أول اعتراف رسمي صهيوني بانتصار انتفاضة القدس
المكتب الإعلامي - الضفة المحتلة
كشفت مجلة "إسرائيل ديفينس" العسكرية العبرية عن مفاجأة مفادها أن أجهزة الأمن الصهيونية تواجه ورطة كبيرة, بالنظر إلى أن الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون في الوقت الراهن تختلف كثيرا عن سابقاتها في السنوات الماضية, حيث تتمييز بروح تضيحة عالية غير مسبوقة.
وأضافت المجلة في تقرير لها في 12 نوفمبر أن جهاز الأمن "الإسرائيلي" العام "الشاباك" أصدر تقريرا حول العمليات الفلسطينية الحالية أظهر أن منفذي هذه العمليات "نوعية جديدة من الشباب الفلسطينيين غير المنتمين لحركات فلسطينية مسلحة, ويتمتعون بروح تضحية عالية".
وتابعت المجلة أن منفذي العمليات الحالية من الفتيان والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما، ومعظمهم غير متزوجين, وأن سبعة من بين منفذي العمليات الفلسطينية الأخيرة من النساء. وأشارت "إسرائيل ديفينس" إلى أن ما يرعب أجهزة الأمن "الإسرائيلية "أن الإجراءات المشددة الذي اتخذتها وأدت إلى قتل معظم منفذي الهجمات, لم تبث الخوف في نفوس الفتيان الفلسطينيين, الذين تسابقوا لتنفيذ عمليات جديدة.
وكانت الكاتبة الإسرائيلية عميره هاس قالت إن المواجهات المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية تعكس فقدان الأمل لدى الأجيال الفلسطينية الجديدة, بسبب ممارسات إسرائيل وفشل السلطة الفلسطينية.
وأضافت الكاتبة في مقال نشرته بصحيفة "هآرتس الإسرائيلية" في 12 نوفمبر أن المواجهات المستمرة في الأراضي الفلسطينية, يقف خلفها جيل جديد من الفتيان والشبان الفلسطينيين, الذين فقدوا كل أمل في اتفاق أوسلو.
وتابعت " هذا الجيل الجديد من الفتيان والشبان الفلسطينيين يواجهون يومياً حواجز الجيش "الإسرائيلي" المنتشر داخل القدس وخارجها، بدل أن تتوفر لديهم أماكن عمل. واستطردت " الفلسطينيون يواجهون يوميا أيضا الجدار العازل في الضفة الغربية، بدل أن تتاح أمامهم حرية الحركة والتنقل، والحصول على الأمل في مستقبل أفضل".
وأشارت إلى أن ما زاد من الإحباط لدى الأجيال الفلسطينية الجديدة فشل وعود السلطة الفلسطينية بقيام دولة، وتعثر مفاوضات عملية السلام, دون أن تلوح أي بادرة إيجابية في الأفق. وكانت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم قالت أيضا إن السياسات "الإسرائيلية "ضد الفلسطينيين تسيء لتل أبيب في الساحات الدولية, ولم تجلب الأمن" للإسرائيليين", وذلك في تعليقها على الهبة الشعبية الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ونشرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" في 9 نومفبر مقالا لوزيرة الخارجية السويدية أشارت فيه إلى عدم جدوى الإجراءات الأمنية التي تتخذها إسرائيل، والمتمثلة في استمرارها بحصار غزة، وأضافت أن هذه الخطوة الإسرائيلية لم تجلب الأمن "للإسرائيليين". وتابعت الوزيرة السويدية أن مصير الإجراءات الأمنية التي تستخدمها إسرائيل أيضا في الضفة الغربية وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة هو الفشل، وأن هذه السياسات تسيء" لإسرائيل" في الساحات الدولية. وتابعت أن الحل السياسي من شأنه أن يجلب الأمن للإسرائيليين، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة برمتها من فوضى قد تعود على "إسرائيل" بالخطر.
وأعربت الوزيرة السويدية عن مشاعر القلق لتضاؤل الآمال بشأن السلام وبشأن حل الدولتين، وأضافت أن ما يحدث ضد الفلسطينيين لا يجلب الأمن في المنطقة. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت عن أحدث خطة لجأت إليها "إسرائيل "لإجهاض الهبة الشعبية الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وقالت "الصحيفة الإسرائيلية "في تقرير لها في 8 نوفمبر إن الجيش الإسرائيلي أصبح يستخدم المزيد من وحدات المستعربين من أجل اعتقال الفلسطينيين والتنكيل بهم. وتابعت أن المستعربين يندسون بين الفلسطينيين خلال المواجهات في الضفة الغربية, ويحملون معهم مسدسات ويشهرونها أثناء القيام باعتقال فلسطينيين, وينسحبون بعد ذلك بتغطية من "القوات الإسرائيلية". والمستعربون, هم عبارة عن مجندين"إسرائيليين "يندسون بلباس مدني فلسطيني خلال المواجهات المتواصلة مع الاحتلال .
وأضافت أن تعليمات جديدة صدرت لقوات الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود والشرطة بضرورة عدم بقاء عناصرها مكشوفين أمام منفذي عمليات الدهس التي يقوم بها فلسطينيون في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. ومنذ الأول من أكتوبر الماضي, استشهد أكثر من سبعين فلسطينيا خلال مواجهات هبة الأقصى التي اندلعت منذ مطلع أكتوبر, احتجاجا على تدنيس المتطرفين الحرم القدسي الشريف تحت حماية شرطة الاحتلال. وفي المقابل, قتل 11 "إسرائيليا "وجرح العشرات منهم في عمليات طعن ودهس نفذها شباب فلسطينيون في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة.