المكتب الإعلامي-القدس المحتلة
أثار قرار (إسرائيل) إغلاق ملف التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة "الإسرائيلية" بشأن ارتكاب قوات الاحتلال جرائم جنائية في رفح جنوب قطاع غزة بعد وقت قصير من فقدان الضابط هدار غولدين موجة كبيرة من الغضب والاستياء لدى أهالي شهداء مجزرة رفح في العدوان الأخير على قطاع غزة.
ويحاول الاحتلال "الإسرائيلي" كل مرة تبرئه نفسه والتملص من الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين، وكان آخرها مجزرة "الجمعة السوداء" التي وقعت صباح يوم الجمعة في الأول من آب/ أغسطس 2014.
واعتبر الأهالي في أحاديث منفصلة لهم أن ما يقوم به الاحتلال سياسة ممنهجة يتبعها من سنوات طويلة بمساعدة أمريكا وصمت الدول العربية تجاهها ودون وجود أي رادع قانوني يوقفها عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .
وقررت (إسرائيل) إغلاق التحقيقات بارتكاب جرائم جنائية في مجزرة رفح التي وقعت في الأول من آب "أغسطس" العام الماضي بعد وقت قصير من اختفاء الضابط في جيش الاحتلال هدار غولدين، وأسفرت عن ارتقاء نحو 100 شهيد وجرح 400 مواطن.
وبين تقرير نشره موقع "NRG" التابع لصحيفة معاريف العبرية أن التحقيقات خلصت إلى أنه لم يكن هناك إطلاق نار غير قانوني خلال العدوان وأن الضباط المشرفين عليها لم يطلبوا استخدام الكثافة النارية الكبيرة لإنقاذ الجندي المفقود.
وأشار التقرير أنه لم يجر محاكمة أي جندي أو ضابط شاركوا في العدوان الذي تخلله 300 حادثة لإطلاق نار داخل مناطق مأهولة، موضحاً أن الضجة الإعلامية التي شهدتها "إسرائيل" بعد الإعلان عن فتح التحقيق كانت عبارة عن "ذر للرماد بالعيون" بهدف التقليل من الضغوط الدولية في ظل الدعوات لفتح تحقيق في محكمة الجنايات الدولية ضد هجمات جيش الاحتلال.
جرائم جنائية
واستهجن المواطن أحمد بركات من مدينة رفح جنوب قطاع غزة والذي فقد اثنين من أشقائه خلال مجزرة رفح في الحرب الأخيرة، إغلاق (إسرائيل) ملف التحقيقات بارتكاب جرائم جنائية بحق المدنيين العزل، وقال "إن أهالي شهداء مجزرة رفح كانوا على علم ويقين بأن الاحتلال لن ينصفهم ولم يلتزم بمسئوليته اتجاههم" .
وأوضح بركات أن كل التحقيقات التي تجري من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين الفلسطينيين شكلية لا تجدي نفعا لأن المجتمع الدولي لن يخرج الاحتلال بصورة المذنب أبدا، مشدداً على ضرورة مخاطبة الفلسطينيين للرأي العام من خلال المؤسسات الأهلية والمجتمعية من أجل التأثير عليه وتقديم الاحتلال وجنوده للعدالة من أجل أن ينالوا عقابهم.
وأشار إلى أن الاحتلال قام خلال المجزرة بقصف كل شيء كان يتحرك على الأرض انتقامًا من أبناء شعبنا ومن أجل تحقيق أي إنجاز له، مشيرًا إلى أنه ماضٍ في تقديم دعوى قضائية ضد الاحتلال لدى المؤسسات الحقوقية.
استياء كبير
ومن جهته، عبر المواطن على ضهير الذي فقد 19 من أفراد عائلته جراء الاستهداف المباشر لمنزلهم دون سابق إنذار عن استيائه الكبير من قرار (إسرائيل) بإغلاق ملف التحقيقات بمجزرة رفح خلال الحرب الأخيرة على غزة، مبينا أنه أستقبل هذا الخبر على كـ"الصاعقة" وبكل أسف وحزن لأنهم كانوا يحلمون باليوم الذي سينال فيه الاحتلال العقاب على جريمته التي مارسها بحق المدنيين .
وقال ضهير " كنا نأمل أن يعاقب الاحتلال على كافة جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني بما فيها مجزرة رفح ولكن تبخرت هذه الأمنية وأصبحنا نشعر بالخذلان واليأس على دماء شهدائنا"، مشيرا أن الثأر لدماء الشهداء لن يكون إلا بوحدة الشعب الفلسطيني وقادته الوطنية.
تحقيقات غير نزيهة
بدوره أكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس، أن إغلاق (إسرائيل) لملف التحقيقات بمجزرة رفح يبين مدى تورط الاحتلال بارتكابه جرائم حرب منظمة ضد الفلسطينيين خاصة ما حدث برفح في يوم الجمعة الأسود عندما أطلق الاحتلال النار على الحجر والشجر واستشهد قرابة الـ100شخص .
وأوضح يونس أنه لا يتوقع من الاحتلال أن يجري محاكمات وتحقيقات لجنوده من أجل محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين لأن ذلك يخالف العقل والمنطق لديهم وبسبب وجود مجتمع دولي يوفر لهم غطاء الحماية مما يجعلهم يتمادون في ذلك، "متسائلا: "كيف يقوم الاحتلال بدور القاضي وإجراء التحقيقات وهو الجاني في نفس الوقت ".
دولة فوق القانون
وبين يونس أن الخيار الوحيد والمتاح في الوقت الراهن من أجل الثأر لذوى شهداء مجزرة رفح يتمثل في التوجه لمحكمة جنيف الدولية التي تعترف بأن الاحتلال دولة محصنة وفوق القانون وهذا ما يجعلها تزيد من عنجهيتها ضد الفلسطينيين.
وطالب يونس المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية والأهلية بأن يتحملوا مسئوليتاهم القانونية والأخلاقية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني من أجل إنصافه ، وتقديم المجرم للعدالة حتى ينال عقابه وحتى يتوقف عن كل ممارسات العنف التي يرتكبها بحق الإنسانية .
وأظهرت تسريبات مصورة تخبط جيش الاحتلال في اللحظات الأولى لفقدان الضابط هدار جولدن، وإطلاقه للنيران بشكل "جنوني" وقصف منازل المواطنين بشكل عشوائي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات في مجزرة وحشية أطلق عليها مجزرة "الجمعة السوداء".