الاحتلال يمارس التعذيب و"الإقامة الجبرية" بحق أطفال القدس
تاريخ النشر : السبت , 13 مارس 2010 - 6:16 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
مع استمرار القيود المشددة التي فرضتها شرطة الاحتلال على مدينة القدس وضواحيها، وتواصل حملة الاعتقال الشرسة التي تنتهجها بحق الشبان والأطفال المقدسيين خلال الفترة الماضية، كشف مركز حقوقي مقدسي اليوم عن سياسية احتلالية قديمة جديدة وهي ممارسة التعذيب الجسدي والضرب والشبح لمدة طويلة وفرض الإقامة الجبرية المنزلية على هؤلاء المعتقلين القاصرين.
تعذيب وشبح
حيث كشف مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم، النقاب عن إفادتين أدلى بهما الفتيان لؤي الرجبي ومحمد الدويك من سكان حارة اليمن في سلوان واللذين كانا اعتقلا في العاشر من كانون الثاني 2010، وفي تشرين ثاني من العام المنصرم.
و سردا الطفلين فيهما تفاصيل تقشعر لها الأبدان عن اعتقالهما وتعذيبهما في سجن المسكوبية في القدس الغربية على أيدي محققين إسرائيليين، ما يؤكد أن سياسة التعذيب باتت نهجا تتبعه إدارة سجن المسكوبية بحق الفتية القاصرين والتي تصاعدت مع استمرار حملات الاعتقال التي تستهدف في الآونة الأخيرة الأطفال والقاصرين.
الإقامة الجبرية المنزلية
إلى ذلك، مددت سلطات الاحتلال، أمس، الإقامة الجبرية المنزلية على الطفل المقدسي عبد الرحمن اسحق الزغل من سكان حي رأس العمود بالقدس المحتلة ، إلى شهر نيسان القادم ، حيث رفضت المحكمة إلغاء قرار الإقامة الجبرية التي كانت فرضت عليه في السابق.
وحول تفاصيل خطوة الاحتلال بحقه والتي تزامنت مع اعتقاله قبل خمسة أشهر ، حيث قال الطفل الزغل:" اعتقلت في شهر تشرين أول من العام 2009 خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين في ذروة أحداث اقتحام المسجد الأقصى من قبل مجموعات يهودية، ومكثت لمدة أسبوع في سجن المسكوبية".
وأضاف:" ومن ثم تم إحالتي إلى المحكمة المركزية للاحتلال التي أقرت إبعادي عن مكان سكني في حي رأس العمود إلى تل الربيع حيث يعمل شقيقي الكبير هناك، ومكثت لديه لمدة شهرين إلى حين انعقاد الجلسة الثانية للمحكمة ، والتي أقرت بعودتي إلى مكان إقامتي الأصلي مع استمرار فرض الإقامة الجبرية علي، حيث لا أتمكن من الذهاب إلى المدرسة أو العودة منها إلا برفقة أحد والدي".
وعن ظروف إقامته في تل الربيع مع شقيقه، قال الزغل:" تركت هذه الإقامة لدي إحساسا بالغربة والقهر حيث كنت أمكث بالبيت وحيدا من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الساعة الحادية عشرة ، وهي فترة غياب شقيقي عن البيت في عمله".
ويتابع الطفل الزغل روايته: وكان محظورا علي مغادرة المنزل حسب قرار المحكمة، وخلال تلك الفترة لم أخرج إلى الشارع أبدا، ما وضعني في حالة نفسية صعبة".
ويشير الطفل الزغل، وبعد عودتي إلى بيتي في القدس لم أتحرر من سجني، حيث تم تقييد حريتي مرة أخرى بعدم مغادرتي البيت إلا للمدرسة وبرفقة أحد والدي، علما بأن والدي مريض بالسكري والقلب ويحتاج إلى عناية أمي التي تعيل أسرة مكونة من ستة أفراد بينهم ثلاثة أطفال أنما أحدهم، مما يجعل مرافقتي من وإلى المدرسة عبئا على أسرتي التي عليها الالتزام بقرار المحكمة"."