تاريخ النشر : 2010-02-21
الصراع بين الحق والباطل
الصراع بين الحق والباطل قديم منذ خلق الإنسان، ومنذ أن تكبّر إبليس اللعين على أوامر الله عزّ وجلّ ورفض السجود لآدم عليه السلام تكريماً له، وحقده منذ ذلك الوقت على بني آدم، وقسمه بعزّة الله على إغوائهم وتزيين المعصية لهم وتحويلهم عن درب الحقّ والهداية.
وبدأت هذه المواجهة بين معسكر الحقّ والإيمان المطبّق لأوامر الله تعالى، ومعسكر الباطل والشرك والكفر والشيطان، التواق إلى وقف الحكم بشريعة الله على الأرض.
وتطوّر هذا الصراع وأخذ طرقاً وأساليب جديدة منذ نجاح اليهوديّة العالمية "الماسونيّة" بإقصاء حكم الله عن الأرض عب المؤامرة على الخلافة العثمانية الإسلامية وإزالتها.
وشنّ حزب الباطل جولة جديدة بلباس مختلف هذه المرّة، عبر تحكم قوانين إبليس الغربية وإلغاء قوانين الرحمن.. وأُنشئت دور الإفتاء في البلاد المسلمة لرمي الرمال في العيون، ضمن خطّة محكمة أعدّتها الأنظمة الكافرة لإيجاد طائفة من المشايخ همّها الوحيد الدفاع عن الطواغيت وتمرير مؤامراتهم عبر الفتاوى المحرّفة، والتسبيح بحمد ولاة الأمور بكرة وعشيّاً، على شاشات التلفاز وفي الخطب وفي المساجد، وفي الأشرطة والكتب والمؤلّفات..
وتتابعت حلقات الصراع، فنهض علماء الأمّة لتأدية دورهم والتصدّي لهذا الباطل، وأصدروا حكمهم بكفر تلك الأنظمة وارتدادها عن الإسلام.
فما كان من هؤلاء الطغاة إلا أن أطلقوا العنان لعملائهم للردّ على العلماء الربّانيين وإصدار حكم الخوارج عليهم، بسبب موقعهم في توجيه وقيادة جند الله العاملين على إزالة الباطل بقوّة السيف كما تقتضيه القواعد الشرعيّة التي تنصّ على وجوب الخروج عن حكم المرتدّين، كما نقل لنا سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
ونجحت تلك المؤسّسات الإفتائية في تحريف الحقيقة وإضفاء هالة من القداسة على تلك الأنظمة الحاكمة، معتمدين على الآلة الإعلامية الضخمة لتلك الأنظمة أوّلاً، ثم على الجهل بالأحكام الشرعية بسبب بعد الناس عن الإسلام ثانياً، والذي جاء نتيجة لسياسات التغريب المتّبعة منذ سقوط الخلافة العثمانية.
ومما زاد الطين بلّة ظهور فئات إسلامية تبنّت سياسات منحرفة، فسلّمت بالواقع الجاهلي، وتجاهلت الحلّ الشرعيّ القاضي بالإعداد وجهاد المرتدّين بالإضافة إلى الدعوة، ثم تطوّرت تلك المناهج حتّى ساندت بعضها الأنظمة الحاكمة مثبتة شرعيّتها في مقابل بعض المناصب في النظام الحاكم وسلامة النفس والمال..
تلك السياسات المساندة لأنظمة الكفر من قبل تلك الفئات المضلّلة ضاعفت المسؤولية الملقاة على عاتق الحركات الإسلامية لشرح موقفها أوّلاً في ظلّ الجهل المنتشر، وإثبات كفر تلك الأنظمة العاهرة ثانياً.
واستطاعت بفضل الله قطع شوط طويل في ذلك الاتجاه رغم المصاعب العديدة، وتخطّت الجدل والشبه حول شرعيّة الأنظمة الحاكمة لتبدأ معركة حامية بين جند الله وجند الشيطان.
وما هذا الصراع إلا امتداداً لتلك المواجهة القديمة المتجدّدة.
فالمعركة ستستمرّ حتّى يوم القيامة لأنّها سنّة كونيّة دائمة.. وعلى جماهير الأمّة أن تأخذ دورها في ذلك الصراع حتّى ترضي الله تعالى.
فالمجاهدون هم طليعة الأمّة الذين بذلوا النفس والمال والراحة والأمن في سبيل دينهم وأمّتهم، ولكنهم بحاجة إلى مساندة جماهير الأمّة، خاصة بعدما حمي الوطيس في أكثر من بلد، وتكالبت قوى الكفر العالمية لإزالة خطر الجهاد الذي يتهدّد مصالحهم وعملائهم في عالمنا الإسلامي.
فلنتّخذ موقفاً يرضي الله عزّ وجلّ ويغضب الشيطان وأولياءه، فالمعركة في النهاية هي في سبيل هذه الأمة ومستقبلها، ولوقف النهب وإهدار ثرواتها، وإعادة حكم الحقّ إلى هذه الحياة البائسة.