اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الأربعاء المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
ويأتي هذه الاقتحام، تزامنًا مع انتشار كثيف للقوات الخاصة "وحرس الحدود" والشرطة في كافة أنحاء مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى، وسط تضييق وأعمال تفتيش للوافدين إلى المسجد.
وقال مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لوكالة "صفا" إن نحو 35 متطرفًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على مجموعات، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية شرطية مشددة، إلا أن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير.
وأوضح أن باحات الأقصى وبواباته تشهد انتشارًا كبيرًا لشرطة الاحتلال، في ظل التضييق على الوافدين من الرجال والنساء للمسجد، واحتجاز بعض الهويات الشخصية عند البوابات، مشيرًا إلى استمرار منع عشرات النساء ضمن "القائمة الذهبية" من دخول الأقصى.
وذكر أن قوات الاحتلال عززت اليوم من تواجدها العسكري على مداخل ومفارق أحياء وبلدات القدس، ونصبت المزيد من الحواجز العسكرية، وتجري أعمال تفتيش للشبان أثناء سيرهم في الشوارع.
وفي سياق متصل، عم الإضراب الشامل صباح اليوم بلدة جبل المكبر والشيخ سعد وقرية السواحرة، حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في القدس.
وأغلقت قوات الاحتلال الثلاثاء بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، ونصبت الحواجز على عدد من الطرقات المؤدية إليها، ومنعت السكان من المغادرة أو الدخول إليها، وذلك في أعقاب مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين في عمليتي إطلاق نار ودهس وطعن بالمدينة.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) أصدر الليلة الماضية عدة قرارات تتعلق بالمواطنين الفلسطينيين في القدس، أهمها فرض إغلاق على الأحياء العربية بالمدينة، وإخضاع المقدسيين للتفتيش عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها.
وصادق "الكابينيت" على مقترحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، التي تنص على وضع حراسة داخل الحافلات في القدس، وسيقوم بهذه المهمة جنود من جيش الاحتلال حاليًا، حتى يتم تأمين شركة حراسة خاصة للحافلات، بالإضافة إلى المصادقة على قرار سحب المواطنة من منفذي العمليات، وهدم منازلهم خلال 72 ساعة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن قرار تعزيز وحدات الشرطة بعناصر من الجيش في مدينة القدس خرج إلى حيّز التنفيذ، حيث سيتم نشر مئات الجنود خلال الأيام المقبلة في المدينة، وحافلات الركّاب فيها.