صور الفلسطينيين في خدمة الاستخبارات الصهيونية
كشفت شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، عن حصولها على معلومات استخبارية مهمّة من خلال الصور التي يلتقطها الشباب الفلسطيني بواسطة هواتفهم الذكية وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. وحسب الشعبة، فإن "الصورة لا تُشكّل مصدراً حيوياً للمعلومات الاستخبارية فقط، بل تُعدّ وسيلة دعائية ناجعة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، من خلال الكشف عن تناقض بعض بيانات المقاومة وإعلاناتها".
وذكر مصدر مطلع في "أمان"، أن "حرب غزة الأخيرة العام الماضي، تُعدّ مثالاً لتوظيف الاستخبارات الصهيونية الواسع لما يلتقطه الشباب الفلسطيني من صور، توثّق نتائج عمليات القصف الصهيوني بواسطة هواتفهم النقالة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي تحقيق نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" نقل الصحافي، رونين شبياك، عن المصدر، قوله إن "صورة نشرها شباب فلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، لعملية اغتيال ناشط في حركة حماس، دلّت على اضطلاعه بدور مهم في عمليات نقل الأموال لصالح الحركة، إذ أظهرت الصور التي التقطها الشباب لعملية الاغتيال، تطاير الكثير من الأوراق النقدية من عملات الدولار الأميركي والدينار الأردني واليورو، من السيارة التي كان يستقلّها الناشط".
وحسب شبياك، فإن "وحدة جمع المعلومات الاستخبارية العلنية (حتساب) تولّت متابعة ما يتم نشره من صور على مواقع التواصل الاجتماعي، واستنباط المعلومات الاستخبارية منها". ونوّه إلى أن "ضباط وجنود حتساب، وظّفوا الصور بشكل مزدوج، بعد تزويدهم الجهات الاستخبارية الأخرى بها، كي يحصلوا على إثبات بأن الأشخاص المرشحين للتصفية قد استُهدفوا بالفعل، ومن ناحية ثانية كان يتم تزويد مكتب المتحدث بلسان الجيش بهذه الصور، كي يستخدمها في الحملات الدعائية ضد المقاومة الفلسطينية، ولتبرير عمليات الاغتيال والقصف الذي كان يقوم بها الجيش خلال الحرب".
وينقل شبياك عن قائد وحدة "حتساب" المقدم "ر" قوله: "قبل سنوات، كان الحصول على مثل هذه الصورة يتطلب توظيف إمكانيات تكنولوجية معقّدة، وضمنها طائرات استطلاع من دون طيار، تقوم بالتصوير على ارتفاع عال. أما الآن، وفي ظلّ ثورة المعلومات، تحديداً في ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، بات بالإمكان الحصول على هذه الصور بشكل فوري، من خلال ما ينشره الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي من صور واضحة تماماً".
ويروي "ر" أنه "عندما قام بزيارة مقرّ قيادة الفرقة العسكرية المسؤولة عن قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، توجّه له الضابط المسؤول عن تحليل نتائج العمليات الصهيونية، وقال له: أبلغ جنودك أننا ندين لهم بكثير من الفضل، فلولاكم لما عرفنا ما كنا نعمل".
وشدد "ر" على أن "ثورة مواقع التواصل الاجتماعي مكّنت الاستخبارات الصهيونية من الحصول على معلومات ذات قيمة في زمن حقيقي، ومن دون تجنيد إمكانيات كبيرة". وكشف أن "مجال عمل وحدته لا يقتصر على الفلسطينيين، بل على كل الدول التي للاستخبارات الصهيونية مصلحة في متابعة ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها مواطنوه، وهذا ما يفسر ضرورة أن يجيد ضباط وجنود هذه الوحدة اللغات المتداولة في هذه الدول".
وكانت صحيفة "ميكور رشون" قد كشفت النقاب أخيراً عن أن "الإنجاز الأهم لحتساب تجلّى في تقديم دليل قاطع على مسؤولية المقاومة الفلسطينية عن عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة التي تمّت في يونيو/حزيران 2014".
وأشارت "ميكور ريشون" إلى أنه "من إحدى مهام حتساب رصد ومتابعة توجّهات الرأي العام في كل دولة عربية، لقياس مدى استعداد الناس هناك لخوض غمار ثورات أخرى ضد أنظمة الحكم، ويكتسب هذا الأمر أهمية قصوى، بسبب تأثير مثل هذه الثورات على البيئة الإستراتيجية للكيان الصهيوني". يذكر أن "مركز أبحاث الأمن القومي" الصهيوني، يصدر دراسات مسحية دورية حول أنماط التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حيث تتم معالجة كل دولة على حدة.