تاريخ النشر : 2009-08-21
بعض أحكام الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض أحكام الصيام
تعريف الصيام:هو التعبد لله عز وجل بترك الطعام والشراب والمفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس المحقق.
صيام رمضان أحد أركان الإسلام العظيمة, لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"بني الإسلام على خمس شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام"متفق عليه.
الناس في الصيام
· الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم.
· الكافر لا يصوم ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم.
· الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام ولكن يؤمر به ليعتاده.
· المريض مرضاً طارئاً ينتظر شفاؤه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضي بعد شفائه.
· المجنون لا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه وإن كان كبيراً ومثله المعتوه الذي لا تمييز له والكبير الذي لا تمييز له.
· العاجز عن الصوم بسبب دائم كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى شفاؤه يطعم عن كل يوم مسكيناً.
· الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو لرضاع أو خافتا على ولديهما تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف.
· المسافر إذا شاء صام وإذا شاء أفطر وقضى ما أفطره بشرط أن لا يقل السفر عن واحد وثمانين كيلومتراً.
أحكام الصيام
· النية: قال صلى الله عليه وسلم:"من لم يبت الصيام من الليل فلا صيام له" صحيح النسائي
أي أنه يجب أن يبيت الإنسان النية قبل طلوع الفجر الصادق.
· وقت الصوم: قال تعالى:"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر".
· أي أن الصيام وقته من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس المحقق, فإذا أقبل الليل من جهة الشرق وأدبر النهار من جهة الغرب وغربت الشمس فليفطر.
· قال صلى الله عليه وسلم: "إذا اقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا, وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" متفق عليه.
وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس مباشرة وإن كان ضوؤها ظاهراً.
· السحور: قال صلى الله عليه وسلم:"البركة في ثلاثة: الجماعة, والثريد, والسحور" صحيح رواه الطبراني.
وكون السحور بركة ظاهرة لا ينبغي تركها, لأنه إتباع للسنة، ويقوي على الصيام, وهو الغذاء المبارك كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم:"هلم إلى الغذاء المبارك"صحيح أبي داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: "السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" حسن رواه الإمام احمد.
وقال صلى الله عليه وسلم: "نعم سحور المؤمن التمور" صحيح أبي داود.
وكان من هيه صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قبيل الفجر.
· ما يجب على الصائم تركه:
1. قول الزور: قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به لي له عز وجل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.
2. اللغو والرفث: قال صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الأكل والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث فان سابك احد أو جهل علك فقل: أني صائم"صحيح ابن خزيمة.
· ما يباح للصائم:
1. الصائم الذي يصبح جنبا: عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم:"كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصلي" متفق عليه.
2. السواك للصائم: قال صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء". رواه البخاري فلم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره, ففي هذا دلالة أن السواك للصائم ولغيره عند كل وضوء وكل صلاة مستحب في كل الأوقات.
3. المضمضة والاستنشاق: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق وهو صائم, لكنه منع الصائم من المبالغة فيهما, قال صلى الله عليه وسلم:"وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " صحيح أبي داود.
4. تحليل الدم وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية: فإنها ليست من المفطرات لأنها ليست مغذية ولا تصل إلى الجوف
5. قلع السن: لا يفطر الصائم
6. تذوق الطعام لا يفطر الصائم: وهذا مقيد بعدم دخوله الحلق وكذلك الأمر بالنسبة لمعجون الأسنان لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: "لا باس أن يذوق الخل أو الشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم" رواه البخاري.
7. الكحل والقطرة ونحوهما مما يدخل العين: هذه الأمور لا تفطر سوا ء وجد طعمه في حلقه أم لم يوجد, وقال الإمام البخاري في صحيحه:"ولم ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأسا ً"
· الإفطار:
- تعجيل الفطرة من سنة النبي صلى الله عليه سلم وفيه مخالفة لليهود والنصارى فانه يؤخرون. قال صلى الله عليه وسلم:"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم"صحيح ابن حبان.
- الفطر قبل صلاة المغرب: عن انس رضي الله عنه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي"حسن.
- على ماذا يفطر ؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإذا لم يكن رطبات فتمرات فان لم يكن تمرات حسوات من الماء"صحيح أبي داود.
- ماذا يقول عند الإفطار ؟
- قال صلى الله عليه وسلم:" للصائم عند فطره دعوه لا ترد" صحيح ابن خزيمة.
- وكان يدعو صلى الله عليه وسلم عند إفطاره:"ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"صحيح أبي داود.
*مفسدات الصوم:
1. الأكل والشرب متعمداً:
سواء كان نافعا أم ضارا كالدخان, أما إذا فعل ذلك ناسيا أو مخطئا أو مكرها فلا شيء عليه إن شاء الله.
قال صلى الله عليه وسلم:"إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فنما أطعمه الله وسقاه"متفق عليه
2.تعمد القيء: وهو إخراج ما في المعدة عن طريق الفم لقوله صلى الله عليه وسلم:"من ذرعه القيء فليس عليه قضاء, ومن استقاء فليقض" صحيح أبي داود, فمن قاء بغير قصد لم يفطر.
3. الجماع: إذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم فعليه القضاء مع الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع فالطعام ستين مسكينا.
4. الحقن الغذائية : وهي إيصال بعض المواد الغذائية إلى الأمعاء أو إلى الدم بقصد تغذية المريض فهذا النوع يفطر الصائم لأنه إدخال إلى الجوف.
5. الحيض والنفاس: خروج الدم من المرأة في جزء من النهار سواء وجد في أوله أو آخره أفطرت أو قضت.
6. إنزال المني يقظة باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم أو نحو ذلك, وإما الإنزال بالاحتلام فلا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم.
7.حقن الدم: مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن بها دمه تعويضا عن ما نزف منه.
* القضاء:
يستحب المبادرة إلى القضاء وعدم التأخير, ولا يجب التتابع في القضاء, اجمع أهل العلم أن من مات وعليه صلاه فاتته فلا يقضى عنه وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه احد في حياته بل يطعم عن كل يوم مسكينا ولكن من مات وعليه صيام صام عنه وليه, لقوله صلى الله عليه وسلم:"من مات وعليه صوم صام عنه وليه"متفق عليه.
· الصوم مع تركه الصلاة:
من صام وترك الصلاة فقد ترك الركن الأهم من أركان الإسلام بعد التوحيد ولا يفيده صومه شيئا ما دام تاركا للصلاة ولا يأخذ ثواب على الصوم سواء كان تركه للصلاة كسلا أو جحودا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"رواه مسلم .
*قيام الليل"التراويح":
لقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم قيام رمضان جماعة, ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة وعدد ركعاتها ثمانية دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها:"ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" متق عليه.
ولما أحيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه السنة جمع إحدى عشرة ركعة وصلوا في زمانه ثلاثا وعشرين وصلوا بعده تسعاً وثلاثين.
وما ابتلي به المسلمون في صلاة التراويح السرعة في القراءة والركوع والسجود وغير ذلك وهذا مخل بالصلاة ومذهب لخشوعها وقد يبطلها في بعض الحالات.
والله من وراء القصد
جهاز التعبئة والإرشاد