المكتب الإعلامي - القدس المحتلة
اعتبر خبير ومختص في الشأن الصهيوني، أن تسريبات الإعلام العبري مؤخراً حول القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة، تأتي في محاولة لتهيئة الجيش الصهيوني وحمايته من الانهيار ومنعه من الاستخفاف بالقدرات الكبيرة لخصمه، محذراً في الوقت ذاته من أنها قد تكون في إطار التحضير لحرب جديدة على القطاع تكون "أكثر دماراً".
وتعكف وسائل الإعلام الصهيونية منذ فترة على نشر روايات لجنود الاحتلال عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وكذلك حالة الإرباك والفشل التي أصابت الجيش الصهيوني خلال هذه العملية العسكرية.
وقال الخبير فايز أبو شمالة في إطار تعليقه على هذه التسريبات، "إن تقديري أن حديث القيادة الأمنية والعسكرية الصهيونية عن نجاح المقاومة وعن فشل الحكومة والمستوى السياسي والجيش الصهيوني في تحقيق أي انجازات أو نصر خلال الحرب الأخيرة على غزة؛ هو الذي دفع وسائل الإعلام إلى محاولة حماية الجيش من الانهيار أو الاستخفاف به أو التقليل من شأنه، وذلك من خلال نشر تقارير تؤكد على قوة المقاومة الفلسطينية في غزة، وتوحي بأن الجيش الصهيوني كان أمام خيارات صعبة للغاية، وبالتالي ما لحق بالكيان الصهيوني ليس هزيمة إنما كان مفاجئة لهذه القوات الصعبة والصلبة كما يصفونها"، حسب تقديره.
وحول توقيت هذه التسريبات، رجّح أبو شمالة أن يكون الاحتلال الصهيوني يعكف هذه الآونة للتحضير لحرب جديدة في غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال ومن خلال تضخيم قدرات المقاومة في غزة أو الكشف عن عجز جيشه يريد أن يستبق الحدث ويمهّد لقتل ودمار أكثر في الحرب القادمة.
ويرى الخبير في الشأن الصهيوني، أن جيش الاحتلال ومخابراته "قد تعلموا من أخطائهم السابقة وأدركوا الدرس جيداً وباتوا يرتبون لأشياء جديدة"، مرجحاً احتمالية تهيئة الأجواء النفسية للجيش الصهيوني كي يتقبل في المرحلة القادمة مزيداً من الخسائر دون شكوى.
وقال "جميع الروايات تؤكد على قدرات المقاومة وعلى عجز الجيش الصهيوني، وتثبت عنصر المفاجئة والمبادرة للمقاومة، وتؤكد كذلك أن الجيش الصهيوني كان في حالة دفاع أكثر مما كان في حالة هجوم، فالصحافة الصهيونية كشفت أن المقاومة كانت أكثر قوة وجاهزية من جيش الاحتلال، كما أنها اعترفت بوجود أسرى في قبضة المقاومة".
وحول قضية أسر المقاومة لجندي صهيوني، استبعد أبو شمالة أن يكون ذلك مقدمة لصفقة تبادل جديدة في هذه المرحلة، قائلاً "لا أظن أن "إسرائيل" تحضر لأي عملية لتبادل أسرى، وليست على استعداد لتبادل أسرى في هذه المرحلة لأنها ليس في معرض تحقير وإهانة القدرة العسكرية الصهيونية، لكن إذا ثبت أنها جدية في موضوع الأسرى وتأكد فعلاً أن لدى المقاومة جندي أسير وعرضت مبادلته بأسرى فلسطينيين؛ فإن الاحتلال يشكك ويطعن في مصداقية كل بياناته العسكرية أثناء الحرب، وبالتالي هو يفضل الآن أن يؤجل هذا الموضوع إلى أشهر أو ربما سنوات قادمة كي يتم تلاشي أو تناسي الأثر السلبي لحرب غزة على الجنود الصهاينة"، على حد قوله.