تاريخ النشر : 2010-02-16
أطفال غزة يستصرخون لإنهاء مأساتهم مع الكهرباء والغاز
"أين العالم عن أبي المريض، وأختي الرضيعة التي لا تعرف أمي كيف تغلي لها الحليب بدون الغاز.." كلمات صرخ بها الطفل "عز الدين" بعفوية، مناديا العالم بالتحرُّك لفك الحصار.
"عز الدين" ناشد بالسَّماح لوالده بتلقي العلاج، وفتح المعابر لدخول الغاز ووقود الكهرباء حتى يعود النور ليضيء الظلام الذي يسود منزله الصغير طوال فترة المساء.
واعتصم عشرات أطفال الرياض في مدينة غزة الثلاثاء، للاحتجاج على انقطاع الكهرباء والغاز وإغلاق المعابر، مطالبين بفك الحصار ووقف بناء الجدران العازلة التي تزيد من معاناتهم.
ورفع الأطفال شعارات مطالبة بتأمين حقوقهم في العيش كبقية أطفال العالم، حاملين الشموع والفوانيس التي أصبحت بديلاً عن الكهرباء في ظل الأزمة الخانقة التي تفاقمت في قطاع غزة بشكل عام بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ولم يتمالك الطفل الذي لم يتجاوز السبع سنوات من العمر نفسه وهو يشكو بين عشرات الأطفال أمثاله معاناته من انقطاع الكهرباء والغاز، وحرمانه من أن يعيش وإخوته الصغار حياة خالية من الخوف والبكاء.
وردد بأعلى صوته "لا دواء ولا سفر للعلاج لأبي المريض، وفي الظلام نخاف وأمي تهون علينا بشمعة صغيرة، ولا غاز ولا كاز لتطهي أمي الحليب لأختي الرضيعة".
وتساءل الطفل وقد احمر وجهه وبانت عروقه من الغضب "لماذا كل شيء ممنوع، والمعبر مسدود، وتحت الأرض جدار الفولاذ يحاصرنا؟!".
ونقلت الطفلة سلمى حبوب "7 سنوات" في حديثها مأساتها مع مولدات الكهرباء المنتشرة في قطاع غزة، وانعكاس الأصوات المزعجة التي تصدرها على دراستها ونفسيتها.
وتقول الطفلة: "تعبنا، كل يوم تنقطع الكهرباء، خاصة في الليل، وأصوات مواتير الكهرباء توجعني في رأسي لأنها عالية وكثيرة".
وأبدت حبوب يأسها من الظروف الحياتية التي أثقلت كاهل طفولتها، متمنية بلهفة أن تنتهي، قائلة: "أتمنى أن نعيش حياة حلوة، نخرج لرحلة على المنتزهات، ونلعب وندرس، ولا نرى العتمة ولا نسمع المواتير".
ويجد الطفل محمود أحمد "8 سنوات" وإخوته في النوم مفراً من الخوف والاكتئاب الذي يسببه انقطاع التيار الكهربائي المتواصل عن منزلهم، واختصر معاناته قائلاً: "أنا وإخوتي نكتب واجباتنا قبل المساء، وحينما تنقطع الكهرباء ننام بسرعة ولا نشعر بشيء".
وقالت منسقة اعتصام الأطفال رندة السويركي :"إن الأطفال أكثر فئة متضررة من انقطاع التيار الكهربائي والغاز وإغلاق المعابر، مضيفة "أن لهذه الأوضاع تأثيراً كبيراً على نفسية هؤلاء الأطفال".
وأوضحت السويركي أن انطلاق اعتصام الأطفال جاء لبلوغ أزمة الكهرباء والغاز ذروتها في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الأزمة تنعكس على التحصيل الدراسي والأوضاع الأسرية للأطفال.
وطالبت بتحرك رسمي وشعبي لفك الحصار عن غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع، لاسيما الأطفال.