تاريخ النشر : 2009-07-14
مؤتمر حوار الأديان مخالفة للقرآن
مؤتمر حوار الأديان مخالفة للقرآن
بقلم الأستاذ/ أبو بلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين
لقد تنامى إلى مسامعنا في هذه الأيام هذه البدعة الجديدة التي جاء بها احد زعماء العرب, لتقريب وجهات النظر بين الأديان السماوية الثلاث بمؤتمر حوار الأديان, عنوان المؤتمر في ظاهره يعطي انطباعاً جيداً وهو دعوة للتسامح بين الأديان, ولكن كيف يكون هذا التسامح في ديننا الحنيف, وما حقيقة هذا المؤتمر وماذا يراد منه وما هي النتائج التي توصل إليها؟!
إن هذا المؤتمر الذي عقد في نيويورك هو كلمة حق يراد بها باطل, فإسلامنا الحنيف دين جاء من رب العزة ولم يتعرض كباقي الأديان للتحريف والتبديل, فهذا الدين لا يحتاج لان تقرب وجهات النظر فيه ولا أن تنمق الشعارات لتعطي تجميلاً لديننا الذي لا يحتاج إلا للالتزام فيه كما جاء من فوق سبع سماوات، فهو الحق الذي نزل من الحق بالحق كما قال رب العزة (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ).
فالإسلام هو الحامي للحريات بما فيها الديانات الأخرى , فالكل في ظله يعيش سالماً أمناً, أما أن تقرب وجهات النظر ويؤخذ بوجهات نظر من الأديان الأخرى للوصول إلى ما يرضي من؟! هل نريد أن نرضي اليهود والنصارى أصحاب الدين المحرف على حساب الدين الحق؟!
هذا إن تحدثنا عن المضمون الأولي, أما إن جئنا أن نتحدث إلى ما حدث في هذا المؤتمر من مهزلة لكل ما تحمله الكلمة من معنى.!!!
فقد جاء حمامة السلام في العالم الملعون الأرعن بيرس جاء يحمل تباشير السلام ويدعو إلى عدم سفك دماء الأبرياء كالشياه, كما يفعل المسلمون المتشددون, جاءت هذه الحمامة البريئة لتقول أن - إسرائيل – بذلت كل ما في وسعها لكي تقيم السلام في العالم, فقد عقدت عدة معاهدات سلام مع العرب والمسلمين!! ويصفق المصفقون, ويطبل المطبلون!!!!!!!!!!
أي مؤتمر هذا الذي يجعل المجرم ضحية, ويجرم الجهاد والمقاومة؟ ويعطي تطبيعاً يعد من أرقى أنواع التطبيع مع دولة الكيان المسخ, ألا وهو التطبيع الديني, لنقر لهم بأنهم على صواب ويعيشون على ارض لهم, ولنعترف بتخاريفهم الحاخامية بأحقيتهم بأرض الميعاد كما يزعمون......
أي جنون وصلنا إليه حتى يأتوا بقاتل الأطفال في قانا وغزة ومحاصر الشعب الفلسطيني, وقاتله على مر العقود, لنقرب وجهات النظر معه في أغلى ما نملك وهو ديننا, فهذا المجنون الزاحف للعظمة التي لم تحالفه كثيراً, أهدى هو وجيشه المجرم ألعابا وهدايا لأطفال لبنان وفلسطين وليس القنابل العنقودية الموقعة من ما يسمونهم أطفالهم الأبرياء, ووسعوا على شعبنا ولم يغلقوا المعابر ويقتلوا المرضى, بل قبل كل هذا لم يشردوا شعبنا بأكمله ويذبحوه على مرأى العالم, والجريمة مستمرة لتستمر معاناة الشعب على مدار السنين.
إن هذا المؤتمر البائس لم يحقق المعنى السامي الذي ظنه البعض ورجاه منه, بل هو انقلاب على الدين الإسلامي وتقليل من قدره العظيم الذي لا يمكن لأحد أن يتجاوزه, وهو محاولة خسيسة من الصهاينة المجرمين, للتغلغل والتعمق في البلاد الإسلامية تحت مسميات مختلفة ليصلوا إلى التطبيع الشامل ويعززوا وجودهم الغاصب على أرضنا عبر مؤتمرات مسمومة كهذه.
الواجب علينا نحن المسلمون, أن نقيم مؤتمرات للتصالح فيما بينا, لتوحيد المواقف. بل إيجاد الخطط العملية لتطبيق الاسلام بحذافيره عملاً ومنهاجاً في حكوماتنا لنصل لدولة إسلامية واحدة تحكم بالشريعة الإسلامية.
فالإسلام هو راعي الأفكار والحريات, فتحت ظله يسمح للحرية العقائدية بما لا يتناقض مع جوهره السامي.
ولا يسعني في ختام هذا المقال إلى أن اذكر إخواني المسلمين في جميع أنحاء العالم بقوله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) فهذا قول العلي القدير فماذا نحن قائلون وفاعلون أمام تقرير الهي يقر بهذه الحقيقة التي لا مجال للشك فيها؟؟!