BDS... هلع استراتيجي
خالد معالي
دولة الاحتلال المسكونة بالهواجس والخوف على مستقبلها؛ والتي تحسب كل صيحة عليها؛ ولشدة ضعفها برغم قوتها الظاهرة؛ راحت تصنف (BDS)؛ boycotts Divestment and sanctions against Israel، وتعني بالعبرية مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات على "إسرائيل"، كخطر استراتيجي على وجودها؛ وسببت لها الهلع والخشية على زوالها من الوجود.
من شدة هلع دولة الاحتلال ومخاوفها دفعتها نجاحات المقاطعة للاستنفار على المستوى الخارجي، واتبعت الأقوال بالأفعال بتخصيص ملايين الدولارات لمحاربة (BDS)، وعقدت على عجل العديد من الورشات والاجتماعات لمناصريها، وقياديين في الحركات الموالية" "إسرائيل"، في محاولة لدرء قوة وتأثير الحركة المتنامي.
خسائر كبيرة حتى الآن تلحق باقتصاد دولة الاحتلال؛ نتيجة المقاطعة التي أجبرت مصانع وشركات كبيرة؛ كانت موجودة في المستوطنات إلى نقل معداتها ومنشآتها إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48، وعملية النقل لوحدها تكلف ملايين الدولارات كخسائر.
المواجهة والمقاطعة الاقتصادية أيضا؛ مارسها الاحتلال بحق منتجات خمس شركات فلسطينية حيث منعت من الوصول إلى الأسواق في القدس المحتلة ومدنا في الداخل، بهدف محاربة المنتجات الفلسطينية، لإجبارهم على التعامل مع المنتجات "الإسرائيلية".
قد يقلل البعض من تأثير المقاطعة على الاحتلال؛ ولكن بالنظر لحجم الخسائر قد يصوب نظرته للأمر؛ فقد تسببت حملات (BDS ) في خسارات اقتصادية وسياسية لـ"إسرائيل" وصلت لـ35% من قيمة منتجاتها.
موقع "واللاه" الإخباري أبرز مخاوف قادة الاحتلال من حركات المقاطعة، حيث استنفروا وحركوا يدهم الدعائية وسفاراتهم في الخارج لوقف الهجمة المضادة من قبل حركات المقاطعة النشطة؛ التي تسعى لإقناع دول في أميركا الجنوبية من أجل أن تقوم بوضع علامات تميز بضائع المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية القائمة في الضفة الغربية والجولان المحتلين.
موقع"واللاه" قال إنه بعد النجاح الذي حققه الفلسطينيون في أوروبا، فقد حددوا وجهتهم القادمة نحو أميركا اللاتينية، مما قد يتسبب في أضرار جسيمة لـ"إسرائيل"، لأن هذه الدول تعد سوقاً كبيرا للمنتجات "الإسرائيلية".
بحسب (BDS) فان ما بين 20% و30% من الشركات التي ظهرت في قائمة المقاطعة، تم إغلاقها أو تغيير موقعها لتصبح خارج الضفة؛ وهذه الأرقام والنسب ترينا مدى أهمية المقاطعة في تكبيد الاحتلال خسائر متواصلة.
من النجاحات للمقاطعة؛ هو ما جرى من إعلان شركة G4S الأمنية التي تستأجر "إسرائيل" خدماتها على الحواجز العسكرية وأماكن أخرى في الضفة الغربية، والتي توفر عملًا لنحو 8000 جندي إسرائيلي مسرح، وكذلك سحب شركة ORANGE الفرنسية استثماراتها في "إسرائيل" وفض الشراكة مع شركة "بارتنر" للاتصالات؛ وكذلك اتخاذ قرار من قبل : شركة "أهافا" شركة البحر الميت المتخصصة بمنتجات العناية بالبشرة، وشركة المشروبات الغازية "صودا ستريم"؛ بنقل مواقعها من مستوطنات الضفة الغربية إلى الداخل المحتل.
ومن الشركات التي نقلت مصنعها هي "دلتا الجليل للصناعات" و"تيفع" للمستحضرات الطبية؛ وهو أكبر مصنع لإنتاج الأدوية في العالم ونقل مقره من "عطروت" إلى" بيت شيمش"، و"شاي عدنيم": انتقلت من عوفرة إلى الجليل، و"ايكو"؛ وهي شركة تصنيع أثاث انتقلت من المنطقة الصناعية في مستوطنة بركان قرب "ارئيل" إلى أسدود ونيشر؛ وشركة "انتروكوزما" لمستحضرات التجميل، من عطاروت إلى أسدود، و"يونايتد" لصناعة المقاعد من "بركان" إلى "تل أبيب"، وشركة "يارديني" للأقفال، من "بركان" إلى "مسغاف شمالا"، و"مودان" للحقائب، من مستوطنة "شاكيد "إلى منطقة قرب" بيتح تكفا"، ونقلت مصنعها إلى الصين.
في المحصلة مقاطعة الاحتلال داخليا وخارجيا وفي مختلف المجالات الاقتصادية وغيرها هو واجب إنساني؛ يمليه عليه كل من عنده ضمير حي ونقي، سواء كان فلسطينيا أو غير ذلك؛ كون دولة الاحتلال هي دولة قائمة على الظلم والإجرام بحق الشعب الفلسطيني، احتلت أراضيه وشردته وطردته في منافي الأرض بغير وجه حق؛ وبات من المطلوب دعم ومد حركات المقاطعة على مختلف مشاربها وأنواعها؛ بكل أسباب القوة حتى إنهاء الاحتلال الظالم.