تاريخ النشر : 2011-04-13
الاحتلال قتل حلم شابين
حركة المجاهدين– المكتب الاعلامي
لم يتمكن الشاب جهاد القرا (24عامًا) من إخفاء دموعه أثناء استقباله المعزين باستشهاد خطيبته نضال قديح التي غيبتها شظايا قذيفة إسرائيلية عن حلمهما بالزواج الذي لم يتبق له الكثير.
ويقول القرا بصوت متحشرج والدموع تتسلل من مقلتيه:\"أحببتها كثيرًا وقمنا بشراء دبل الخطوبة وتجهيز دعوات فرحنا، ولم يبق لنا سوى أن نعتلي منصة العرس منتصف الشهر القادم\".
ويريد القرا أن يعرف العالم كله طريقة قتل خطيبته نضال قديح ووالدتها حين أزعجت ثلاث قذائف مدفعية الجمعة الماضي هدوء حي الفراحين شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت الشهيدة نضال (19عامًا) طالبة في قسم السكرتارية والسجل الطبي بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، ومن المقرر أن تزف إلى ابن خالتها جهاد القرا، ولكن قذائف الاحتلال قتلتها قبل موعد زفافها بشهر وثلاثة أيام فقط.
وقبل ظهر الجمعة قصفت دبابات الاحتلال المتمركزة شرق خان يونس بعدة قذائف منطقة الفراحين سقطت أحدها على منزل المواطن إبراهيم قديح ما أدى لاستشهاد ربة المنزل وابنتها وإصابة طفلتين من نفس العائلة، وتضرر المنزل بشكل كبير.
حكايته مع نضال
ومثل خبر استشهاد نضال صدمة لجهاد الذي لم يكن يخطر في باله أثناء استماعه للأخبار عبر الإذاعة أن يكون المنزل المستهدف من قبل الاحتلال لعائلة خطيبته.
وقال القرا:\"لقد أصرت نضال على تأجيل عرسنا الذي كان مقررًا قبل ثلاثة أشهر إلى بداية مايو القادم وذلك بسبب موت عمها الذي تكن له في قلبها حبًا شديدًا \".
ويستذكر القرا بقلب سُلبت منه الفرحة المدة التي أمضاها مع خطيبته، قائلًا :\"رغم ظروف العمل الصعبة التي كنت أعيشها إلا أنني لم أنشغل عن نضال، وكانت تمثل لي كل شيء في حياتي\".
حاول جهاد أن يتحدث لـ \"صفا\" بإسهاب عن نضال، ولكن كثرة من جاءوه معزيين لم يمكنه من ذلك، بعد أن باح ببعض ما يدور في قلبه من ذكريات معها.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 18 فلسطينيًا وجرحت 70 آخرين بينهم 15 في حالة الخطر خلال ثلاثة أيام من التصعيد على قطاع غزة.
طعام ممزوج بالدم
وتحدث \"محمد\"الأخ الأصغر لنضال لـ\"صفا\"عن حلقة استهداف شقيقته وأمه، قائلًا:\"بعد الأذان الأول للجمعة ذهب أبي إلى المسجد ولم يكن في المنزل سوى أنا وأخوتي الأربعة، وفجأة سمعت صوت انفجار هز منزلنا، هرعت إلى الخارج فوجدت أمي وأختي على الأرض قرب بوابة الفرن، فعرفت أن اليهود هم من فعلوا ذلك\".
وتابع محمد (9 أعوام) الذي لم يفق من صدمته إلا بعد أن أخذه عمه إلى المنزل لكي يلهو مع أبنائه علهم ينسونه هول الجريمة \"أمي ماتت وأختي بجوارها وخبز \"الصاج\" ممتلئ بالدم\"، وأبناء عمي الصغار صاروا يصرخون\".
وأضاف \"بعد دقائق قليلة على استشهاد أمي ونضال بدأ الجيران يأتون إلى بيتنا، وحملوهم إلى خارج المنزل بعد أن قطعت الصواريخ أجسادهن\".
وتابع \"ذهبت مسرعًا إلى داخل المنزل وبقيت أبكي على أمي، ولكنها ذهبت إلى الجنة ولن تعود، لقد كتموا صوت أمي التي كانت تناديني \"تعال يا ماما افطر عشان تروح على المدرسة بدري، وصوت نضال التي كانت تسرح لي شعري\".
واختتم حديثه قائلاً: \"لو علمت أن أمي سيقتلها اليهود قبل أن نأكل لمنعتها من تجهيز الطعام\"، ثم أسند ظهره إلى جدار كتب عليه عبارات رثاء أمه وأخته ممسكًا بأطراف ملابسه وتمتم \"ماما قتلها اليهود\".