تاريخ النشر : 2009-08-16
حصار قطاع غزة.. إلى متى؟!
بقلم/ إسماعيل عجوة
قطاع غزة يختنق.. وأشكال الحصار المختلفة تشتد على عنقه، أهالي القطاع يعيشون مأساة رهيبة، الحصار، الاغتيال، القصف، التدمير، التجويع، انه الموت تمارسه دولة الكيان بكل ما تملك..
المسئولون العرب يستمتعون، ويغطون على الحصار الخانق بتصريحات واتصالات بعيدا عن طرق التخلص من هذا الحصار، يستشف من خلالها التشفي واللامبالاة والتمنيات بإطالة أمد الخنق والرعب والعدوان وسفك المزيد من الدماء، غير مهتزين للضحايا الذين يتساقطون يوميا على أيدي آلة الدمار والحرب الصهيونية.
أما دول العالم، فهي لا تأبه بما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة، ما دام أشقاؤهم العرب يحملونهم مسؤولية ما يجري، ويشاركون في الضغط عليهم، وصولا إلى ما عجزت عن تحقيقه دولة الكيان ببطشها واعتداءاتها ومجازرها.
وأما الولايات المتحدة، فرئيسها حزم حقائبه للتوجه إلى الكيان والاحتفال بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، على وقع نحيب .أمهات الضحايا، وأنين الجرحى وصرخات الجوعى في قطاع غزة، فهو (سافك) الدماء الأول في هذا العالم.
قطاع غزة لم ينكسر.. وأهل غزة يتحدون الموت، يواجهون صواريخ ومدفعية العدوان بصدور عارية وبطون جائعة.. مواقفهم ثابتة رافضة للإذلال والقهر والتنازل عن ثوابت آمنوا بها.
ولكن، هذا الخنق بفعل العديد من الأطراف والجهات، مشاركة وصمتا ومراوغة وشماتة، يرفض أهالي القطاع الصامد أن يستمر إلى ما لا نهاية، وانه لا بد من كسر الحصار، ولا نعتقد أن الخيارات (انعدمت) .. فهي موجودة ومتوفرة، وبدأت نذر كسر الحصار العدواني الاذلالي الشرس تطفو على السطح، نذر تؤكد قرب الانفجار، لكل ما في الكلمة من معنى، والانفجار في حال حصوله لن يكون في اتجاه واحد، ولن تقف تأثيراته وتداعياته عند حدود دون أخرى، وليس مستبعدا أن يمتد لهيبه وتشتعل حرائقه في أكثر من ساحة، فلا يعقل أن يتعرض شعب للإبادة والمحرقة، دون أن ينتفض، مواجها متحديا، لرد الموت عنه، في ظل التمادي المفضوح، وسياسات وتحركات الخنق المكشوفة. لذلك، نتمنى على الكثير من الجهات أن تعي خطورة الانفجار وارتداداته، وان تدرك عدم سلامة مواقفها.. وان انتظارها لتحولات قد تحدث بفعل الحصار سيطول كثيراً، فالخنق يؤدي إلى نتائج عكسية، وهي لن تكون وليست في صالح الجهات المذكورة.
أما فلسطينياً، فان استمرار خنق وحصار غزة، يعمق الأزمة في الساحة، ويقضي على آمال تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيزها، ويفقد الشعب قدرته على الاحتفاظ بثوابته واستعادة حقوقه، ويضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني، فما جدوى التفاوض في ظل المعادلة القائمة... وأية حقوق قد نحصل عليها، أو (تنازلات) قد تقدمها دولة الكيان تحت الحصار والقمع وعدوانيتها المستمرة المتصاعدة.
المطلوب الآن، دعم الأخوة في قطاع غزة ، والوسائل كثيرة، وعلى قمة الأولويات يجب أن يكون هناك تحرك بطرق وأشكال شتى في كل الاتجاهات لكسر الحصار، فلا يعقل أن يلف الصمت أيضاً أشقاء أهل القطاع في الضفة الغربية، وكل أماكن تواجدهم وفي العديد من الساحات.
الانفجار القادم.. وإذا ما حدث، فان احتواء حرائقه صعبة جدا ... فهل يدرك الجميع ، فلسطينياً وعربيا ودوليا، أن الاشتعال والانفجار ليس في صالح استقرار كل الساحات المحلية والعربية والإقليمية والدولية.