أهم الأخبار

القيق أيقونة أخرى للانتفاضة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

أصبح الأسير المضرب عن الطعام منذ 84 يوما على التوالي الصحفي محمد القيق بمثابة الوقود الذي يزيد من جذوة الانتفاضة المشتعلة منذ مطلع أكتوبر الماضي مع ازدياد خطورة وضعه الصحي.

فصور الأسير القيق التي تتسرب كل يوم من على سريره الذي يرقد فيه بمستشفى العفولة ، والتسجيلات الصوتية لأنينه وصوت آلامه الذي ترك بصمة في آذان الشبان المنتفضين، وقصة صموده الأسطورية وإصراره على مطالبه رغم إدراكه أنه مشارف على الموت، كلها عوامل مجتمعة أوقدت نار الثأر والانتفاض في الشارع الفلسطيني حتى باتت صورة القيق حاضرة في كل شارع وزاوية وتكاد تكون موجوده في كل منزل فلسطيني.

ولا تكاد مسيرة أو مواجهة أو اشتباكات مع الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين تخلو من صور القيق، ولم يعد أحد يسكن في فلسطين كلها لم يسمع بأسطورة الإضراب عن الطعام القيق الذي تجاوز الحد الأقصى للإضراب عن الطعام الذي يحتمله جسم الإنسان.

 

فعاليات ومسيرات

ومنذ إعلان الأسير القيق إضرابه عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري نظمت العشرات من الفعاليات وخرجت العديد من المسيرات لمناصرة القيق في إضرابه والتضامن معه، ومع ازدياد التطورات على الوضع الصحي للأسير كان يخرج المئات من المتضامين من أقصى شمال فلسطين حتى أقصى جنوبها للمطالبة بالإفراج عنه الأمر الذي عمل على زيادة نقاط الاشتباك مع الاحتلال واتساع رقعة الانتفاضة المستمرة.

ففي الخليل وبالتحديد في مسقط رأس الأسير القيق مدينة دورا، نصبت خيمة دائمة للتضامن مع القيق يقصدها العديد من المتضامنين مع قضية القيق من الشبان والأهالي للتعبير عن تضامنهم معه واستعدادهم لبذل ما يملكونه في سبيل حريته وكرامته.

كما خرج مئات الشبان في مسيرات بشتى مناطق المحافظة، نحو مناطق التماس مع الاحتلال في كل يوم يعلن فيه عن ازدياد الوضع الصحي للأسير خطورة.

وفي رام الله نظمت العشرات من الاعتصامات المتضامنة مع القيق، وخرجت العديد من المسيرات التي كانت صور القيق حاضرة بقوة فيها، واشتبك عشرات الشبان مع قوات الاحتلال على نقاط التماس القريبة من حاجزي عوفر وبيت إيل كل ذلك، من أجل التأكيد على أن قضية الأسرى بعامة وقضية الأسير القيق بخاصة حاضرة في عقول ووجدان الشباب الفلسطيني الذي يتقدم الصفوف في المواجهة والاشتباك مع الاحتلال في الانتفاضة الجارية.

وفي غزة تنظم وبشكل يومي الفعاليات الشعبية والفصائل الفلسطينة  فعاليات تضامن مع القيق، سواء قبالة الصليب الاحمر أو في انحاء مختلفة في قطاع غزة

هذا بالإضافة إلى عشرات المسيرات والفعاليات التي زادت قوتها وحجمها منذ الإعلان عن ازدياد خطورة الوضع الصحي للأسير، تخرج بشكل يومي بمختلف محافظات الضفة الغربية مناطق الداخل المحتل عام 48 والقدس المحتلة التي تطالب الاحتلال بالإفراج عنه، وتهدد بتصعيد الانتفاضة حتى إطلاق سراحه.

 

تصعيد العمليات

الأوساط السياسية والأمنية الصهيونية عبرت من جهتها عن غضبها من التسريبات التي تخرج من داخل مستشفى العفولة حيث يرقد الأسير القيق والتي تظهر المآل الصحي الذي وصل إليه القيق بجسمه النحيل وأناته التي تثير النوازع الإنسانية لدى المتابعين والمتلقين.

وتعتبر سلطات الاحتلال هذه المقاطع بمثابة محرض تخشى من أن يكون لها دور في زيادة وتيرة العمليات التي تستهدف "الإسرائيليين" في كل مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وتشير المصادر الصهيونية إلى أن الإعلانات المستمرة عن خطورة الوضع الصحي للأسير القيق المضرب عن الطعام تزامنت مع اشتداد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد جنود الاختلال والمستوطنين، حتى بات لا يمر يوم إلا ويكون هناك محاولات طعن او عمليات إطلاق نار.

كما وتحذر مصادر صهيونية من أن تقدم الفصائل الفلسطينية على استغلال قضية الأسير القيق لتصعيد الانتفاضة المشتعلة وتنفيذ العمليات المخططة من قبل تلك الفصائل.

وتشير معطيات الانتفاضة الجارية بحسب المصادر الصهيونية إلى مضاعفة عدد العمليات خلال الأسابيع، بالتزامن مع الخطورة الكبيرة على الوضع الصحي للقيق، كما ازداد عمليات إطلاق النار والعمليات النوعية التي تستهدف المستوطنين وجنود الاحتلال، مرجحة أن يكون لقضية القيق دور فيها.

وعلى الواقع الافتراضي، شكلت مواقع التواصل الاجتماعي مكانا آخر للانتفاض في وجه الاحتلال بالصوت والصورة والكلمة، فانتشرت آلاف التغريدات والتعليقات المتضامنة مع الأسير القيق والتي تدعو للضغط على الاحتلال بشتى الوسائل من أجل إطلاق سراحه.

آلاف الصور والتصاميم التي نشرت عبر تلك المواقع دعت لتصعيد العمل المقاوم والمشاركة في المسيرات المتضامنة مع القيق، والمسيرات المساندة للانتفاضة، الأمر الذي كان له دور في إشعال الانتفاضة الافتراضية على تلك المواقع، وإيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن قضية القيق غير مغيبة في أذهان زملائه الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي.

كما كان لهذه المواقع دور في إيصال الدعوات التي كانت تخرج سواء من عائلة القيق او المؤسسات والجهات المتضامنة معه للمشاركة في المظاهرات والمسيرات اليومين التي تنظم في مختلف محافظات الضفة تجاه مناطق التماس مع الاحتلال.

هذا الأسلوب واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الدعوات ساهم في حشد المئات من المتضامنين في شوارع الضفة والقدس والداخل المحتل، الأمر الذي صعد من وتيرة التضامن الشعبي وزاد من حدة المواجهة مع المحتل الذي أصبح يواجه المئات في نقاط اشتباك مختلفة بمناطق مختلفة بالضفة المحتلة.