بقلم/ د. سالم عطالله .. نائب الأمين العام "لحركة المجاهدين الفلسطينية
جاء التطبيع المغربي موخرا مع الكيان الصهيوني ليتوج سلسلة الخيانة والردة عن كل المبادئ والقيم الاسلامية والعروبية والانسانية، في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الصراع الاسلامي الصهيوني في فلسطين.
فكان التطبيع الذي بدأته الامارات بمثابة خناجر مسمومة في جسد الأمة تنشر سمها الزعاف وباءً سرطانياً في الأمة كلها ، ليكتمل التطبيع بشموله جناحي الوطن العربي الممتد من الخليج إلى المحيط..
ربما علاقات الصهاينة مع المغرب ليست جديدة فهناك الكثير من التعاون الأمني وغيره مع الكيان الصهيوني في العلن والخفاء، ولكن أن يقوم رئيس الحكومة العثماني وهو سليل حزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي بنفسه بتوقيع ذلك، هذا هو مازاد الجرح جرحا والمرار مرارة، فكان بإمكانه العديد من الخيارات التي تحفظ بعض ماء الوجه الذي أذلته تلك الجلسة التطبيعية التي يبغضها الله ورسوله و جموع الأمة بمغربها وشرقها.
إذا كانت السياسة فن الممكن فهل الممكن هو الانبطاح؟! وإذا كنت ذو مرجعية اسلامية، فأين المبادئ التي كنت تتغنى بها مدعياً تمايزك بها عن غيرك؟! ، أم هي شهوة الحكم حتى لو كان في الحقيقة مفرغا من مضمونه...
ألم يكن غير رئيس الحكومة من يوقع مع المجرميين العنصريين الصهيوني والامريكي، الذين لا يعدوان مستشارين قزمين، أم أنه تشبث بالسلطة واللقطات ولو كانت جوفاء وخبيثة؟!
في الحقيقة أسئلة كثيرة فرضتها لقطات التطبيع المخزية التي ارتكبها حزب العدالة والتنمية المغربي، ولكن قولنا لم يتغير هو أن إدانتنا لبيع القدس مقابل مصالح سياسية واهية هي واحدة أياً كانت خلفية الفاعل وهويته، فلا خيرة في الخيانة والردة عن القيم كلهم في الجرم سواء.