تاريخ النشر : 2009-07-13
تهدئة أم تهيئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تهدئة أم تهيئة؟
*بقلم/ أبو بلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين
قد يكون هذا التساؤل قد خطر على بال بعضنا وان اختلفت المضامين والاتجاهات، بل إنه من الوارد أن تحوم خواطرنا وأفكارنا حول هذه التهدئة القائمة الآن في قطاع غزة.
السؤال القائم الآن هل الذي يسري في قطاع غزة هو تهدئة أم تهيئة؟! هل تهدئة كما هو متعارف عليها، أي استجابة من طرفي النزاع لكف الصراع مدة من الزمن تبعاً لتوازن القوى بينهما؟!. أم هي تهيئة لعدوان صهيوني محتمل على قطاعنا المحاصر، يستعد العدو فيه لحرب ضروس مع المقاومة الفلسطينية في غزة التي أخذت قواها في التعاظم؟!.
نعم الإجابة على هذا السؤال يحتاج إلى متابعة بحثية ومراقبة ميدانية كي نعطي تحليلاً صحيحاً للواقع الساري الآن في غزة، ولكن ربما مؤشرات الأمور قد تكون أحياناً دليلاً أو مساعداً يستطيع أن يوصلنا إن لم يكن إلى الصواب بعينه بل إلى الاحتمالات الأكثر توقعاً.
أعلنت في غزة قبل أشهر تهدئة مع دولة العدو بوساطة مصرية يتم من خلالها وقف إطلاق صواريخ المقاومة والعمليات انطلاقاً من غزة، بالتزامن مع وقف العدو للاغتيالات والاجتياحات وفتح تدريجي للمعابر يسمح فيه للمواد الأساسية وغيرها بالمرور إلى قطاع غزة، مع إيجاد حل لفتح معبر رفح لكن ماذا حدث؟!..
الجانب الفلسطيني كعادته التزم بالاتفاقات وان حدثت بعض ردود الفعل التي لاتؤثر على مضمون الاتفاق، وهذه الردات لا تذكر بالنسبة للخروقات الفاضحة التي نفذها جيش العدو... طبعاً هذه الخروقات سواء كانت بتواصل الحصار على غزة، أو عمليات إطلاق النار على المواطنين، ناهيك عن الاعتداء المستمر على الضفة الصامدة، كانت تستوجب رداً من فصائل المقاومة لكن قلنا كسائر فصائل المقاومة فلنفوت الفرصة على عدونا في النيل من شعبنا حتى نخفف بعض الشيء من شعبنا المقتل المشرد المكلوم المحاصر، ولكن إلى متى؟!. إلى متى ونحن نسمع كل يوم تصريحات قادة الحرب والإجرام في دولة العدو عن نيتهم المبيتة في العدوان على غزة والتهديدات المستمرة بإعادة سلسلة الاغتيالات بحق رموز المقاومة الفلسطينية كل ذلك مع الاستعدادات التي تجريها ألوية النخبة على الحدود مع قطاع غزة والمناورات العسكرية هناك، والتدريبات على حرب الشوارع والعصابات تهيئةً لدخول قطاع غزة وتصفية الكابوس المسمى بالمقاومة الفلسطينية.
نعم كل المعطيات والمؤشرات تؤكد خبث النوايا الصهيونية تجاه غزة، فكما عودنا هذا العدو المجرم عبر الأزمان المتلاحقة من غدره وخيانته ونقضه العهود والمواثيق، ولكن كيف لنا أن لا نكون مداساً سهلاً لغدره وعنجهيته التي لا توقفها إلا صخور الجهاد والمقاومة، التهدئة قد دخلت شهرها الخامس و لم يطرأ أي تغير ملموس علي حياة المواطنين فالقل والحصار والبطالة والجوع قد اعملو في شعبنا المر والألم والحسرة، فلم تجني التهدئة بشعبنا علي المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا الميداني شيئاً، فقطعان المغتصبين ينعمون بحياةٍ هانئة حول غزة داخل مغتصباتهم نتيجة لتوقف صواريخ المقاومة، فجيش الإرهاب اخذ علي ناصيته الاستعداد الجيد للقضاء علي كابوس غزة سواء بتكثيف الطلعات الجوية التجسسية والمحاولات الدؤوبة لزرع العملاء داخل القطاع لتسهيل المهمات عليهم، أو التدريبات العسكرية.
كل هذه المؤشرات والمعطيات تدفعنا بقوة لان نفكر جيدا ونعيد حساباتنا في هذه التهدئة التي لم يجني منها شعبنا سوى المزيد من بناء المستوطنات في الضفة وتهويد القدس ونهب الأراضي ومحاولة تصفية المجاهدين ومشروعهم، مع راحة تامة لهم من غزة وصواريخها. المطلوب هو إجماع فصائلي فلسطيني وحدوي على آلية التعامل مع الوضع الراهن والذي لا يبشر بخير حتي لا نكون لقمة سائغة لعدونا إن انتهى من احدنا توجه لالتهام الأخر.
فيجب تسريع الحوار وتذليل العقبات لإنجاحه، ويجب أن ينصب كل جهدنا وهمنا للاستعداد للمواجهة المقبلة سواء نفسيا أو عسكريا وسياسيا أو علي كل الصعد والمجالات.
الأخطار المحيطة بنا مدعاة للقلق الشديد والوضع القائم فيما بيننا شيء مزعج ، فيا أصحاب القرار: هذه فلسطين أمانة بين أيديكم فلنتحد ولنصطف خلف راية الجهاد والمقاومة ولنعد العدة قبل أن يضيع من تبقى منها قبل فوات الأوان، ولنوجع العدو بضرباتنا حتي لا نعطيه لحظة هدوء وراحة على أرضنا الحبيبة وليشعر أن كل دقيقة وجود له على أرضنا تكلفة كثيراً، فلا مكان له على وطننا، ففلسطين لنا وللصهاينة الجحيم.
ولنؤسس لجبهة داخلية متماسكة نظيفة من العملاء والمرتزقة الذين استغلت مخابرات العدو ضيق الحال لتجنيدهم لصالحه، فالتوافق والوحدة هما السبيل الأمثل لمعالجة كل الأمور التي تتعلق بعلاقتنا مع عدونا وكيفية الخروج من أي مواجه معه بأقل الخسائر وإلا فالخسارة فينا عظيمة......
*بقلم/ أبو بلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين