تاريخ النشر : 2013-09-07
العروض العسكرية ... أربكت المنظومة الصهيونية
المكتب الإعلامي - وكالاتقطاع غزة؛ لأجل دماء الشهداء الممتزجة بالتراب، وصبر المُحاصَرين على سنين عجاف، ونداء "الله أكبر" من الثابتين على "اللاءات"؛ لا للتنازل، لا للاحتلال، لا للمفاوضات، لا للمؤامرات الداخلية والخارجية وما بينها، لا لجر الفلسطينيين إلى معارك جانبية، تقول المقاومة القول الفصل، وتقطع أحلام العابثين، ويكون للشعب الكلمة الأولى والأخيرة.بالأمس، كانت يد المقاومة الفلسطينية والشعب واحدة ولا تزال، الأولى نظمت عرضًا عسكريًّا شمال قطاع غزة، والأخير هتف باسمها، المشهد أبلغ من الكلام، والرسالة الأبرز كانت أن البوصلة لا تزال وستبقى موجهة نحو الاحتلال، وبالضرورة نحو أعوانه، فلن يرحم التاريخ، خائنًا لمَن ضحى بنفسه لأجل قضية فلسطين.وفي علم الخبراء العسكريين، تلجأ المقاومة إلى تنظيم العروض العسكرية، عندما تكون مهددة من العدو، غير أن المقاومة الفلسطينية اعتادت بذات الوقت على استعراض قوتها وإمكاناتها، بحسب الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، وعليه فإن الرسالة كانت تهديدًا لـ(إسرائيل)، بأن الشعب الفلسطيني جاهز لأي مواجهة قادمة.وقال المتحدث العسكري باسم المقاومة عند انتهاء العرض: "لئن اختلفنا في جزئيات العمل المقاوم، فإننا نتوحد تحت مظلة الوطن"، وهذا ما دفع الشرقاوي إلى التعبير عن أمله في أن تكون هذه فاتحة لحل الخلافات السياسية، وتبني إستراتيجية جديدة للدفاع، مبنية على مقاومة الاحتلال، الذي سرق الأرض وزور التاريخ."كما أن دعوة المتحدث العسكري للمواطنين في الضفة المحتلة إلى الانتفاض في وجه الاحتلال بكل قوة ممكنة، هي دعوة طبيعية، لاسيما أن الانتفاضة ستكون تحصيل حاصل إذا كان هناك عدوان على غزة، وهي واجب لأن الاحتلال مدعاة للانتفاضة"، وفق الشرقاوي.ويقرأ الخبير أيضًا في تصريحات المتحدث العسكري حول براءة المقاومة من "الدماء في أي دولة عربية"، أن الأولى ليست بوادر مقاتلة أي قطر عربي، لاسيما مصر، لأن العلاقات الفلسطينية المصرية راسخة منذ الأزل، والأمن القومي لمصر يقوي فصائل المقاومة، ومصلحة مصر تكمن في قيادة المشروع العربي المعادي لـ(إسرائيل).رسائل متعددة الاتجاهاتمن وجهة النظر السياسية؛ يأتي ترسل العروض العسكرية تهديداً للاحتلال بأن المقاومة جاهزة لصد أي عدوان على غزة، وللتصدي لأي عملية يقوم بها العملاء والمندسون، وأي مجموعات أجنبية، سواء عربية أو غيرها؛ والكلام لأستاذ العلوم السياسية د. هاني البسوس.البسوس، يوضح لـ"فلسطين" أنه "لم تكن هناك تهديدات واضحة كالتي هي موجودة اليوم من الاحتلال، والقوات المصرية على الحدود، والاستفزازات العملية هناك، والمجموعات التي قد تكون تعمل مع الاحتلال لخلق الفوضى، تنظم المقاومة العروض العسكرية لإعطاء رسالة بأنها جاهزة وقوية وتستطيع حماية المجتمع".ويقول: "إن المواجهة تكون مع الاحتلال، وبعض المجموعات التي تسعى لخلق الفتنة، التي قد يكون الأمن المصري يقوم بتمويلها، وحصرها ومتابعتها، وإلقاء القبض عليها، ومعاقبتها وفقًا للقانون، لتشكيلها تهديدًا للأمن القومي الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن المقاومة لديها "الإمكانيات لصد أي عدوان إسرائيلي".كما أنه يشدد على أن "هناك اختلافات سياسية وفكرية بين الأحزاب، لكن المظلة الواحدة التي تجمع الكل الفلسطيني هي مظلة العمل الوطني، ومواجهة الاحتلال، ومن ثم ستكون هناك وقفة جادة للتصدي للتأثير على أي محاولة للمس بالثوابت الفلسطينية".وعن تأكيد فصائل المقاومة لوجوب مقاومة الاحتلال في الضفة "بكل وسيلة ممكنة، فالأمر من الخطورة بحيث لم يعد يحتمل التباطؤ والتأخير، ولم يعد لنا خيار إلا المواجهة، مهما كلفتنا من أثمان"، يوضح البسوس أن هذا تأكيد على أن "العدو هو الاحتلال، الذي يوسع المستوطنات، ويهود القدس ويسلب حقوق الفلسطينيين".ويضيف "هذا تأكيد على أن ما يحدث من إغلاق المعابر والأنفاق لن يثني المقاومة والشعب عن مواجهة الاحتلال"، معتبرًا أن دعوة المقاومة كانت "لهبات جماهيرية والتصادم مع الاحتلال في الضفة أما الانتفاضة ففي مرحلة لاحقة".وقد قال المتحدث العسكري باسم المقاومة أيضًا: "يوشك أن يأتي اليوم الذي نسترد فيه كامل حقوقنا"، وهو ما يدفع أستاذ العلوم السياسية إلى فهم رسالة مفادها توجيه تهديد للاحتلال بأنه إذا استمرت التعديات على الفلسطينيين، فإن المقاومة لديها قدرات عسكرية للقيام بعمليات على الحدود، ونقاط التفتيش، وداخل فلسطين المحتلة عام 1948.أما بخصوص دعوة فصائل المقاومة للسلطة إلى "العودة لأحضان الشعب والتمسك بثوابته، واعتبار كل اتفاق يمس هذه الثوابت في حكم الباطل"، يقول البسوس: "إنها رسالة واضحة للسلطة بأن المفاوضات لن تجدي نفعاً، ولم تأت إلا بالويلات، ويجب وقفها، لأنها تساعد الاحتلال على اغتصاب الحقوق الفلسطينية".ويتابع أستاذ العلوم السياسية: "إن الاحتلال يستغل المفاوضات مع السلطة كمسوغ ومبرر لما يقوم به، بحق الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن المفاوضات عبء على الفلسطينيين، ولا تمثلهم، وهناك شبه إجماع وطني على هذا الأمر".لكن في ذات الوقت، المقاومة لن تتمكن من وقف المفاوضات، بل يمكنها أن تواصل الضغط من خلال المواجهات داخل الضفة مع الاحتلال، والاعتصامات، والاستمرار في المطالبات، في ظل تجاه السلطة للشارع الفلسطيني، وفق البسوس.وأخيرًا، نجحت المقاومة في إرسال رسالة واضحة إلى النظامين السوري والمصري، وكل الدول والجهات المعنية، بأن قضية الفصائل الفلسطينية هي فلسطين، وأن الفلسطينيين لا يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن سوق الاتهامات الباطلة لا يجوز وفي غير محله.