تاريخ النشر : 2012-03-22
الاحتلال الصهيوني يغلق مفاعل شوروك خوفا من هجمات صواريخ المقاومة
المكتب الاعلامي – وكالات - كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، النقاب عن أن مفاعل (شورك) للأبحاث النوويّة، وهو من أكثر الأماكن سرية في الدولة العبرية تم إغلاقه الأسبوع الماضي بسبب الصواريخ التي قام بإطلاقها الجهاد الاسلامي باتجاه جنوب سرائيل مؤخرا وذلك خوفًا من أنْ يتعرض للإصابة وأنْ يتعرض الخبراء والعاملين فيه للإصابة.
وأوضحت الصحيفة إنّه للمرة الأولى سمحت السلطات ذات الصلة لصحافيين إسرائيليين وصحافي أجنبي بالدخول إلى المفاعل، وبحسب أقوال مدير المفاعل فإنّه في أوائل السنة الجاريّة تمّ للمرّة الأولى إجراء تدريب يُحاكي تعرض إسرائيل لإرهاب بالأسلحة غير التقليديّة، وقد شارك في التدريب، الذي يُكشف عنه للمرة الأولى، العديد من المستشفيات في إسرائيل، حيث قاموا بعلاج مرضى وكأنّهم أصيبوا بتلويث من الأسلحة غير التقليديّة، كما قام الخبراء في المفاعل بفحص عدد من المواطنين الذين تعرضوا للإشعاعات النوويّة.
وساقت الصحيفة قائلةً، إنّ المفاعل في شورك، الذي تدعي إسرائيل أنه للأبحاث النووية، سيتوقف عن العمل في العام 2017 أو 2018. وأعلنت اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية، أنه سيتم استبدال المفاعل بما أسمته المصادر الأمنيّة في تل أبيب بمسرّع جزيئات، يفترض أن يؤدي نفس الأغراض البحثية والطبية، على حد تعبيرها. وبحسب اللجنة المذكورة فإنّ الدولة العبريّة أعادت للولايات المتحدة الأمريكيّة قضبان وقود نووي كانت الأخيرة قد زودتها بها قبل عشرات السنوات. وبحسب المصادر الإسرائيلية، التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة، فإنّ مفاعل (شورك)، الذي أقيم في نهاية سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب مفاعل ديمونة، كان له دور في تطوير نظائر مشعة للطب النووي (آيزوتوب)، وطرق وأدوات لإجراء فحوصات غير مدمرة في الصناعة، وأجهزة للكشف عن تهريب وسائل قتالية عبر الحدود.
ونقلت الصحيفة عن دافيد دانيلي، نائب رئيس اللجنة للطاقة الذرية، قوله إنّ سبب إغلاق المفاعل هو التقادم، وحقيقة أن إسرائيل غير قادرة على استيراد المزيد من اليورانيوم المخصب المطلوب لتشغيل المفاعل.
كما نقل عن مدير المفاعل حانوخ هيرشفيلد قوله إنّه لو لم ينفذ اليوانيوم لكان بالإمكان تشغيل المفاعل مدة 30 سنة أخرى، مضيفًا أنّ المفاعل يعمل حاليا بمعدل يومين في الأسبوع، وأنه خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تم وقفه عن العمل. وعلى صلة، أفادت القناة التلفزيونية الثانية أن إسرائيل، وفي عملية سرية، أعادت للولايات المتحدة قضبان وقود نووي مخصب بدرجة 93 بالمئة، والتي كانت قد حصلت عليها في مطلع سنوات الستينيات من القرن الماضي. وأشارت إلى أنه تمت إعادة قضبان الوقود النووي بعد أن استنفذ استخدامها، وأنها أعيدت في عملية سرية إلى الولايات المتحدة قبل سنتين، ولم يسمح بالنشر عن ذلك سوى اليوم.
كما أشارت إلى أنه تم وضعها في حاويات نووية خاصة ونقلت عبر ميناء أسدود إلى الولايات المتحدة. وأضافت أن مفاعل (شورك) أقيم في العام 1960 بمساعدة أمريكية، وأنه نظرا لكونه للأغراض البحثية فقد كان يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسبها فإن إعادة قضبان الوقود النووي كانت في إطار مبادرة أمريكية ـ روسية تهدف إلى تقليص النشاط النووي في العالم، وأن إسرائيل انضمت للمبادرة، بهدف إظهار دعمها للمشروع. وفي موقعها على الشبكة، كتبت القناة الثانية أن إسرائيل قلصت في السنوات الأخيرة نشاط مفاعل (شورك)، وذلك في إطار مشروع لبناء مسرع جزيئات إلكتروني يستبدل المفاعل ويعتبر أقل خطرا.
وكتبت أيضا أنه سيكون الأول من نوعه للمساهمة في أبحاث ذات صلة بالفيزياء النووية، وإنتاج نظائر مشعة لاستخدامها في مجال الطب .إلى ذلك، أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الدولة العبريّة سوف تشارك، الأسبوع المقبل، في قمة الأمن النووي في سيئول التي يشارك فيها نحو 52 دولة، وذلك بهدف منع وصول مواد نووية إلى جهات إرهابية، ونشر الوعي لحماية وتعزيز الأمن النووي بمبادرات دولية، وذلك في ظل مخاوف من حصول عمليات إرهابية نووية في العالم، على حد تعبير المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة الرسميّة، وأضافت المصادر عينها أنّه من المقرر أن يترأس الوفد الإسرائيلي الوزير للشؤون الاستخبارية دان مريدور.
كما جاء أن إسرائيل قامت بعدة إجراءات لضمان مشاركتها في القمة، وبضمن ذلك تشديد الحراسة في الموانئ والمطارات لمكافحة عمليات التهريب، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهريب، وتطبيق معايير بشأن حماية المفاعلات النووية ومكافحة الإرهاب الإشعاعي، وأنه في هذا الإطار تمت إعادة قضبان الوقود النووية غير المستخدمة إلى الولايات المتحدة، على حد قولها.