذ متى يغضبون؟!) إذا قرر الكنيست الاستمرار في تشريع قانون الاستفتاء العام حول الانسحاب من الجولان أو القدس؟
أليست هذه أرضا محتلة؟؟؟ أما زلتم تذكرون؟
إذن تفضلوا وحرروها....