المكتب الإعلامي - غزة
عمت قطاع غزة الأحد مسيرات غاضبة للمطالبة بالإسراع في إعادة إعمار القطاع، وإنهاء الحصار الصهيوني المستمر منذ ثماني سنوات، بدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية وبمشاركة من حركة المجاهدين الفلسطينية.
وخرجت المسيرات ضمن فعاليات "اليوم الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار" على شارع صلاح الدين بمحافظات القطاع الخمس، وألقت الفصائل الفلسطينية كلمة موحدة على مفترق الشجاعية شرق مدينة غزة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتجمع فيها هذا العدد من الفصائل الفلسطينية للخروج بفعاليات موحدة وحاشدة منذ فرض الحصار الصهيوني على قطاع غزة.
حركة المجاهدين لن نصمت طويلاً على تأخر الاعمار والمقاومة جاهزة لكل الخيارات
بدوره أكد د.سالم عطالله "أبو محمود" المتحدث الرسمي باسم حركة المجاهدين الفلسطينية ان العدو الصهيوني يمارس الخداع والاستهتار بكل المعاني الإنسانية ضارباً كعادته بعرض الحائط كل الاتفاقات والتفاهمات.
وقال عطا الله في تصريحه :" ان المجتمع الدولي والوسيط المصري يتحمل التزام العدو بما تم الاتفاق عليه مؤخرا ، حيث ان الاعمار وفتح المعابر ارتبط بوقف اطلاق النار."وتابع ابو محمود: " ان الكارثة الانسانية تتفاقم في قطاع غزة خاصة بعد دخول فصل الشتاء على المشردين والنازحين دون منازل تاويهم., فلذا فاننا لن نصمت طويلا على هذا الاستهتار واللامبالاة الصهيونية ونؤكد باننا جاهزون لخوض معركة اخرى اذا لم يتم الاسراع في اعادة الاعمار وفتح المعابر
ومن جهته هدد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان بـ"الثورة والانفجار" في حال لم يتم إعادة إعمار قطاع غزة ورفع حصاره، مشيرًا إلى أن فعالية اليوم بداية لفعاليات وطنية شعبية ستتحرك حتى نحقق أهداف شعبنا.
وأكد القيادي في حماس أن استمرار الحصار وإغلاق المعابر والتلكؤ في إعادة الإعمار جريمة حرب ضد الإنسانية، مشيرًا لوجود نحو 100 ألف من أبناء غزة بدون مأوى في المدارس أو الأماكن العامة.
وشدد- في كلمته التي تحدث فيها باسم المتضررين- على أن القوى الوطنية والإسلامية لن تعترف بالكيان الإسرائيلي، ولن تنبذ المقاومة، وستتمسك بها، ولن تعترف بالاتفاقيات الهزيلة الموقعة مع الاحتلال.
ودعا رضوان لإتمام الوحدة الوطنية، وضرورة تطبيق المصالحة واستعادة الوحدة لمجابهة الاحتلال.
وطالب حكومة الوفاق بالقيام بمهامها ومسئولياتها اتجاه إعادة الإعمار، وفتح المعابر، وكسر الحصار، وتوحيد مؤسسات السلطة وتحقيق المصالحة، مشيرًا إلى أن الفصائل ن تتخلى عن أصحاب البيوت المدمرة حتى يتم إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
ودعا رضوان الرئيس محمود عباس للتوجه لمحكمة الجنايات لرفع دعاوى ضد قادة الاحتلال على ما ارتكبوه من جرائم حرب في غزة، مجددا رفض القوى مشروع مجلس الأمن "الذي يمثل تنازلًا خطيرًا عن الثوابت، وتفرد في القرار السياسي".
وفيما يتعلق بمعبر رفح، طالب القيادي بحماس مصر لضرورة فتحه من أجل التخفيف من معاناة شعبنا، إضافة إلى ضرورة إلزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة، وفتح المعابر، وإدخال مواد البناء.
الاحتلال والأمم المتحدة
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر في كلمته نيابة عن القوى الوطنية والإسلامية أن الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة يتحملان مسئولية تعطيل إعمار غزة.
وأوضح أن خطة روبرت سيري لإعادة الإعمار تفرض شروطًا مذلة لإدخال مواد البناء، داعيًا لمراجعة بنودها وتعديلها، ورفض شروط الاحتلال، والعمل على فتح المعابر، وفك الحصار.
وحمّل ناصر حكومة الاحتلال مسئولية ما ستؤول إليه الأمور في غزة جراء إغلاق المعابر، واستمرار الحصار، والتلكؤ في إعادة الإعمار، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية تجاه شعبنا، وعدم وضع شروط ظالمة لعرقة الإعمار، وإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض.
وطالب الدول العربية والمانحين الدوليين بالإيفاء بالتزاماتهم والتسريع بإرسال أموال إعادة الإعمار.
الوضع الداخلي
ودعت القوى والفصائل لاستئناف جهود الكشف عن مرتكبي التفجيرات التي استهدفت بوابات منازل لقيادات حركة فتح في غزة، وتقديمهم للعدالة، ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين حركتي فتح وحماس، وتجنب كل ما يوتر الأجواء ويعمق الانقسام.
وطالبت القوى حكومة التوافق بتولي مسئولياتها في غزة، واعادة استلام الادارات، واعادة تنظيم عمل المعابر بما فيها معبر رفح، وحل قضية الموظفين، داعية لتشكيل هيئة وطينة علينا تتولى الاشراف على إعادة الإعمار بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
وفيما يتعلق بمشروع السلطة المقدم إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال، قالت القوى إنه يتعاكس مع الأهداف الوطنية، داعية لسحبه من التداول وإعادته للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واتباع استراتيجية جديدة تبنى على عضوية الأمم المتحدة التي نالتها فلسطين، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية.
ودعت القوى لوقف التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، واعتماد سياسية اقتصادية اجتماعية جديدة تتجاوز بروتوكول باريس الاقتصادي، والاتفاقيات مع الاحتلال.
وطالبت باتخاذ سياسية جديدة حيال ما يتعرض له شرقي القدس من تهويد وأسرلة، داعين لإحياء صندوق القدس، وتوفير مقومات الصمود لسكان المدينة.
ودعت للشروع ببناء جبهة مقاومة موحدة وغرفة عمليات مشتركة بمرجعية سياسية بيدها قرار الحرب والسلم بما يضمن صون المقاومة وحماية دورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ردًا على التهديدات الإسرائيلية لغزة.
مزيد من التضحيات
من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمته نيابة عن أهالي الشهداء استعداد الشعب الفلسطيني لتقديم المزيد من التضحيات على طريق التحرير.
ودعا البطش لكسر الحصار عن القطاع، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار، مضيفًا "لقد قدمنا الشهداء من أجل تحرير فلسطين، فإن عجزنا عن تحريرها بالدم فلا أقل من إنجاز الوحدة الوطنية كرامة لهم".
ودعا لاستعادة الوحدة الوطنية واتخاذ خطوات سريعة لمواجهة آثار العدوان.
رسالة لـ"مون"
وفي نفس السياق، قدّمت الفصائل مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تؤكد فيها رفضها لخطة المبعوث الأممي روبرت سيري لإعادة الإعمار.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر أن المذكرة تدعو مون توفير كل سبل الراحة لإنهاء معاناة شعبنا، مضيفًا أنه "من الطبيعي أن ترتكز خطتكم للإعمار على المبادئ السيامية التي أقرتها الشرعية الدولية، وأن لا تصب في صالح الاحتلال".
ولفت إلى أن استمرار العمل بالخطة أدى لعرقلة عملية الاعمار بصورة كبيرة.
وقال: "ندق ناقوس الخطر ونحذر من استمرار الوضع دون قرارات جدية تأخذ مصالح شعبنا بالحسبان، فالقطاع على حقل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة".
وأشار إلى أن الرسالة تدعو لتغيير خطة سيري، والتوافق مع الحكومة والقوى من أجل آلية وطنية لإسراع الاعمار دون أي معيقات.
وحذر من أن استمرار الأمور في غزة تنذر بكوارث لا يمكن لأحد السيطرة عليها، أو تجنب لهيبها حتى المؤسسة الدولية.