يعد الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب المحافظة التي ترفض فكرة العمالة والتخابر لصالح الاحتلال بأي حال من الأحوال.
وغالباً ما ترفض العائلات النسب مع أسرة العميل، بل ووصلت في العديد من الحالات إلى الطلاق بعد اكتشاف أمر العميل، ولذلك كان لتداعيات العمالة في المحيط الأسري الأثر الواضح في تمزيق هذا النسيج المترابط.
ولكن من جهة ثانية فإن أسر العملاء نفسها ترفض العمالة بشكل قاطع، وكثير من تلك الأسر مع محاسبة العملاء حتى لو كان أحد أفراد الأسرة، ولكنها ترفض محاسبة العائلة بأكملها بخطأ أحد أفرادها حتى ولو كان هذا الخطأ كبير أو لا يمكن استيعابه.
وبعض هذه الأسر هي أسر مجاهدة قدمت بعض الشهداء وقدمت التضحيات مثلها مثل باقي الأسر الفلسطينية، ومنهم من بادروا بتسليم ابنهم العميل، ومنهم من طلب أن يكون إعدام أبناؤهم العملاء على أيديهم ورفضوا أن يحاسبهم أحد غيرهم.
وهنا نتطرق إلى واقعتين حدثتا في المجتمع الفلسطيني مع أباء العملاء وردة فعلهم بعد أن تبين لهم أن أبنائهم عملاء لصالح الاحتلال:
وتمثلت حادثة العميل الأول الذي تم القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية، وأفاد أثناء التحقيق معه بأنه أدلى بمعلومات للاحتلال، حكم على إثرها عدة سنوات، وأثناء الزيارة الأولى لوالده له في السجن انهال عليه ضرباً وشتماً وقرر عدم زيارته بعد ذلك.
أما العميل الآخر الذي تسبب بمقتل عدد من عناصر المقاومة، فقد طلب والده بإلحاح من الجهات المختصة أن يكون هو من ينفذ فيه حكم الإعدام، ومن ثم تبرأ منه على الملأ.
وهذه هي بعض النماذج الحقيقية الموجودة داخل أسر العملاء الذين يرفض آباؤهم تعاونهم مع الاحتلال لأي سبب من الأسباب.