تاريخ النشر : 2009-08-19
من غزة... الطريق لاستعادة الكرامة العربية
بقلم/ رأفت العيص
العدوان الهمجي الذي يتعرض له قطاع غزه مع التهديد بتوسيع نطاق العمليات لإرواء ظمأ آلة الحرب المسعورة وقادة العدو الدمويين، والتخطيط المسبق لتغيير الأوضاع بقطاع غزه، لن يجدي نفعا مع الإرادة والعزيمة والوحدة الوطنية التي تعتبر صيانة للمشروع الوطني. لكن ما هو التغيير الذي تريده القيادة الصهيونية. هل هو التركيع والتسليم بالهزيمة وتحطيم ما تبقى من كرامة الشعب ألفلسطيني. وكسر إرادته الوطنية.
إن الذي يعتقد أن القطاع لوحده هو المستهدف يكون مخطئا بحساباته. المستهدف هو الشعب ألفلسطيني بأكمله في القدس والخليل ونابلس وغيرها من مدن وقرى فلسطين وكذلك الأمة العربية كون الشعب ألفلسطيني وحسب دروس الجغرافيا والتاريخ جزء لا يتجزأ من هذه الأمة.
لفترة غابت عن أعين البعض الحقيقة، حقيقة الهمجية والعنصرية العبرية المدعومة أمريكيا في ظل صمت عربي و دولي فرأينا تهافت الأنظمة العربية بمبادراتها المجانية لتطبيع العلاقات مع دولة الكيان. فهل نسينا صورة اجتياح جنين وتدمير مقرات الاجهزه الأمنية في كافة محافظات الوطن واغتيال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، ومجازر قانا وبحر البقر والسويس وتدمير الجنوب اللبناني.
المشهد نفسه يتكرر بوحشية في القطاع وبعد حصار وتجويع استمرا عاما كاملا، ولم تنفع التهدئة بلجم آلة العدوان بالكف عن التنكيل بالمدنيين الآمنين ليكون المخطط الدموي قد استكمل من أجل الإجهاز على قطاع غزه.
تداعيات الموقف ومنذ اللحظة الاولى برز بموقف الشارع العربي الذي خرج من المحيط إلى الخليج بمظاهرات عارمة وهو الموقف الوحيد الذي ممكن أن تفعله الجماهير العربية في ظل التهميش لدور القوى الشعبية من قبل الأنظمة العربية. وكذلك تجسدت الوحدة ألوطنية الفلسطينية على الأرض بعد أن فرقتها السياسة لتلتحم الحناجر بشعارات الوحدة الوطنية.
الموقف الرسمي العربي يجب أن يخرج عن التقليد الذي اعتاد على كيل اشد عبارات الشجب والاستهجان والتنديد ومن ثم تنفس الصعداء وكأن الموقف أعطى ثماره وأزيح عن كاهل النظام العربي تأنيب الضمير.
دولة الكيان وبكل صلافة تبرر كل عدوانها من أجل حماية جنوب فلسطين المحتلة الذي تطاله صواريخ المقاومة. لكن من يحمي أهل غزه والشعب الفلسطيني من عدوانها؟.
الأمة العربية والنظام العربي بامتحان عسير ولم تكن ألفرصه مهيأة يوما لاستعادة جزء من الكرامة العربية مثلما هي متوفرة اليوم. مصر هي التي تتحمل المسؤولية الكبرى بمجريات ألأحداث ولا يمكن أن تبرأ ساحتها من العدوان على الشعب الفلسطيني وهى التي ساهمت بتعزيز الحصار وإغلاق معبر رفح ومنع الغذاء والدواء والوقود بينما تنعم حكومة العدو بالغاز المصري الرخيص.
اليوم مصر وكل الدول العربية أمام مسوولياتها اتجاه الشعب الفلسطيني ولايمكن التنصل والخروج بالأقوال وتجريم الضحية كما يحاول أبو الغيط فعله تبريرا لموقف متخاذل.
إن أقل ما يمكن فعله هو أن تتحرك قوافل الإغاثة مدعومة بمسيرة عاجلة حاشدة نحو غزه تضم كافة الممثليات الدبلوماسية العربية والأجنبية الصديقة والجماهير المصرية والأصدقاء من كافة أنحاء العالم وبحماية مصريه اتجاه معبر رفح وتشكيل درع بشري عربي لوقف العدوان. هذا المقترح ممكن تحقيقه لأننا لا يمكن أن نتوقع تسيير الجيوش العربية ألجرارة من أجل محاربة دولة الكيان الصهيوني وصد عدوانها. وكذلك لا يمكن تكرار نفس الأسلوب والروتين أمام المواقف العسيرة ورائحة اللحم ألآدمي المحترق تفوح بغزة والأشلاء المتناثرة تملأ المكان. مع مخاطر حرب برية شاملة يهدد بها باراك الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية رهيبة. ألم يسمع قادة العرب استغاثة النساء وبكائياتهن ألم يشاهدوا دموع الأطفال؟.
في القمة العربية المنتظرة لا يمكن احتمال موقف لا يعبر عن موقف الشعوب العربية ولا عن تطلعاتها لوقف العدوان واستعادة ما تبقى من الكرامة العربية. فقد آن الأوان لاستعادة ما تبقى من الشرف العربي وعدم انتظار مجلس الأمن والادانه التي لا تمنع العدوان ولا تثني دولة العدو عن المضي بعملية التدمير..
غزة هاشم كوني جسرا لاستعادة الكرامة العربية المهدورة وكوني نقطة تحول لفتح النفق المظلم بوعي العروبة بعد أن فتحت الأنفاق الأرضية جسورا للتواصل مع مصر والعالم.