تاريخ النشر : 2021-12-27
بيان صادر عن مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي حول تهنئة النصاري بأعيادهم الدينية والمشاركة في احتفالات (الكريسماس).
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة آل عمران 85]
بيان صادر عن
مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي
حول تهنئة النصاري بأعيادهم الدينية والمشاركة في احتفالات (الكريسماس).
جماهير الحق المبين ..
نرى في كل عام الكثير من المخالفات التي يقع بها أبناء المسلمين الذين يحتفلون بالأعياد الدينية الخاصة بالنصارى وما يسمونه (الكريسماس).
معاشر المسلمين..
إن مَن تهنئونهم بأعيادهم الدينية وتحتفلون معهم، يُجددون ذكرى مولد المسيح عيسى عليه السلام، الذي يعتبرونه رباً ! وابناً للرب ! وثالث ثلاثة !.
ألا تصادم هذه العقيدةُ الخطيرة عقيدةَ التوحيد التي من أجلها بعث الله تعالى جميع الأنبياء والرسل ومن بينهم عيسى عليه السلام، فيقول الله تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91). [سورة مريم]
و جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (4482) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه أياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا).
ولكن للأسف، إن واقع المذلّة وحال الهوان الذي أصاب كيان الأمة الإسلامية جعلها تتخلى شيئاً فشيئاً عن ثوابتها الراسخة في سبيل إرضاء الآخر ، وتتناسى ما حسمه الله تعالى قبل 14 قرناً من الآن.
وأمام ذلك كله، فإننا في مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي، نؤكد على ما يلي :
أولاً:- واجبنا تجاه أمتنا أن نبين لأبنائها الحكم الشرعي في تهنئة النصارى بأعيادهم الدينية والاحتفال بها، وهو على النحو التالي:
١- من يهنيء النصارى من المسلمين وهو جاهل بحكم التهنئة فهو مرتكب لإثم ومعصية.
٢- من يهنيء النصارى وهو يعلم حكم التهنئة ولكن لا يقصد موافقتهم لدينهم، فهو مرتكب لكبيرة.
٣- من يهنيء النصارى وهو موافق لعقيدتهم، فلقد كفر والعياذ بالله بدليل الأدلة السابق ذكرها.
ثانياً:- نؤكد أن الأحكام الشرعية السابق ذكرها لا تتنافى مع سماحة ديننا ويسره وحسن تعامله مع أهل الذمة، لاسيما حينما شرع الإسلام تهنئنهم في أمور دنياهم وتعزيتهم ومواساتهم وإجارتهم وحمايتهم.
ثالثاً:- إن التساهل في مثل هذه القضايا الشرعية يُخرج أمتنا عن أصالتها وهويتها الإسلامية، ويجعلها تنصهر في المآرب الخبيثة لأصحاب المناهج المزورة والمحرفة.
رابعاً:- ندعو الدعاة وأهل العلم لأخذ دورهم المهم و العظيم في تعليم الناس دينهم وبيان الحكم الشرعي في المسائل الفقهية والمستجدات الواقعة في حياة الفرد المسلم والحض على اتباع الأحكام الشرعية الصحيحة .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي
السبت 21- جمادي الأول - 1443 للهجرة