الشهيد / عاطف مصباح الغرابلي
تاريخ النشر : الأربعاء , 12 أغسطس 2009 - 7:06 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
الشهيد المجاهد: عاطف مصباح الغرابلي " أبا مصباح"
المجاهد المخلص الذي أحبه كل من عرفه
لم تكن الشهادة في فلسطين يوماً حلماً بعيد المنال، فالعدو أوغل في الدماء، والميتة الشريفة هنا تغيظ الأعداء، أرادها بحق فأعدّ لها العدة وبقي موعد التنفيذ، كان يعلم في قرارة نفسه أنه على موعد مع القدر، ويتواصل العطاء الاستشهادي الذي يبحث عن الشهادة...سيكون النصر حليفه بإذن الله...فلا تنتظروا منه أن يرفع الراية البيضاء...ولا تنتظروا منه الاستسلام...أو المساومة...فمهما قتلتم..دمرتم..شردتم..سيمضي الفلسطيني المجاهد بسلاحه وإيمانه إلى يوم لا رجعة فيه...فمرحباً بالشهادة...مرحباً بالاستشهاد.
الميلاد والنشأة:
في الثالث من شهر إبريل من العام 1983م كان حي الشجاعية الصامد بوابة غزة الشرقية وقلعة الصمود والتحدي في انتظار أحد أقمارها المجاهدين وعلى موعد مع ميلاد جندي من جنود الإسلام وفلسطين, ليستقبل العالم نبأ مولد الفارس عاطف.
عاش شهيدنا عاطف طفولته في أحضان أسرة لها حبها للوطن وانتمائها للإسلام فكانت طقوسه اليومية صلاة وذكر، يلبس القناع ويحمل المقلاع حبه للجهاد في سبيل الله فترعرع ونشأ على حب الجهاد والوطن.
تعليمه ودراسته:
التزم شهيدنا عاطف منذ الصغر في المسجد وكان محافظاً على جميع الصلوات فيه منذ الصغر، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة عمر بن عبد العزيز، في حي الشجاعية، ثم لعدة أسباب من أهما العبئ التي كان يحمله الشهيد الفارس أبا مصباح لم يكمل دراسته والتجأ إلى العمل.
صفاته وأخلاقه:
هو شاب خلوق, الحياء من صفاته, والحب في الله من أعظم سماته, فهو يحب أخوانه في الدعوة والجهاد حباً شديداً فقد كان يدافع عنهم ويحميهم ويحثهم على الخيرات, وأكثر ما كان يعمله لإخوانه هو أن يوقظهم على صلاة الفجر كل يوم, وكان يصلح بينهم ان وقع خلاف بينهم, فهو محب للخير ويسعى له بكل الطرق, كريم ومعطاء،كان أبا مصباح يحترم والديه ويقدرهم ويكن لهم كل التقدير والاحترام، فأحب الجميع، والجميع أحبه لشخصيته الإسلامية المتميزة.
منذ نعومة أظافره تربى على معاني الرجولة، وعرف عنه بحبه للجميع ودوداً ولا يكره أحد، ولقد أحبه كل من عرفه ومن لم يعرفه، أما إخوانه وأصحابه فجميعهم يذكرون له طيبة المعاملة وحسن العشيرة، ويذكرون ابتسامته التي لم تفارق شفتيه.
انضمامه لكتائب المجاهدين:
أحب أبا مصباح الجهاد والاستشهاد منذ نعومة أظافره وقد عرف عن شهيدنا بعشقه للاستشهاد من الصغر وكان دائماً يرددها ويطلبها أن يرزقه الله الشهادة في سبيله، فقد سعى عاطف للشهادة كثيراً، فانضم أبا مصباح لصفوف كتائب المجاهدين في فلسطين في أواسط العام 2006م وعمل في صفوف الكتائب باحثاً عن الشهادة.
واستمر أبا مصباح في عطائه إلى أن أصبح قائداً لوحدة الرصد الميداني في حي الشجاعية بالكتائب.
موعده مع الشهادة:
صباح الأربعاء 9/4/2008م كعادته وبعد أن صلى شهيدنا الفارس الفجر في مسجد الشقاقي ودعا الأذكار وسأل الله الشهادة بحق وأكمل يومه كباقي الأيام وفي منتصف النهار قامت مجموعة مشتركة من فرسان كتائب المجاهدين وسرايا القدس ولجان المقاومة الشعبية بعملية "كسر الحصار النوعية" في قلب موقع ناحل العوز الصهيوني والتي أثبت أكذوبة ان العدو لا يقهر، فقد تقهقر العدو وجيشه المهزوم.
فبعد عودة الاستشهاديين إلى قواعدهم بسلام جُنَ العدو الصهيوني جنونه وبداً بالقصف العشوائي على منازل المواطنين في المكان، وقد كان قدر فارسنا عاطف الغرابلي "أبا مصباح" بقذيفة صهيونية استشهد على الفور مع ابن عمه أحمد
لينال شهيدنا ما تمناه دائماً وعمل له طيلة حياته المليئة بالجهاد والمقاومة وحب الله ورسوله،،،
رحمك الله أبا مصباح...يا من غرست فينا شجرة العز والإباء التي ستظل حافظة لأسمك