المكتب الإعلامي- وكالات
أعرب الكثير من طلاب الثانوية العامة بمستوطنات غلاف غزة عن عدم رغبتهم في التجند للجيش الصهيوني وذلك خوفاً من الموت في غزة وملاقاة مصير زملائهم السابقين الذين قضوا هناك.
وجاء في مقابلة أجرتها القناة العاشرة مع طلاب من مستوطنات الغلاف قولهم إنهم يخشون الالتحاق بوحدات قتالية على غرار جولاني أو جفعاتي وذلك خوفاً من الموت في غزة ومن المصير المجهول الذي ينتظرهم هناك.
وقال مراسل القناة للشئون الجنوبية " ألموغ بوكر" إن العمليات العسكرية في السابق كانت تزيد من قابلية واندفاع الطلاب نحو التجند للوحدات القتالية ولكن الحرب الأخيرة قلبت الموازين في مستوطنات الغلاف وأفقدت السكان الثقة بالجيش والحكومة.
ونقلت القناة عن الطالب "سمحاه أفريموف" قوله إنه يشعر بأن الحروب مع غزة بلا فائدة وان الأمور تتدهور أكثر من حرب لأخرى وأنه يشعر بأن معنى التجند لوحدة قتالية هو الموت في غزة وأنه لا يود الموت.
وأضاف أفريموف الذي بدت عليه علامات اليأس والقلق والذي كان يرغب قبيل الحرب بالالتحاق بوحدة الكوماندوز البحري " شييطت13" أنه لا يعرف ما الذي سيفعله الآن في الجيش ولماذا سيتجند أصلاً "فالأوضاع الأمنية لم تتغير وصواريخ المقاومة لا زالت حاضرة ولا زال التهديد قائماً ولم يتغير شيء بعد الحرب ".
بدوره اعتبر الطالب "تار كوفرشتاين" والذي يسكن كيبوتس "جفيم" أنه لم يكن يتصور أن تصبح الخدمة العسكرية بهذه الخطورة، مشيراً إلى انه لا يمكنه الاستهتار بالموت فالحياة لا تؤخذ باستهتار " كما قال .
أما الطالبة "بيلغ الياهو" من كيبوتس "تلمي يفيه" فقد شككت في قدرة الترسانة العسكرية الصهيونية على تغيير الواقع بعد كل هذه الحروب مع القطاع وأنه لا يمكن المخاطرة لأجل هدف بعيد المنال.
في حين يرى الطالب "زيف شبيرا" من كيبوتس "نيريم" أن الانطباع القائم حالياً هو أن الحرب ستقوم في صيف كل عام وأنه لا يود التجند للجيش لأن ذلك سيدخله في ورطة كهذه، متهماً الحكومة بالاهتمام بأسماء العمليات فقط .
وعقّب مدير مدرسة في مستوطنات شاعر هنيغيف "أهرالي روتشتاين" على أقوال الطلاب قائلاً: إن تكرار كلمة " لا أريد التجند للجيش لأنني لا أريد الموت" تدلل على أن الحرب الأخيرة كسرت نفسيات الطلاب وأشعرتهم أنه لا فائدة من هكذا عمليات عسكرية وأن موت الجنود هو السمة البارزة فيها وبلا طائلة وبلا أفق سياسي.
وأضاف " الشعور العام هنا مقلق ومحبط والغالبية يشعرون بأن الدولة هجرتنا وتخلت عنا ولا يمكن توقع ما الذي سيحمله الغد من أحداث ".
وأجرت القناة لقاءات مع أمهات من الغلاف حيث عبرن عن مدى الرعب والخوف الذي يسود الأجواء منذ انتهاء الحرب وأن الثقة أصبحت معدومة بالجيش بعد انسحابه من بعض الكيبوتسات وترك السكان ليلاقوا مصيرهم .
وقالت إحداهن إن ابنها يخاف الذهاب للحمام ليلاً بدعوى أن مقاوماً ينتظره هناك.
ونقلت الصحيفة عن احد المزارعين قوله أن أحد مداخل الأنفاق تحول إلى مكان للزيارات والرحلات لصالح الجيش ووزارة الخارجية وأنه لا فائدة من هكذا استعراضات على حد تعبيره.
وأظهر التقرير هجرة 30 عائلة من مستوطنات الغلاف منذ انتهاء الحرب الأخيرة.