تاريخ النشر : 2013-09-08
الامعاء الخاوية ...معركة العزة والثبات في وجه السجان
المكتب الإعلامي - غزة
خطوا بأمعاء خاوية مسيرة قلل الكثيرون من نجاح نتائجها، غير أن صبرهم جعل الحكاية تدون على صفحات العز والانتصار وكان لهم من الباع في هذا المجال ما جعلهم يرعبون السجان؛ إنهم المضربون في زنازين الظلم، من هناك بدأت الحكاية واستمر الأبطال في تسليم الراية كالشيخ خضر عدنان وحسن الصفدي وهناء الشلبي وسامر العيساوي وأيمن الشراونة وتطول القائمة.
الإصرار
من هناك من دورا جنوب الخليل كانت زغاريد الانتصار الذي سطره الأسرى أيمن ومحمد اطبيش وعادل الحريبات لتلتقي مع زغاريد بيت لحم حيث أيمن حمدان وغزة حيث ضرار أبو سيسي، أولئك الأسرى الذين سجلوا في قائمة البطولة معاني الصبر فتحقق لهم ما أرادوه من وقف للتمديد الإداري وملف العزل.
ويقول داود شقيق الأسير حمدان " إن استجابة الاحتلال لمطلب الأسير وإنهاء إضرابه على هذا الأساس يعد انتصارا على السجان رغم طول مدة الإضراب التي استمرت أربعة أشهر، مؤكدا بأن العائلة تفخر بابنها الذي استطاع كسر قيده بأمعائه الخاوية.
ويشير إلى أن الاحتلال قرر أن يكون الاعتقال الإداري الحالي هو الأخير للأسير حمدان على أن ينتهي في العشرين من كانون أول/ ديسمبر المقبل، لافتا إلى أن وضع الأسير الصحي متدهور ويعاني من ضعف وهزال شديدين ويرقد في ما تسمى مستشفى الرملة.
ويضيف: "نحن كان لدينا أمل بالله تعالى أن يفك ضيق شقيقي أيمن ويحقق له مطلبه العادل بالحرية، وإذا كان أملنا مرتبط بتعنت الاحتلال لفقدناه منذ البداية، ولكن إيماننا بالله هو الذي زرع فينا الصبر واليقين بأن أيمن سينتصر في النهاية".
من جانبها؛ تستقبل عائلة الأسيرين محمد وأيمن اطبيش من دورا جنوب الخليل المهنئين بهذا الإنجاز بعد أن كانوا في خيام التضامن والتعاطف، والآن بات التقرب منهم لمزيد من الفخر والاعتزاز بعد الانتصار.
وتقول عائلة اطبيش : "نفخر بأن محمد وأيمن خاضا التجربة وأنهما انتصرا ونالا ما قررا أن يدخلا المعركة من أجله وهذا الفرح جاء بعد آلام وخوف وترقب طيلة أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، فكنا نتعلق بأي خبر يوقف موتهما البطيء غير أن الله عز وجل أراد أن يكون الانتصار من رحم معاناتهما والحمد لله".
فتيل الانتفاضة
ويصف قادة وسياسيون ما يجري من معارك جانبية في إطار الحركة الأسيرة موجة غضب تؤسس لمزيد من الانتصارات التي غابت كثيرا عن ساحة الضفة الغربية فهي أصبحت محركا ومشعلا للانتفاضة والمواجهات نصرة لهم.
ويقول القيادي في "حماس|" جمال الطويل " إن قوات الاحتلال تمعن في سياسة الاعتقالات والممارسات التضييقية على الأسرى بهدف الإذلال، غير أن إرادة الأسرى انتصرت أكثر من مرة في وجه تلك السياسة التي باتت لا تأتي إلا بمزيد من القوة والإصرار لدى الأسرى ومن يتضامن معهم.
ويشير الطويل إلى أن الضفة الغربية تنتفض في وجه تلك الاعتداءات واستمرارها يعني أنها تشعل انتفاضة أخرى في وجه المحتل لذلك فالأسرى ليسوا وحدهم في الميدان لأن شعبهم من خلفهم والهبات التي سبقت مؤشر على ذلك.
ويتابع: "الحالة الأمنية وعسكرة الحياة في الضفة وممارسات السلطة بحق المواطنين كلها جعلت حجم المسيرات التي تخرج لمناصرة الأسرى أقل بكثير مما يستطيع الناس تقديمه وقللت من حجم التضامن الذي لا يغيب عن قلوب الفلسطينيين".
وتعتبر قضية الأسرى من أولويات الشعب الفلسطيني لما تحمله من معاناة وحياة أسيرة في آلاف المنازل، وبالتالي الانتصارات التي تتحقق داخليا يطالب الكثيرون أن يكون ما يوازيها في الشارع حتى تدخل قضيتهم مرحلة أهم وأكثر إيجابية لتحريرهم عما كان سابقا.