الشهيد المجاهد: عاهد فايق عايش أبو عاصي "أبو عدي" سطر أروع ملاحم البطولة والفداء عاشق الجهاد هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم.. فهم الذين يصنعون التاريخ وبدمائهم يسطرون للدنيا أروع صفحات المجد والبطولة والفداء والبذل في سبيل الله... رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا دنيا عن ذكر الله وإقامة شرعه والمضي قدماً في رفع راية الجهاد في سبيله... رجال لا يخافون في الله لومة لائم, ولا يعطون في دين الله الدنية... فتهب نفحات الإيمان فيتنسم عبيرها الرجال، ويصفو لقلوبهم هدف نيل رضا مولاهم، فتسعى الأقدام تعشق الغبار في سبيل الله، وتذهب عن الأجساد لذة الرقاد فلا ترتاح إلا بتوسد الإستبرق، بل ويعلنون الحرب على الأهواء والشهوات رغبة بانطلاقها في جنة عرضها الأرض والسماوات، الشهيد المجاهد عاشق الجهاد "عاهد فايق أبو عاصي" رجل أعد الزاد ومضى راكباً في قافلة الدعاة المجاهدين، وبدت حياته مسافراً مرتحلاً حتى ترجل فارساً وأرتقى في الخالدين فكان الابتداء طيباً والمسير مباركاً والختام معطراً ونعم السبيل المستقيم. الميلاد والنشأة... ولد شهيدنا المجاهد في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر لعام 1981م في حي الصبرة منبع البطولة والفداء، ونشأ كغيره من الفتيان في فلسطين حيث كان في طفولته طائعا لوالديه، عنيدا على الحق وكان ذكيا فطناً، حيث نشأ في أسرة محافظة ومتدينة، ومنذ الصغر كان أبوه يصطحبه معه إلى المسجد في كل الصلوات. حياته الدراسية... درس شهيدنا المجاهد المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس الحي حيث كان متفوقاً في دراسته، وكان يشارك في معظم أعمال المدرسة ونشاطاتها، فشارك زملاءه في كل الواجبات المدرسية. عاهد الذي أحبه الجميع، الصغار والكبار، أهله وجيرانه ومعلموه وأصدقاؤه لم يشتك منه أحد أبدا، حيث كان هادئا طائعا، أما على صعيد النقاشات السياسية، فكان يترك الجدال سريعا، ويتمنى الهداية للجميع. في صفوف المجاهدين... أحب أبا عدي الجهاد والمجاهدين منذ صغره، وعشق المقاومة وقتال العدو، وكان يتطلع إلى أن يصبح في يوم من الأيام مجاهدا، فقد انضم عاشق الجنان إلى صفوف كتائب المجاهدين، ونظرا لنشاطه وإخلاصه الشديد تدرج في صفوف الكتائب حتى انتظم في الوحدة الخاصة، وشارك في عدة مهمات جهادية. وترجل البطل الهمام... لابد أن ينقضي العمر يوما، ولكل إنسان أجل، هكذا هي الدنيا، دنيا الفراق والأوجاع، فمنذ أن أعلن العدو حربه على القطاع، خرج عاهد وإخوانه لصد العدوان الصهيوني على مدينة غزة، فقد اشتدت الحرب والعدو على مشارف تل المجاهدين، في 15/1/2009م خرج عاهد مرابطا على ثغور وطننا الحبيب، فأثناء تصديه لدبابات العدو وطائراته وبعد أن تمكن عاهد ورفيق دربه الشهيد أحمد البيطار من تدمير دبابة صهيونية كانت متوغلة بالمنطقة، قامت طائرات العدو بقصف المكان بعدد كبير من الصواريخ، ليرتقى عاهد بعدها إلى العلا شهيدا بعدما سطر أروع ملاحم البطولة والفداء، ورسم أجمل الصور في التضحية والبذل والعطاء، وبذلك انطوت صفحة من صفحات المجد سطرها شهيدنا البطل. نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله أحدا... رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته... وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...