أسرى يتعالون على القيد والجراح بحفظ كتاب الله
يفخر العديد من الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني أن فترة اعتقالهم لم تنل من عزيمتهم؛ بل تمكن البعض منهم من فك ظلمات أسرهم، بحفظ القرآن الكريم كاملا خلال مدة وجيزة.
قهر السجان
أينما تحط بك الرحال في أيٍّ من أقسام السجون تجد مجموعات من الأسرى قد أتموا حفظ القران الكريم كاملاً، في مشهد إيجابي، لتحقيق نجاحات تظهر تفوقهم على الأسلاك والجدران المحيطة بهم، لتسجل النجاح والإبداع رغم قهر السجان.
في قسم 4 بسجن النقب الصحراوي حيث يقبع قرابة 1500 أسير فلسطيني، لا يختلف الأمر عن باقي أقسام السجن وباقي السجون، فهناك أكثر من 12 معتقلا يحفظون القرآن الكريم كاملا، إضافة إلى قراءات عديدة في التلاوة والتجويد.
في السجن أسرى أمضوا أكثر من عشر سنوات في الأسر، وتنتهي محكوماتهم في غصون السنوات الخمس القادمة، ولعل خير مثال على ذلك حفظ الأسير إسلام مشاحي (33 عاما) من بلدة مثلث الشهداء قرب مدينة جنين، القرآن الكريم خلال اثني عشر شهراً.
يقول مشاحي اعتقلت عام 2002 وصدر حكم قاسٍ بحقي لمدة تسعة عشر عاما، وتنقلت في عدة سجون إلى أن استقر بي الحال حاليا في سجن النقب.
ويوضح مشاحي أنه قرر الشروع بحفظ القران العام 2006، وتمكن من إنجاز هذه الحفظ أثناء وجوده بسجن "شطة" قرب طبريا، وأكمله بسجن "ايشل" ببئر السبع.
في نفس الخيمة التي يقبع فيها الأسير مشاحي، يتواجد الأسير مجدي القبيسي (33 عاما) من سكان بلدة عبوين قضاء رام الله، اعتقل العام 2002، وكان آنذاك طالبا في جامعة بيرزيت، وصدر عليه حكم بالسجن تسعة عشر عاماً.
لم ينل الحكم الجائر من عزيمته، وانهمك بالدراسة والتأليف، وقرر حفظ القرآن كاملا، وتم له ذلك العام 2008، خلال تسعة أشهر، ما أفاض السرور والبهجة في نفوس ذويه ومعارفه.
وسجل القبيسي نجاحاً آخر خلال وجوده بالأسر، حيث يشتهر عنه نظم الشعر، كما التحق مؤخرا بجامعة القدس المفتوحة بعد إدخال نظام الدراسة فيها للسجون.
همم وقادة
حكاية الأسير علي شواهنة (35 عاما) من بلدة كفر ثلث شرقي قلقيلية، تحمل محطات عديدة من النجاح رغم مضي ثلاثة عشر عاماً ونصف على اعتقاله، وبقي له حاليا ستة أشهر فقط.
يستذكر شواهنة مشروع حفظ القرآن الكريم كاملا، والذي بدأ العام 2007 وأتمه خلال ثمانية شهور فقط، ولم يتوقف شواهنة عند هذا الإنجاز؛ فقد شرع بدراسة مواضيع الحديث الشريف والتجويد والقراءات، وأتم ثلاث قراءت بالسند، بالإضافة إلى التحاقه بعدة جامعات وتخرج في جامعة الأقصى بغزة بشهادتي البكالوريس والدبلوم، كما التحق بجامعة تل أبيب تخصص دراسات شرق أوسطية، ثم جرى توقيف الدراسة من مصلحة السجون كعقاب للأسرى بعد أسر الجندي جلعاد شاليط.
وكان شواهنة عند اعتقاله عام 2002 طالبا في كلية التربية في جامعة النجاح الوطنية ثم أصبح مطارداً إلى أن جرى اعتقاله. وينوه شواهنة هنا أن حفظ القرآن الكريم ساعده على قوة الذاكرة.
وحقق الأسير شواهنة نجاحات أخرى في مجال التأليف؛ حيث تمكن من كتابة وتأليف عدة كتب جرى نشر مجموعة منها، وهي: كتاب إضراب الكرامة، ذاكرة الأسر، البراء، فارق عدوك.
وفي هذا الصدد يوضح الأسير أن له العديد من الروايات والمؤلفات ما تزال مخطوطة، كما حقق تفوقا في الدورات التي شارك فيها بالسجن خاصة دورات الصحافة والإعلام، والناطق الإعلامي، وفاز بأفضل كاتب.
إنجازات جبارة
أما الأسير وليد خالد من بلدة سكاكا قضاء سلفيت، فقد سجل نجاحاً خلال وجوده في عزل سجن ريمون وعسقلان مدة عامين، حيث تمكن من حفظ القرآن كاملاً خلال ما يقارب العامين.
يشار إلى أن خالد (42 عاما) يقبع حالياً في سجن النقب بعدما صدر بحقه حكم بالسجن قرابة الخمسين شهراً، فيما بلغ مجموع سنوات اعتقاله تسعة عشر عاماً ونصفًا.
ويبدي الأسير فؤاد بدر من سكان بلدة أبو ديس نواحي القدس افتخاره بالإنجازات التي يحققها الأسرى بحفظهم القران كاملاً، وحصولهم على السند والقراءات، مشيراً إلى أنه يتم متابعة إجراءات إتمام حصولهم على الشهادات من الجهات ذات العلاقة بغزة والضفة الغربية، لتوثيق ذلك ومنحهم الشهادات الرسمية.
وأكد الأسير أن احتفالات خاصة تقام بالسجن عند إتمام أي أسير حفظ القرآان الكريم، كما يتم منحهم جوائز تحفيزية وتشجيعية.
منقول من /المركز الفلسطيني للاعلام
-
مسؤول ساحة غزة في حركة المجاهدين الفلسطينية أ. يوسف ابو زياد خلال كلمته في حفل تكريم حفظة كتاب الله الذي اقامه المجمع...
-
مسئولة دائرة العمل النسائي في حركة المجاهدين الفلسطينية أ. صابرين أبو شريعة أم عطية خلال كلمتها في حفل تكريم حافظات كتاب...
-
بمشاركة المجاهدين بلدية غزة تقيم حفل توقيع كتاب