تاريخ النشر : 2009-07-14
هزيمة أم انتصار
هزيمة أم انتصار
بقلم الأستاذ/ أبو بلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين
ها هي غزة الجريحة الأليمة تحاول أن تنفض عن جدرانها آلام العدوان وقسوة الجلاد وبطش المجرمين، دُمِرت... خُرِبت... ذُبِحت من الوريد إلى الوريد، ربما لن تسعفنا الكلمات في أن نصف حجم الجرائم والعذاب الذي ألم بغزة وأهلها. فهذه الصور البشعة التي بثت عبر شاشات التلفزة لا تنقل إلا جزء بسيط من الواقع الأليم المر، وهذا الإرهاب الوحشي الذي طال كل شيء في غزة، مئات الأطفال والنساء ذبحوا... وآلاف أخرى جرحت لينضموا إلى قافلة الشهداء الأبرار في هذا العدوان المجرم، قتلوا الطفولة!.. قتلوا البراءة!.. قتلوا لحظات السعادة!.. زرعوا الخوف في أطفالنا. استخدموا قوة مفرطة لا تتحملها دول... فماذا حصل؟ هل استسلمت غزة؟!... هل رفعت الراية البيضاء؟!... هل نبذت المقاومة؟!...
إن هذا العدوان وهذا الإجرام والإفساد خاصة بحق المدنيين توقعناه! وقد ذكرته في مقالي السابق، إلا أن الأسلحة المحرمة دولياً والمبتكرة والتي دخلت هذه الحرب أخذت طابع التوحش اللا محدود، ليقتل العدو المفسد أكثر من 1330 شهيد ويجرح أكثر من خمسة ألاف ونصف.
قاومت غزة وصمدت رغم هذا الحجم الكبير من الإرهاب المتواصل وهذه الغارات التي لم تتوقف على مدار الدقيقة، إجرام...قتل...عدوان...إرهاب... لو واجهته دولاً وجيوش لسلمت منذ اللحظات الأولى، استمرت الصواريخ في الانطلاق واستمر المجاهدون في الضغط على الزناد، قاتلوا حتى الاستبسال، استشهد منهم من استشهد والبقية الأخرى تنتظر.
هل أعداد الضحايا يقيم الهزيمة والانتصار وإن كان فقدان الأحبة يؤثر كثيراً فينا...
إن مقياس النصر والهزيمة يتحدد بتحقيق الأهداف، جاء العدو المفسد ولديه بنكاً من الأهداف التي تخبط في الإعلان عنها، في البداية جاء لإسقاط حكومة غزة، ومن ثم لوقف الصواريخ، ومن ثم لضرب البنية التحتية لما أسماه "الإرهاب"، ومن ثم لتحرير جلعاد شاليط، امتدت أيام الحرب ولم ينجز أياً من أهدافه. بل حتى لم يستطع أن يتقدم إلى داخل الأماكن السكانية ومراكز قوة المقاومة واقتصر وجده على الأطراف والمناطق الزراعية الخالية، كثف عملياته الإجرامية وحاول أن يسلبنا فرحة صمودنا وثباتنا وأن يحقق نصراً مزيفاً على حساب الأبرياء والمدنيين، فأصبحت آلته تتعمد المدنيين لقتلهم وتتعمد الأماكن التي يجب أن تعيش حسب القوانين الدولية، حتى يوهم الفلسطينيين بأن آلته وجيشه لا يقف أمامها حائل، فاستهدف المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات والأماكن العامة.
الصواريخ ما زالت تنطلق... والمقاومة موجودة على الأرض إلى أن أعلن العدو وقف اطلاق نار من جانب واحد لكي يخلي نفسه من أي التزامات واستحقاقات تحول نصره المزيف القائم على دماء الأبرياء إلى انتصار أمام شعبه المهزوم الجبان...
اليوم نعيش تهدئة ووقفاً لإطلاق النار، فهل يستمر العدو المفسد في ذلك؟. إن المؤشرات تؤكد بنية العدو لضربة أخرى يحقق ما عجز عن تحقيقه في الضربة الأولى.
**بقلم الأستاذ/ أبو بلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين