كشف تحقيق حقوقي إسرائيلي تفاصيل جديدة حول استشهاد الفتى عبد الرحمن الدباغ (15 عامًا) على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، يثبت قتله بقنبلة ضوئية.
وأوضح مركز بتسليم والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، في تقرير له، أن الفتى عبد الرحمن الدباغ (15 عامًا) قتلته قوات الاحتلال في التاسع من الشهر السابق جرّاء إطلاق قنبلة ضوئية على وجهه الذي اشتعل بالنيران.
وأضاف في استعراض تفاصيل الواقعة، أنه في التاسع من أيلول الماضي، خرج مجموعة من الفلسطينيين في قطاع غزة، يُقدّر عددهم 100 شخص، في تظاهرة على الشريط الحدودي شرقيّ القطاع، ألقى بعضهم الحجارة تجاه جنود الاحتلال وحاولوا قطع الأسلاك الشائكة بالقرب من السياج الحدودية، في بداية الأمر رد جنود الاحتلال بإطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
ويُظهر مقطع فيديو مصور حصل عليه المركز الحقوقي، لحظة استشهاد عبد الرحمن، أنه لم يكن هناك أي تهديد بالخطر على الجنود، بعضهم كان يتجاوز الحجارة المرشوقة تجاههم والآخرين كانوا داخل المدرّعات، بينما وفي لحظة مباغتة أطلق الجنود قنابل مضيئة تجاه المتظاهرين في محاولة لتفريقهم.
كما يُظهر المقطع المسجَّل أن القنابل المضيئة تم إطلاقها مباشرةً نحو المتظاهِرين في وضح النهار، حيث أصابت إحداها الفتى الدباغ في وجهه وأحرقته قبل أن تخمد النيران وينقله المتظاهرون.
وأوضح التقرير الحقوقي، أنه من المفترض أن جنود الاحتلال يستخدمون القنابل المضيئة بشكلٍ كبير لإنارة الأماكن المظلمة ليلًا أثناء إجرائهم لعملية عسكرية أو لتحديد الهدف، وهذه القنابل صُممت لتُطلق من مناطق مرتفعة، مضيفًا “لم تصمَّم لتُستخدَم كسلاح أو لتفريق المظاهرات كما فعل الجنود”.
وفقًا لشهادات جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ومركز بتسليم من أشخاص كانوا متواجدين أثناء الحدث، وقع الحدث قرابة الساعة السابعة مساءً، أي أنه لم تكن هناك حاجة لاستخدام القنابل المضيئة، كما أثبت تقرير تشريح الجثة، أن سبّب وفاة الدباغ هو تلك القنبلة المضيئة التي ألقيت على وجهه.
واستعرضت أقوال شاهد عيان (31 عامًا)، وهو أحد المتواجدين بالمظاهرة آنذاك، حيث قال إن “جنود الاحتلال أطلقوا قنبلتين مضيئتين نحونا مباشرةً، وبعد الساعة السابعة بقليل، تقدم جندي وتسلق السياج الذي صوّب من خلاله سلاحه وأطلق القنبلة مباشرةً نحو عبدالرحمن، فأصابت القنبلة رأسَه، ووقع أرضًا فورًا ووجهه مشتعلٌ بالنيران.
ويضيف في شهادته، “تقدمتُ نحوه مسرعًا لكن أحد الجنود قال لي بالعربية “ارجع وإلا أطلقت عليك النار”، أخبرته أنني أريد أن أنقله فقط فتقدمت نحو عبد الرحمن لكن الجندي أطلق النار على ساقَيّ فتوقفت، وصوّب الجندي ضوء الليزر من سلاحه نحوي، ولم يسمح لي بالتحرُّك حتى انطفأت النار المشتعلة في وجه عبد الرحمن، كان وجهه محترقًا وكان ينزف، كان فاقدًا للوعي ولم يتحرك، صرخت على الآخرين طالبًا المساعدة فأتَوا وحملوه”.