المكتب الاعلامى - غزة
أظهرت خرائط ووثائق عرضها المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس" سعي الاحتلال الإسرائيلي للتشويش على فضاء المسجد الأقصى والقدس القديمة، عبر اختلاق واستحداث أبنية جديدة واسعة وعالية في المواقع القريبة والمطلة على أولى القبلتين، وربطها بمسميات يهودية مقدسة، واستعمال التشويق المشوَّه للأبنية الجديدة.
وأوضح المركز أن من أبزر ما تسعى أذرع الاحتلال التنفيذية للمصادقة عليه قريبًا بشكل نهائي وإخراج تنفيذ بنائه في أقرب وقت ما يُعرف بمشروع "بيت الجوهر" – "بيت هليبه" بالعبرية- أو ما يطلق عليه الاحتلال مسمى "المركز لتراث المبكى".
وقال إن الاحتلال يعتزم بواسطة ما يعرف بـ "صندوق إرث المبكى" بناء مركز تهويدي تلمودي، على بعد نحو 100 متر عن حائط البراق والحدود الغربية للمسجد، في أقصى الجهة الشمالية الغربية من ساحة البراق، وفي المنطقة الفاصلة ما بين طرف حي المغاربة وحي الشرف، على مساحة نحو 1.84 دونمًا.
وأضاف أن ما يسمى بـ "الشركة لترميم وتطوير الحي اليهودي"- مدعومة من بلدية الاحتلال في القدس بادرت عام 2005، بتقديم مخطط لبناء هذا المركز، مرّ بالعديد من الجلسات والتحوّلات الطفيفة التي أقرّت البناء بشكل مبدئي على ثلاث طبقات، طابق تحت الأرض وطابقان فوق الأرض، ارتفاع كل طابق نحو خمس أمتار.
وأشار إلى أن سقف المبنى سيستخدم كمطلة واسعة نحو المسجد الأقصى والقدس القديمة وسلوان، على مساحة بنائية تصل إلى نحو 3230 متر مربع، وتضم استعمالات واسعة منها صالة استقبال، طابق للعرض الأثري تحت الأرض، مكتبة وفضاء تعليمي ومركز دراسي.
كما تضم قاعة اجتماعات، قاعة احتفالات، مركز زوار صفوق تعليمية، وغرف للمرشدين، وذلك في طابقين: الطابق الأول على مستوى ساحة البراق، والثاني فوقه سقف مطل، بالإضافة إلى مناطق جلوس مظلل وعادي، وطرق وأرصفة حول المبنى من عدة جهات.
وحسب "كيوبرس"، ستقدم في كل تفاريع هذا المبنى بطبقاته شروحات وعروض عن تاريخ حائط البراق والمسجد الأقصى، على أنهما "حائط المبكى" و"جبل الهيكل"، في محاولة لتمرير الرواية التلمودية.
ويستدل من فحص "كيوبرس" لتطورات عرض المخطط عبر مراحله المستمرة على مدار السنوات العشر الأخيرة 2005-2015، أن هناك اجماعًا إسرائيليًا حول المخطط على تفاصيله وأهميته وأبعاده.
ولكن الاختلافات التي ظهرت هي خلافات تقنية أكثرها حول حجم المبنى واختصار نصف طبقة منه، حيث يعتمد اليوم المخطط المصادق عليه، بالإضافة إلى مخططين بديلين، إذ سيتم حسم الاختيار بين المخططات الثلاث في جلسة خاصة ستعقد بتاريخ 6/9/2015 في "لجنة الاعتراضات التابعة للجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في القدس.
وفي الخرائط، هناك ثلاث أطروحات بينها فروقات طفيفة فقط، حيث تتوحد الفكرة ببناء طابق تحت الأرض يسميها "الطبقة الأثرية"، تحت مستوى ساحة البراق، وعلى مساحة بنائية اجمالية تصل إلى 1320 مترًا مربعًا.
كما تتفق الأطروحات على جعل سقف الطابق الثاني سطح علوي واسع، يشكل مطلة على منطقة البراق والمسجد الأقصى من جهة، وعلى القدس القديمة من جهة أخرى. وفي قسم منه سطح شفاف يُرى منه ما تحته من أقسام المبنى بالذات الطبقة الأثرية، وتصل مساحة السقف الاجمالية هذه الى نحو 1000 متر مربع.
وتعليقًا على خطورة هذا المشروع، قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح "ما نعلمه أن هذا المخطط قد بدأ منذ عام 2005م، وهذا يعني أن التخطيط لبنائه قد بدأ في أجواء الصراع المحمومة مع الاحتلال على هوية المسجد الأقصى".
وأشار إلى أنه بعد عامين فقط من بداية هذا المخطط، بدأ هدم جزء من الأقصى، وهو طريق باب المغاربة، لذلك نحن ننظر إلى خطورة هذا البناء ليس من باب ماذا سيبنى من عدد طوابق أو من مساحات هندسية أو من شكل الأحجار، بل إلى خطورته على هوية الفضاء المحيط بالأقصى، وعلى هوية الحياة الدائمة في المسجد.
وأضاف "واضح لدينا جدًا أن الهدف الأساس من وراء هذا البناء، كما يفكر بذلك الاحتلال هو تهويد الفضاء المحيط من كل الجهات بالمسجد الأقصى، طامعين واهمين أنهم سينجحون بعد ذلك بفرض الجو اليهودي الاحتلالي على مسيرة الحياة اليومية في المسجد ".
وتابع "لذلك واضح لدينا أن الذين قاموا بالتخطيط لهذا المبنى ليست جمعية في الاحتلال، وإنما مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، من خلال ذراع تعمل تحت أوامره وهي ما يسمى بـ "صندوق إرث الهيكل"، لذلك يجب علينا أن ننظر إلى هذه الخلفية على اعتبار أنه مخطط احتلالي رسمي، وليس مجرد اجتهاد أفراد من صعاليك الاحتلال".