تاريخ النشر : 2013-07-20
معركة بدر الكبرى الإيمان «سر الانتصار»
معركة بدر الكبرى يوم الفرقان والانتصار (2هـ ـ 623)
وقعت هذه المعركة الحاسمة في رمضان من العام الثاني للهجرة، عندما انتصر المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم على المشركين في غزوة بدر الكبرى، التي تُعتبر بمثابة الفيصل الحاسم بين انحسار الكفر البوَّاح، وبداية غلبة الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وقد تجسَّدت أبعاد الانتصار الحربي لأمتنا في هذه الغزوة عبر انتصار الإيمان الذي كان في طور التكوين، وهذا راجع إلى تلك القوة الهائلة التي غرسها القرآن في نفوس أتباعه، ولذا فإن هذا الانتصار الحاسم في غزوة بدر، يُعتبر سنة من سنن الله في كونه الرحيب، حيث إن النور يطرد الظلمة والهُدى يطرد الضلال، فلقد تدخَّل قدر الله تبارك وتعالى في رسم مسار المعركة، فقاد الجماعة المسلمة الوليدة في عالم الواقع الحضاري إلى النصر الظافر، من حيث أراد المسلمون لأنفسهم من معركة صغيرة في سبيل الغلبة المادية على متاع الأرض، إلى المعركة الحقيقية الكبرى العميقة في كيان الوجود، إنها معركة العقيدة ومعركة الفرقان بين الحق والباطل إلى آخر الزمان، فانتصروا من حيث لا يشعرون على معنى الشرك كله ومعنى الضلال كله، وتقررت حقيقة العقيدة الإسلامية السمحة في هذه الأرض ناصعة· وارتفع الإنسان المسلم على نفسه، على عالمه المباشر الذي يعيشه بحواسه إلى العالم الأكبر الذي يعيشه بروحه الإيمانية الوثَّابة (3) · وفي هذا يقول الله جل ثناؤه: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحقَّ الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحقَّ الحقَّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) الأنفال: 7 ـ 8·
ومعنى ذلك أن معركة بدر الكبرى التي نتج منها تقرير مصير الدعوة الإسلامية، وبالتالي أصبح لها كيانها الإيماني والحضاري الملموس في دنيا الواقع المحسوس قد وقعت في رمضان، وما كان ذلك إلا إفرازاً شهياً لهذا الانتصار الحاسم للمسلمين على الكفار في أول لقاء حربي بينهم على أرض المعركة، والمواجهة وجهاً لوجه·