خبراء صهاينة يتحدثون عن سيناريوهات المواجهة مع غزة
ركزت الصحافة العبرية اليوم على احتمالات اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة ومحيطه، حيث رجح أحد الخبراء عدم اندفاع "إسرائيل" لشن عدوان استباقي ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما تحدث آخرون عن تدريبات عسكرية وأمنية ومحاولات لرصد حفر الأنفاق ومخاوف من تطوّر قدرات حماس البحرية.
وقال الخبير الأمني "الإسرائيلي" يوسي ميلمان في صحيفة معاريف إن "إسرائيل" لن تخرج في عملية استباقية ضد حماس في غزة، بعكس ما دعا إليه وزير التعليم "الإسرائيلي" وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت لضرب شبكة الأنفاق، متسائلا عن مدى جدية وصواب هذا العرض.
ورأى أن حماس ليست معنية بالحرب مع "إسرائيل"، وأنها تعمل الكثير لمنع وقوعها، فخلال العام والنصف العام الأخير منذ إنهاء الحرب الأخيرة على غزة لم تطلق حماس قذيفة واحدة باتجاه "إسرائيل"، حسب قوله، فرغم الشكاوى التي يعلنها "الإسرائيليون" قرب غزة عن سماعهم أصوات حفريات تحت منازلهم، فإن "إسرائيل" لا تملك أي معلومة أمنية دقيقة تؤكد حفر نفق اجتاز الحدود، دون أن يستبعد وقوع ذلك فعلياً.
أربعة اتجاهات
وأشار ميلمان، وهو وثيق الصلة بأجهزة الأمن "الإسرائيلية"، إلى أن الجيش "الإسرائيلي" وجهاز الأمن العام (الشاباك) يركزان جهودهما الاستخبارية على الأنفاق على أربعة اتجاهات أساسية، وهي الهندسة والاستخبارات والتطوير والإحباط.
ففي المجال الهندسي، وضع الجيش "الإسرائيلي" نحو مئة آلية من حفارات وبواقر على طول الحدود مع غزة. وفي المجال الاستخباري فإن جهاز الشاباك ووحدات التنصت في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) يرصدون كل معلومة ذات قيمة حول الأنفاق. وفي مجال التطوير يسعى الجيش على مدار الساعة لتحديث آلياته التكنولوجية للعثور على الأنفاق.
وأما على صعيد جهود الإحباط، فقد أكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي آيزنكوت على قيام الجيش بأعمال غير علنية ضد الأنفاق، وهو أمر قد يرتبط بانهيار أنفاق أسفرت عن مقتل عناصر بحماس، ويشير الكاتب إلى أن عدد الأنفاق المتضررة أكبر بكثير، لكن حماس لا تريد كشف ما اعتبرها "إخفاقاتها".
وأكد ميلمان أن حماس تحاول ترميم قدراتها العسكرية، وعلى رأسها منظومة الأنفاق، فقبل اندلاع حرب "الجرف الصامد" في 2014 كان لديها 31 نفقا تم حفرها باتجاه "إسرائيل"، وقد دمرتها "إسرائيل"، ويمكن الافتراض أن حماس تقوم اليوم بحفر أنفاق أكثر تحصينا ويمكن من خلالها نقل مقاتلين ومعدات بطريقة يصعب كشفها.
وختم بالقول إن فرضية مواصلة حماس التسلح والاستعداد قد لا تعتبر سببا كافيا لذهاب إسرائيل إلى ضربة استباقية.
تدريبات واستعداد
من جهة أخرى، ذكرت مراسلة موقع "إن آر جي" شيريت أفيتان أن الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" ستقيم تدريبا يشمل كل أنحاء "إسرائيل" الاثنين، وسوف تسمع فيها صفارات الإنذار، في "سيناريو" يحاكي سقوط صواريخ على المؤسسات التعليمية. وبخلاف السنوات السابقة، فإن صفارات الإنذار سيتم تشغيلها في محيط غزة، حيث سيتدرب التلاميذ على النزول إلى الملاجئ.
وكشف المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" نوعام أمير النقاب عن وسائل تكنولوجية جديدة أقرها الجيش "الإسرائيلي" بهدف إصدار إنذارات مبكرة عن تسلل مسلحين فلسطينيين من تحت البحر، وهي جزء من دروس واستخلاصات حرب غزة الأخيرة، حيث يجتهد الجيش لمنع مسلحين فلسطينيين من الوصول إلى شواطئ "إسرائيل"، بالتزامن مع الجهود التي تجري على اليابسة للعثور على تهديد الأنفاق، في ظل استكمال حماس جهودها البحرية لاستخدامها في مهام هجومية، حسب ضابط "إسرائيلي" كبير في سلاح البحرية.
وأضاف المراسل أن جهود حماس البحرية مثيرة للغاية، وأن الجيش "الإسرائيلي" لا يستهتر بها، لأن الحركة تعتبر أن تنفيذ عملية بحرية هجومية ولو كانت صغيرة سيكون إنجازا كبيرا، لا سيما على الصعيد المعنوي، حيث يعني ذلك قدرتها على القيام بعملية هجومية دون خوض القتال لمدة يوم واحد، لذا أقامت وحدات قوات بحرية خاصة بتدريبات يومية في مختلف أحوال الطقس، وتحاكي جميع السناريوهات.