أهم الأخبار

انتفاضة_القدس.. كابوس يقض مضاجع الصهاينة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

المكتب الإعلامي - وكالات

رغم الإجراءات الهجومية غير المسبوقة التي اتخذتها الحكومة الصهيونية بزعامة بنيامين نتنياهو لمواجهة انتفاضة القدس، إلا أن الاحتلال لا يزال عاجزا عن وأد عمليات الانتفاضة، الأمر الذي سبب حالة كبيرة من الإحباط في الشارع الصهيوني.

ويؤكد متابعون أن الانتفاضة الفلسطينية، دخلت تطورا جديدا بعد تكثيف عمليات الطعن ضد جنود الاحتلال، مشيرين إلى أن فشل نتنياهو في وقف العمليات الفدائية المتلاحقة، زاد من حالة الإحباط والغضب الكبيرين في صفوف الصهاينة.

وفي محاولة منها للسيطرة على الأمور، ووأد انتفاضة القدس في مهدها، كثفت الحكومة الصهيونية من حملات الاعتقال، والإعدامات الميدانية، ونشر الآلاف من عناصر الشرطة الصهيونية في مدينة القدس.

وكذلك عمد الكيان إلى الدفع بالمزيد من الكتائب للضفة والقدس تحسبا لخروج الأمور عن السيطرة.

ومن القرارات التي اتخذها الكيان أيضا، الإسراع بهدم بيوت منفذي العمليات وإبعاد بعض عائلاتهم، وعدم إعادة جثامين منفذ العمليات لذويهم ودفنهم في مقابر خاصة، إضافة إلى تفويض الشرطة بفرض إغلاق على من تشاء من أحياء القدس المحتلة.

وشهدت شوارع القدس حركة ضعيفة للمستوطنين وانتشار كثيف لقوات الشرطة وحرس الحدود، وسط حالة من الهلع والترقب أصابت الآلاف بالصدمة التي أقعدتهم في البيوت.

كما لوحظ وجود شكاوى صهيونية من انعدام الأمن الشخصي، حيث أعرب 80% من مستوطني الكيان عن تردي أمنهم الشخصي منذ بداية الشهر الحالي وأنهم لم يعودوا يأمنوا على حياتهم خارج البيت.

في غضون ذلك، أعرب غالبية الصهاينة عن عدم رضاهم من طريقة تعامل حكومة بنيامين نتانياهو مع تطورات الأحداث، مؤكدين تدني مستوى الأمن الشخصي لديهم.

وأظهر استطلاع أجرته القناة الثانية العبرية عدم رضا 73% من المستطلعة آراؤهم عن أداء نتانياهو، وذلك في تدني كبير عن الاستطلاعات التي أجريت قبل الموجة الحالية.

وبين الاستطلاع حدوث انقلاب في المفاهيم الأمنية لدى الجمهور الصهيوني؛ فبعد أن كان يلقب نتانياهو برجل الأمن، أما الآن فقد حل بالمرتبة الثالثة من حيث قدرته على إعادة الأمن ومكافحة العمليات بواقع 15% فقط.

ولفت إلى أن إخفاق الكيان في منع الاحتجاجات الفلسطينية، أثر سلبا في شعور الصهاينة بالأمن الشخصي.

وتفيد إحصائية صهيونية أن معظم منفذي العمليات الفدائية ضد الصهاينة يبلغون ما دون سن الـ 20، وبالكاد يتذكرون الانتفاضة الثانية التي اندلعت في سبتمبر 2000.

وشن المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت هجوما كاسحا على نتانياهو، لافتا إلى أن "اللهيب يزداد اشتعالا، ونتانياهو يصب الزيت على النار بدلا من صب الماء البارد".

وتابع كاسبيت "بدلا من الكذب والاختباء وراء هذا وذاك، يجب على نتانياهو أن يقول الحقيقة، وأن يتخذ القرارات الصحيحة"، مشيرا إلى أنه على نتانياهو أن يختار "أما الاستمرار بالعيش مع الفلسطينيين واستمرار الاحتكاك بهم، أو الانفصال عنهم".

ولفت إلى أن نتانياهو "جبان، غير قادر على اتخاذ أي قرار حقيقي، وحتى عندما يتخذ مثل هذا القرار، سرعان ما يندم عليه، ويتخذ قرارا معاكسا. وعندما يتخذ القرار المعاكس، يبحث عن شخص يتبنى رأيه، ليدل على أن هناك من يشاركه الموقف".

ونوه إلى أن أكثر مظاهر تمرد قادة اليمين إحراجا لنتانياهو، هو توجه وزراء كبار في الحكومة لمهاجمة السلطة الفلسطينية وتحميلها المسؤولية عن الأحداث، على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوضح في كل مناسبة أنه يفضل تهدئة الأوضاع.

وأكد على أن خيبة نتانياهو في السيطرة على الأمور وعدم توفيره الأمن المطلوب للصهاينة، فتح شهية قادة اليمين المتطرف، الذين وجدوا في الأحداث الأخيرة فرصة لتعزيز شعبية أحزابهم.

يذكر في هذا السياق، أن معطيات وتقارير نشرها جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك" كشفت ارتفاع كبير في وتيرة المقاومة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين بالقدس والضفة المحتلة.

وجاء بالتقرير أن "المقاومة بالضفة الغربية والقدس المحتلة رفعت رأسها وعادت من جديد تهدد الأمن الصهيوني".