الشهيد / سامي أبو شريعة
الشهيد القائد / سامي محمد أبو شريعة "أبا مجاهد" قائد قاطع غزة والناطق الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين ما أجمل الحياة في كنف الشهداء، وعبق الاستشهاديين، يا الله كم جميلة هي حياتهم غدواتهم، روحاتهم، صفاتهم، بل كل حركاتهم، يسيرون في الأرض وقلوبهم معلقة في السماء، فكانوا بيننا تخاطب أفواهنا أفواههم, و قلوبنا ترقص فرحا للقائهم إلا إنهم اختاروا الرحيل, راحلين إلى اللقاء وأي لقاء, انه لقاء الرحمن الرحيم. ولدت هناك وسألقى ربي شهيداً هنا... كلمات خرجت من تلك الشفاه التي لم تعرف يوما إلا الذكر والاستغفار, كلمات صدق و الله من قالها، قالها بيقين الواثق بنصر الله عز وجل, كلمات المجاهدين المخلصين لله في كل ما يقولون ويفعلون، فعلهم سبق سنهم كيف لا وأفعالهم أفعال الرجال الذين لا يهنأ لهم بال ولا يستقر لهم حال إلا بجهاد اليهود ومقارعتهم في ساحات الوغى. هي حكاية من لا نستطيع أن نوفيه حقه مهما تحدثنا ومهما قلنا إنه الشهيد القائد المجاهد/ انه درب الشهداء درب من لا يعرف الراحة إلا بقتال اليهود، انه ذلك الهمام مرابط على الثغور يطلق الصواريخ يقذف الهاون يلاقي الأعداء في ساحات الوغى، يقول للغاصبين ان لا مكان لهم في هذه الأرض الطاهرة. المولد والنشأة: أبصر يوم 19/3/1982 النور بميلاد فارس جديد, عرف طريق الحق فالتزم به و سار عليه, ففي هذا اليوم ولد الفارس المغوار صاحب القلب الرقيق سامي محمد ابو شريعة أبا مجاهد في مدينة ابو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ولد سامي في أسرة صابرة متواضعة ترجع أصولها إلى مدينة بئر السبع, في هذه البلدة الأصيلة المغتصبة من العدو الصهيوني منذ عام 1948 هذه العائلة المتوافقة التي ربت أبنائها على حب دين الله عز و جل منذ أن نشأ شهيدنا على هذه المبادئ السامية و الأخلاق العالية التي حثنا عليها ديننا الحنيف فترعرع على حب الصلاة والصيام منذ أن بدأ يعي ما حوله , هذه العائلة التي خرجت العديد منا لشهداء. تعليمه ودراسته: تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي في مدرسة الكندي بدولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم انتقل إلى معشوقته فلسطين في أوائل العام 1993م ليكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة الفلاح ومن ثم مدرسة فلسطين الثانوية ثم انتقل شهيدنا ليكمل مشواره التعليمي الجامعي حيث بدأ الدراسة في جامعة القدس المفتوحة ولكنه استشهد قبل الحصول على الشهادة الجامعية, لكنه حصل على شهادة أعلى وأسمى ألا وهي الشهادة في سبيل الله. صفاته وأخلاقه: عرف سامي برضى الوالدين عنه فقد كان حريصاً أشد الحرص على أن لا يغضب والديه مهما حصل، عملاً بقول الله سبحانه وتعالى "وبالوالدين إحسانا"، كما عرف أبا مجاهد بشجاعته وإقدامه في كل المواقف، وكان حريصاً على مساعدة الجميع وكان صاحب فكاهة وابتسامة رسمت على شفتيه، وعرف عنه حبه لأهله واحترامه لمن هم أكبر منه وكان يعطف على الصغار. منذ أن كان طفلاً كان يهتم بالعمل العسكري فترى كل ألعابه المفضلة المسدسات والبنادق البلاستيكية وكان يفضل دائماً اللباس العسكري من أجل هذا كله أصبح كل من يعرف سامي يناديه منذ صغره "بالعقيد سامي". كما انه كان حريصاً على أداء الصلاة في المسجد وعرف عنه العلاقات الطيبة مع إخوته وكان يصل رحمه باستمرار، كان محبوباً من جميع من عرفه، كان دائماً حريصاً على صيام النوافل وقيام الليل. عمل أبا مجاهد في جهاز الشرطة الفلسطينية مبكراً. في صفوف المجاهدين: مع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة كان لسامي دوراً بارزاً فيها فسارع للانتماء إلى المجموعات العسكرية العاملة وأصبح يشارك في المهمات الجهادية من الإعداد والتدريب والتجهيز والبناء في الجسم العسكري فكان من اللبنات الأولى آنذاك تحت مسميات عديدة بتطور تدريجي إلى أن وصلت إلى كتائب المجاهدين حالياً. كما كان أبو مجاهد يشرف على العديد من الدورات العسكرية إضافة إلى أنه أشرف على تدريب العديد من الاستشهاديين. لم تكن فلسطين لسامي كأي بلد، وجهاده لم يكن لاسترداد حقه في وطن الآباء والأجداد فحسب بل كان يعتبر نفسه في خضم الصراع الكوني بين الإيمان والكفر. حب الجهاد والبحث عن الشهادة دفع سامي إلى البحث بكل جد واجتهاد عن أقرب الطرق إلى الله وهي الاستشهاد في سبيل الله، ولذلك ألح على إخوانه في تنفيذ عمل استشهادي ولكن القيادة لم توافق على إلحاحه وأن دوره أساسي في هذه المرحلة ولأنه كان ملتزماً دينياً قارئاً لكتاب الله ولثقافته الواسعة ولأنه كما كان يعتبر مدرسة في التدين كان يعتبر مدرسة في السياسة أيضا. كلف أبا مجاهد بأن يكون الناطق الرسمي لكتائب المجاهدين. العاشق للشهادة: وهل هناك من يعتقد بأن أبا مجاهد يكتفي بأن يكون ناطقاً إعلامياً وقائد في التدريب فحسب، بالطبع لا... بل أبى سامي إلا أن يمارس العمل الميداني فخرج مراراً وتكراراً لقصف المغتصبات وصد الاجتياحات وزرع العبوات، هكذا كان أبا مجاهد سباقاً مع نفسه وأي سباق انه السباق نحو التضحية بالنفس، سباق إلى الجنان وإلى لقاء الرحمن. فكان أبا مجاهد أشبه بالماكينة التي لا تعرف الملل فتراه في كل مكان، ولأن عطاء أبا مجاهد بلا حدود ولعقليته العسكرية وعبقريته فقد كلف بقيادة قاطع غزة في كتائب المجاهدين. موعد مع الشهادة: واستمر عطاء أبا مجاهد اللامحدود، وفي ظهر يوم السبت 8/4/2006م وكعادته خرج سامي مع رفيق دربه الشهيد محمود عجور "أبا رشاد" لدك مغتصبات العدو الصهيونية بالصواريخ، فقد تمكن أبا مجاهد وأبا رشاد من دك مغتصبة كفار عزة بثلاث صواريخ، وعند العودة قامت طائرات الحقد الصهيونية باستهداف السيارة التي كان يستقلانها، ليرتقي أبا مجاهد وأبا رشاد إلى العلياء شهيدين. ليطوى صفحة من صفحات العز والكرامة لمجاهد ما عرف الاستكانة... هنيئاً لك أبا مجاهد...هنيئاً لك ما تمنيت... يا من كنت تردد دائماً قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "أرواح الشهداء في حواصل طير خضر معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت". صدقت يا رسول الله وصدقت الله يا أبا مجاهد، فصدقك الله. وهكذا كان سامي كلمة في الإعلام وقدم في الميدان.....