المكتب الاعلامي/ وكالات :
الآن، بعد أنْ وضعت الحرب العدوانية الثالثة على غزّة أوزارها، بدأت تتكشّف الأمور، التي منعتها الرقابة العسكريّة الصهيونية خلال العدوان الذي استمرّ 51 يومًا.
فقد نقلن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، في دراسة جديدة نشرها على موقعه الالكترونيّ، نقل عن ضابط رفيع المستوى في سلاح الحوسبة قوله إنّه في سياق عملية الجرف الصامد، شنّت جهات إيرانيّة هجومًا سايبريًا كبيرًا على الأهداف الصهيونية، من ضمنها محاولات لإلحاق الضرر بالشبكات الأمنيّة والمالية، وهو ما كشف أن إيران تقوم بجهد هائل في مجال تطوير القدرات الهجومية الفعالة ضد أنظمة البنى التحتية، وأنها قد تشكل تحديًا خطيرًا للدفاعات الإسرائيلية في المستقبل المنظور، على حدّ تعبيره.
جدير بالذكر أنّ مُعّد الدراسة هو الضابط في الاحتياط، غابي سيبوني، الذي كان رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، ورفيقه في مركز الأبحاث، سامي كروننفلد.
واعترفت الدراسة الصهيونية بوجود نضجٍ متنامٍ في القدرات العملانية للجمهورية الإسلامية يُظهر أنّها قادرة على تنفيذ عملية سايبرية عسكريّة شاملة ضد رزمة من الأهداف، عن طريق استخدام العديد من الوسائل والأساليب، بحسب تعبيرهما.
علاوة على ذلك، شدّدّ الباحثان في استعراضهما على أنّ الهجوم السايبري الإيرانيّ خلال العدوان الأخير على غزّة تركزّ على الإنترنت المدنيّ الصهيوني وليس العسكريّ.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، كشف مؤخرًا عن ازدياد الهجمات الإلكترونية التي تشنها إيران وحزب الله والمقاومة، ضدّ أهداف ومنظومات حيوية في الكيان، مؤكدًا على أنّ الهجمات الإلكترونية ستتسع نطاقًا كلمّا تقدمت التكنولوجيا الرقمية، على حد تعبيره.
وأضاف نتنياهو قائلاً إنّ الكيان يتعاون مع الولايات المتحدّة الأمريكيّة في هذا المجال لإيجاد السبل الكفيلة بمواجهة هذه الهجمات، مشددًا على أنّ الكيان بحاجة إلى قبة حديديّة أخرى إلكترونية، على حد وصفه.
كما لفت إلى أنّ حرب السايبر باتت جزءً من ميدان المعركة، وهي ليست حربًا مستقبلية، بل هي حرب تدور هنا والآن، ومن المتوقّع أنْ تتزايد نوعية وعددًا، مُشيرًا إلى أنّ الكيان تبني القدرة على التعامل مع هذه الهجمات، ولهذا الغرض قامت الحكومة بتأسيس هيئة السايبر الوطنيّة.
في السياق عينه، نقلت صحيفة (هآرتس) عن ضابطٍ سابقٍ رفيع المستوى في جهاز الأمن العام (الشاباك) قوله إننّا نفهم الضرر الذي يُسببه الهجوم السايبيري، وبالتالي علينا أخذ الحيطة والحذر والاستعداد للدفاع، وكشف النقاب عن أنّه قبل حوالي السنتين أقيمت وحدة جديدة في الشاباك أُطاق عليها اسم الهيئة الوطنيّة لمحاربة هجمات السايبير، مؤكّدًا على أنّ عناصرها هم أشخاص على درجةٍ عاليةٍ من الفهم في هذا الموضوع، وزعم أنّ هذه الوحدة تمكّنت من صد هجمات عديدة، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع في قدرة الدفاع الصهيونية، على حد تعبيره، ولكنّه أضاف، أنّه مع مرور الوقت يجب إدخال التحسينات في المنظومة الدفاعيّة، لأنّه في المقابل، يقوم العدو أيضًا بتطوير قدراته الدفاعيّة والهجوميّة على حد سواء.
وقال أيضًا إنّ المواقع الحساسّة الصهيونية في وضع دفاعيّ جيّد، ولكن خلافًا للأمريكيين، لا يوجد للكيان موارد، فنحن مثل سفينة السبق، والأمريكيون هم حاملة طائرات في هذا المجال، على حد وصفه، وشدد في سياق حديثه، على أنّه خلافًا للحرب التقليديّة التي تقول إنّ الهجوم هو أحسن وسائل الدفاع، فإنّه في عالم الحاسوب، لا تنسحب هذه المقولة، ذلك أنّه في هذا المجال، المنتصر هو من يُدافع أحسن، ذلك أنّ الكيان أو غيرها لا تقدر على شلّ حركة الخبراء في الطرف الثاني أوْ تخريب الحواسيب التي يستعملونها، على حدّ قوله.