بقلم د. سالم عطاالله نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية
لم يكن ما أعلن عنه ترمب من صفقة تصفية فلسطين بالشيء الجديد أو الغريب عن الواقع وانما هو تكريس للواقع الذي تم رسمه بخطوات متسارعة بعد اتفاق اوسلو الذي جاء بالتزامات تقيد الفلسطينيين وتطلق العنان لعربدة جنود الاحتلال والمستوطنين ؛ لقد سمعنا رفضا متكررا من قيادة السلطة لصفقة القرن وهذا شيء مطلوب ولكن هل الأفعال تتوازن مع الرفض الأخير للصفقة ؛ وهل الرفض لصفقة القرن لا يتطلب تغييرا للخطاب لاسيما خطاب رئيس السلطة الأخير في اجتماع وزراء الخارجية العرب ؟
هل التمسك بخيار التسوية وذكر فضائل التنسيق الأمني والحط من شأن المقاومة يتناسب مع مواجهة المشروع العالمي والمؤيد عربيا من بعض الأنظمة على الأقل لتصفية فلسطين وبيع قدسها واهدار حق لاجئيها بالعودة والتعويض ؛ ألا يستوجب تغيير خطاب الاستجداء والاصرار على أننا شعب ضعيف وتجاهل مصادر القوة الكامنة وهي كثيرة لدى شعبنا ؟! ؛ هل التنسيق الأمني أقدس من القدس وفلسطين وثوابتها حتى لا نرى خطوات عملية لايقافه وهذا ما جاءت لتؤكد عليه رئيس جهاز المخابرات الامريكية هاسبل وهو استمرار التنسيق الأمني مع الامريكان والصهاينة في لقائها مع قادة وضباط التنسيق الأمني والمدني في السلطة ..
الاستمرار بتجاهل المطلب الوطني لوقف التنسيق الأمني من قبل السلطة تحت مبررات لن تكون أبدا الا خادمة للكيان هو استخفاف بإرادة الشعب الفلسطيني الذي لن يغفرها أبدا وهو قادر على تجاوز القبضة الأمنية الحديدية في مواجهة مؤامرات الصهاينة وعدوانهم المتواصل ..
أليس من المعيب أن تُصّف المقاومة الفلسطينية التي تحافظ على الهوية بأنها ارهاب وتقارن وتُشّبه بالارهاب الصهيوني المعتدي، أليس على قيادة السلطة بالقيام بخطوات عملية للتقارب مع شعبها وقواه اولها اطلاق المعتقلين السياسيين والمطلوبين ووقف ملاحقتهم وعلى رأس من ذلك كله يجب رفع الإجراءات الاجرامية المتخذة ضد غزة.
القيادة التي لا ترتكن الى مواطن القوة لشعبها ولا تستنفره لمواجهة المؤامرات لا تعبر عن ضميره الحي ؛ فنموذج أبوعمار ليس عنا ببعيد الذي انحاز لشعبه وانتفاضته لمواجهة العدوان ومشاريع التصفية بعد أن اصطدم بفشل الرهان على مشروع التسوية مع الصهاينة فكان له الشعب حاضنا.