تاريخ النشر : 2009-08-16
في ذكراك لن ننساك أبا حفص...بقلم/ أبو جودة النحال
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ..."صدق الله العظيم "
في ذكراك لن ننساك أبا حفص
بقلم المناضل/ أبو جودة النحال
ذكرى أولى.. وسنة جديدة تطوي صفحتها في مسلسل البطولة والفداء الذي جسده ولا زال القابضون على جمر التحرير لفلسطين ...كل فلسطين...
للحرية رجالها ولفلسطين الوطن والشعب فرسانها...ولعمر عطية أبو شريعة "أبو حفص" الثائر والإنسان حكاية تسمو على كل الجراح...تلك الحكاية التي نظم فصولها في منبر التحدي على الأرض...على مسرح التصدي للعدوان الغاشم...
الشهيد القائد عمر أبو شريعة شقيق الشهداء يوسف ومحمد الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي قضى على مذبح الحرية لفلسطين النقاء والشرف والشموخ والإباء بل هو واحداً من جيش الشهداء الذين زكوا تراب الأرض بدمائهم الطاهرة.
تأتي الذكرى ويسقط الشهيد تلو الشهيد... تأتي الذكرى ومسلسل الجرائم الصهيونية تستمر فصوله....حلقة أخرى على مسرح الإبادة التي يمارسها صهيون على أرضنا...ونبقى....!!
وتأتي ذكراك أخ كل الشهداء ودمنا ما زال مباح في أرضنا الحبيبة...فلسطين من محرقة إلى مجزرة وهنا لا ننسى أخر وصياك "وحدتنا الفلسطينية هى صمام الأمان لحماية مشروع المقاومة"..."ولتستمر حالة الاشتباك مع العدو"...
تأتي ذكراك شقيق الشهداء وقوافل الشهداء تسير إليك...وتعلو فوق هاماتنا...وكل أمثالك الرجال يقولون لبيك فلسطين لبيك...!
تأتي ذكراك ونحن على عهدك وخطاك نسير....نتذكر في هذه الأيام كم نحن بحاجة إليك في هذه الظروف القاهرة ولكن كلماتك دائماً نستمد منها القوة.
هل تعلم آخى بأننا اليوم نحن ووطننا في حالة انقسام لا مستفيد منه سوى العدو الصهيوني..غابت لغت العقول وحل محلها حوار البنادق..ولكن لا تقلق لأن خلفك كثير من أبنائك وتلاميذك مازالوا على العهد وهم الأوفياء لدماء الشهداء...عذراً أخي لا أريدك أن تسمع المزيد لأنني أريدك أن تنم قرير العين.
أتذكر أخي في مثل هذا اليوم مهرجان التشيع المهيب لآلاف المحبين استقبلوك جثماناً طاهراً وأنت ترجع لوطنك وروحاً تسموا في عنان السماء...مشهد التحمت فيه القلوب والوجدان وانحنت فيه الكبرياء لروحك الطاهرة.. ضباط وجنود قوات الأمن الوطني على امتداد شارع صلاح الدين يقفوا إكباراً لمرور جثمانك الطاهر...نتذكر عشرات الآلاف من أبناء قطاعنا الحبيب وأبناء حركة فتح الذين ساروا خلفك خلف جثمانك الطاهر وأبو ألا يسيروا إلا خلفك لأنه هكذا يشيعون القادة أيها القائد...هو يوم لا ينسى ولا ينساه أي شبل من أشبال القطاع الذين أحبوك...فالكل يذكرك شوارع غزة وأزقة المخيمات وساحات الوطن...فأنت صاحب الفكر والرؤيا الثاقبة هكذا عهدناك...ولكن اعذرونا أيها الشهداء فكلنا يعرف الآن بأنكم تنظرون إلينا وتسألوننا ماذا حل بنا ومن المستفيد بما فعلتموه بوطننا...نقول لكم بأننا نستحي من أنفسنا عندما نذكركم ولكن وصاياكم فينا ما حيينا...فأنتم الفجر وأغنية الصبح التي ننشدها بعد كل فجر
وأنتم الأمل الذي دق نواقيس الغضب على كل المعتدين...فنم قرير العين واغزل لنا من هناك...من جنتك الخالدة في عقولنا وقلوبنا أنشودة الأمل بان نبقى على عهدك وكل الشهداء.
على عهد الوفاء لفلسطين افترقنا...ذهبت بعيداً وحملت معك ابتسامة وطن...تركتنا على طرف زغرودة مبللة بقطرات مقدسة...نعم رحت إلى هناك لتلتحف الجنة وأبقيتنا هنا نلتحف الوطن
لك المجد والخلود والجنة وحناء الوطن أنت وكل الشهداء
لكم جميعا المجد يا شهدائنا الأبرار
ولنا من بعدكم العهد والوعد بأن نخطوا خطاكم
لنا جميعاً فلسطين الحلم
فلسطين الدولة المستقلة وعاصمتها القدس
فلسطين الرباط وشجر الزيتون
فلكم المجد والخلود
وسلام من الله عليكم شهدائنا وعلى كل الجرحى والمعتقلين
والسلامة عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخوكم/ محمد جودة النحال "أبو جودة"