تاريخ النشر : 2009-08-16
عجيب أمرك يا شعبنا الفلسطيني
بقلم/ توفيق محمد
عجيب أمر شعبنا الفلسطيني الذي تلسع نار الفرقة ظهره صباح مساء، عجيب أمر شعبنا هذا الذي يتكالب عليه الحصار من كل زاوية وناحية وجانب، سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، عجيب أمر شعبنا هذا الذي لا تريد له دولة الاحتلال الإسرائيلي سوى مزيدا من الفرقة والشتات والتشرذم، عجيب أمر شعبنا هذا الذي لقن دولة الاحتلال الإسرائيلي درسا لن تنساه وعلم العالم اجمع درسا في الصمود والبقاء والاستمرارية ولم يكن يملك من وسائل الثبات سوى حجرا ومقلاعا وصدورا عارية، ولكنه فرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي في العام 1992 الذهاب إلى مدريد، رغم ما كتب حولها من ملاحظات وتحليلات كثيرة ورغم ما قيل عن تلك المرحلة وما لحقها من عبثية المفاوضات مع المحتل ما لم ينسحب عن غيه وطغيانه واحتلاله للأرض الفلسطينية ولكن التاريخ سجل أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لما ذهبت إلى مدريد ولما بدأت مفاوضات أوسلو العبثية التي لم تفض حتى الآن إلى الاستقلال الفلسطيني المأمول سجل التاريخ أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ما وصلت إلى هناك عن طيب خاطر ورضى نفس ولكنها ذهبت مرغمة لان شعبنا الفلسطيني البطل هو من فرض ذلك عليها فرضا عبر نضاله الكبير الرافض للاحتلال وسطوته.
ولما كان الأمن الغذائي احد اكبر مقومات الاستقلال السياسي فان دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه ما تزال تمنع الحوار الفلسطيني الداخلي من خلال إمساكها بتلابيب الأمن الغذائي الفلسطيني وسيطرتها المطلقة عليه، وما تزال تفرض الشروط وتمنع التقدم في هذا الاتجاه، تحت مختلف الحجج والذرائع الواهية التي يسوقها من يخافون على"انعدام الأمن الغذائي"في الضفة الغربية، متغافلين عن مقولة الماهتما غاندي الذي احرق ملابس الاحتلال البريطاني في بلاده ولبس قطعة قماش واحدة تستر عورته لما سافر إلى البرد اللندني الشديد لمفاوضة البريطانيين حول استقلال بلاده مفضلا تحمل البرد على تحمل الذل رافعا شعار"نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"وماذا ينقص شعبنا الفلسطيني حتى يردد نفس المقولة متمردا على واقع الفرقة والتشتت في الوطن الواحد ورافضا الانسياق لأجندة المحتل المعني أصلا بهذه الفرقة.
أقول مرة أخرى عجيب أمر شعبنا الفلسطيني لماذا لم نسمع حتى الآن عن توجه يجمع أنصار الحركتين فتح وحماس تحت شعار واحد مفاده نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونرفض هيمنة فرقة الشعب الواحد والهيمنة علينا، ويكبر هذا التجمع وينمو ويرتفع ويترعرع حتى يفرض على القيادات في الطرفين الوصول إلى حوار فلسطيني داخلي يجمع على خدمة القضية الفلسطينية حتى التحرر من ربقة المحتل الغاشم، وصولا إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
ملاحظات عابرة حول الانتخابات
قدر الله لي أن أجوب أم الفحم يوم الانتخابات يوم الثلاثاء الأخير برفقة اخويّ الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم المنتخب والأستاذ محمد سليمان وقد قدرت مشيئة الله لنا أن نرى ونسمع ملاحظات وان نلاحظ مواقف نعتز بها حقيقة، كثيرة هي ولكنني لن اذكر منها سوى ثلاث ملاحظات فقط إذ المقام لا يتسع لأكثر من ذلك والرابعة متعلقة بكل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني:
أولا: لم نكتف بزيارة مكاتب الكتلة الإسلامية الانتخابية، بل كانت زيارتنا لجميع المكاتب التي وافق أن مررنا بها في طريقنا، وما وجدنا من عمارها سوى الترحاب والوجه الفحماوي البشوش، الذي كان ساعتها وفي ذروة الحدث الانتخابي، يعيش الغد المشرق للمدينة، وكأن الانتخابات من خلفنا، فكان غير واحد من مكاتب مختلفة للقوائم المتنافسة يوصي الشيخ خالد ببعض الوصايا المتعلقة بعمل رئيس البلدية، والاهم أن العلاقات الأخوية كانت سيدة الموقف، فبارك الله بمثل هذه المواقف التي بدأها الشيخ خالد بتلك الزيارات التي رطبت أجواء الطقس الحارة برطوبة الموقف الأخوي الجامع.
ثانيا: ونحن نسير في شوارع المدينة على الأقدام في الأماكن القريبة التي لا تحتاج إلى وسيلة نقل، كنا نلمس حرارة الشارع الفحماوي وحرارة المحبة بين أبناء البلد الواحد حتى وان كانوا من مشارب سياسية مختلفة، وكنا نسمع دعاء العجائز وهن متوجهات إلى الصناديق برفقة ذويهن بالنصر والفوز.
ثالثا: خلال توجهنا لأداء صلاة العصر في مسجد قباء في حي الشيكون أصر علينا احد الأخوة وهو الأخ الفاضل حسن محمود أبو عودة إلا أن نستقل سيارته باتجاه المسجد، وفي السيارة طلبت منه الدعاء، وإذ به يبكي ويقول والله إنني في الليل بدأت أدعو الله وما أزال حتى الآن ادعوه، انه الحرص على دعوة الله، حرص أولئك الرعيل الأول الذين بنوا هذه الدعوة، وقد سمعت عبارة جميلة في هذا الإطار من احد الأخوة المؤسسين يوم الانتخابات وهو الأخ الفاضل أبو سيف لما قال إن الذي يبني بيتا، يرمم ما يمكن أن يتشقق من جدرانه ولكنه أبدا لا يهدمه، ووالله إنها مواقف الرجال ما تزال الدمعة تترقرق من المآقي لما أحدثها أمام أي من إخوتي، لما تحمل من شفافية وفهم دعوي راق.
رابعا: الملاحظة الرابعة وهي خاصة بكل المترشحين للسلطات المحلية العربية رئاسة وعضوية وغير مقتصرة على أهل أم الفحم سواء أولئك الذين فازوا أو الذين لم يفوزا مفادها أن الجميع كانوا يصلون الليل بالنهار وكانوا يسيرون مسافات طويلة وكانوا ربما يصعدون العديد من السلالم ( الدرج ) للوصول إلى شقة يسكنها ربما شخص واحد لديه صوت واحد، مرة واحدة في السنوات الخمس، إلى كل هؤلاء نقول ربما يكون المسجد اقرب إلى بيتك وأسهل للوصول من صعود سلم الدرج أو من السير الكثير لضمان الأصوات، فهلا قمت بزيارته وان كنت من رواده فهلا أكثرت من زيارته، حتى تضمن مقعدك الكريم، الذي قال فيه الحق جل وعلا:"في مقعد صدق عند مليك مقتدر"انه المقعد في الجنة وليس مقعد المجلس المحلي أو البلدية.