بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن حركة المجاهدين الفلسطينية في ذكرى انطلاقتها ال19
بعد 19 عام من التضحية والعطاء سنمضي مع الصادقين لتحرير كل فلسطين بثبات ويقين مهما عظمت التحديات واشتدت المؤامرات
قال تعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
جماهير الحق المبين
تمر علينا في هذا اليوم ذكرى انطلاقة حركة المجاهدين الفلسطينية التي بدأتها بالدم الطاهر من القادة والجند، والتي سطرت خلالها الحركة 19 عامًا، من مسيرتها الجهادية الزاخرة بالمقاومة والجهاد والفداء والعطاء، مسيرةٌ قدمت فيها كل غالٍ ونفيس وتضحيات من شهداء وأسرى وجرحى، في سعي منها لتحقيق طموحات شعبنا المجاهد المرابط وتطلعاته في الحرية والخلاص والتحرير.
إن غرس حركة المجاهدين الفلسطينية نمى بالتضحيات والفداء و روي بدم الشهداء الذين تقدمهم الامين العام المؤسس عمر ابو شريعة ورفاقه في المجلس العسكري واخوانهم الشهداء، وها هي بعد 19 عاماً باتت ومعها الصادقين من مجاهدي شعبنا شوكة في حلق العدو الصهيوني، ورقماً صعباً في معادلة الصراع مع هذا العدو المجرم وحاضرة بقوة في كل الميادين التي ترضي الله وتخدم شعبنا وامتنا.
لقد خطت حركة المجاهدين بداياتها الاولى مستعينة بربها ومستمدة دربها من النهج المحمدي الذي سار عليه المجاهدون المخلصون وكانوا وما يزالون يمشون بنور الله الذي لن يطفئه المنافقون ولا الكافرون ولا الطغاة ولا الظالمين. كانت البديات صعبة والتحديات جسام كما نعيشه اليوم من خذلان القريب ومخالفة البعيد، ولكنها العزيمة والارادة التي لم يتاخر من سبقنا في تقديم الدم من اجل ان لا تنكسر من حزب الشيطان وحلفاؤه.
شعبنا الأبي المجاهد
نعيش اليوم وفلسطين تواجه مؤامرات وتحديات تستهدف انهاء وتصفية وجودها، مع الهرولة العربية المخزية للتطبيع مع العدوالصهيوني في ظل ما أعلن عنه دجال العصر ترمب من صفقة القرن التي يريد من خلالها اولئك الطغاة ان ينهوا حقنا في فلسطين والعودة اليها.
لقد كانت تلك الصفقة المشئومة نتيجة لمسيرة التسوية التي خاضتها السلطة قبل ربع قرن استغلها العدو في تهويد القدس ومصادرة اراضي الضفة وبناء المستوطنات على ارضنا وتغيير المعالم الجغرافية هناك ، وفي ظل ذلك ما زال اسرانا البواسل يخوضون معارك الحرية الكرامة في ظل سياسة الاهمال الطبي والتنكيل بحقهم مع ازدياد الخطر المحدق بهم في ظل وباء كورونا الذي تعيشه البشرية جمعاء وهو الذي يزيد من معاناة اسرانا وشعبنا برمته، وفي نفس المضمار يستغل العدو القيود المفروضة على المقدسيين بسبب الوباء لفرض وقائع جديدة في المدينة المقدسة..
لقد خط شعبنا في غزة وفصائله المقاومة وحركة المجاهدين قبل عامين من اليوم ملحمة شعبية جديدة من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار والتي شهدت تكاتفا فصائليا ووحدة ميدانية سطرتها الاجنحة العسكرية في تصديها للاجرام الصهيوني من خلال غرفة العمليات المشتركة، وعلى اث ذلك وأمام انجازاتها المتعددة والتي اعادت القضية الفلسطينيية للصدارة فان العدو الصهيوني يتحمل المسئولية عن المماطلة في تنفيذ التفاهمات وتهربه من الاستحقاقات المترتبة على ذلك ...
وأمام هذه المناسبة الجهادية المباركة ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات والنفحات فإننا في حركة المجاهدين الفلسطينية نؤكد على التالي:
أولاً: نهنئ شعبنا وامتنا بحلول شهر رمضان المعظم، كما نتوجه بعظيم التحية والتقدير إلى شعبنا الصَّامد المرابط في كافة أماكن تواجده بالضفة المحتلة وقطاع غزة وأراضينا المحتلة عام 1948 وفي والشتات، ونؤكد على حقنا الثابت والمكفول في مقاومة الاحتلال الصهيوني المجرم.
ثانياً: نؤكد أن صفقة القرن وكل الصفقات المشبوهة ستسقط كما سقطت جميع المؤمرات التي حيكت من أجل النيل من قضيتنا على مدار تاريخ الصراع مع هذا المحتل المجرم، وفلسطين ارض المسلمين جميعا ولن نتخلى عن شبر منها .
ثالثاً: نوجه التحية إلى الأطقم الصحية والأمنية في غزة التي أبدت جهداً مميزاً في ظل الحصار المطبق لمواجهة وباء كورونا كما ندعو شعبنا لمزيد من التكافل والتعاون من أجل تجاوز تلك الجائحة في أقرب وقت.
رابعاً: ستبقى مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ولا تنازل عنها ولا تفريط بأيّ جزء منها، مهما كان الثمن، وبلغت التضحيات، وبهذا الصدد نحذر الاحتلال من فرض وقائع جديدة على الأرض مستغلا القيود المفروضة على المقدسيين في ظل جائحة الكورونا..
خامسا: نؤكد أن تحرير الأسرى من سجون الاحتلال المجرم على سلم أولوياتنا، ولن نكل أو نمل حتى ينعم كافة أسرانا البواسل بالحرية والكرامة، وندع الى أكبر حملة شعبية وعالمية لنصرة الأسرى في ظل الخطر الحقيقي الذي يواجههم مع تفشي وباء كورونا داخل الكيان
سادساً: نجدد دعوتنا للسلطة بالانحياز إلى خيار الشعب الفلسطيني والتحرر من قيود اوسلو وارتباطات التنسيق الامني التي كبلت مقاومة شعبنا، كما ندعوها إلى رفع الإجراءات الإجرامية بحق غزة، وتنفيذ متطلبات الوحدة والشراكة الوطنية واعادة بناء المؤسسات الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية لتكون جامعة للكل الفلسطيني بلا استثناء.
سابعاً: نؤكد على مواصلة مسيرة الاعداد والتجهيز وممارسة كل أشكال المقاومة، حتى تحرير كل الأرض واسترداد كل الحقوق ومعنا كل الصادقين من شعبنا وامتنا.
وأخيراً : ندعو أمتنا إلى مزيد من رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لنصرة الأرض المقدسة ومواجهة عدوها الموحد وهو الكيان الصهيوني وأذنابه.