المكتب الإعلامي - القدس المحتلة
كان الشاب أحمد سعيداً وهو يستل خنجراً اشتراه حديثاً متوجهاً إلى مغتصبة "ناحل عوز" شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في حين كان لثام الكوفية يستر وجهه في رسالة كان لابد لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن يسأل عنها.
أحمد أشار إلى أن طلته كانت محل إعجاب وسائل الإعلام وشباب الانتفاضة، فهي حسب قناعته تعبير تضامني معنوي مع شبان الضفة، وقال: "في هذه الحالة نقول لشبان الضفة إننا معكم ولن نترككم ولن نتخلى عنكم".
والتقطت كاميرات الصحافة عشرات الشبان على ذات الشاكلة الذين أوصلوا بهيئتهم هذه رسالة لشبان الضفة أن سيروا على ضرب طعن الجنود والمغتصبين الصهاينة ونحن معكم.
وكان عدد من الشبان والفتيات الفلسطينيين قد نفذوا خلال الأيام الماضية عشرات العمليات الطعن ضد الجنود والمغتصبين الصهاينة، الأمر الذي أدى مقتل وإصابة عدد من الصهاينة في حوادث منفصلة.
وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة عمليات الطعن الفدائية التي نفذها شبان فلسطينيون ضد الجنود والمغتصبين الصهاينة، وذلك نتيجة الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين وعلى الأقصى المبارك.
وفي آخر عملية للطعن الشاب محمد سعيد علي (25 عاماً) من مخيم شعفاط القريب من مدينة القدس المحتلة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة السرية لقوات الاحتلال، أحدهما بحالة الخطر الشديد.
كما استشهد الشاب مهند حلبي بعد أن نفذ عملية طعن وإطلاق نار استهدفت أربعة مستوطنين بطريق الواد في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
كما تعرض تعرض شرطي صهيوني للطعن بسكين على يد شاب فلسطيني أثناء محاولة تفتيشه بمنطقة باب العامود بالقدس الشرقية، كما حاول فلسطيني آخر طعن شرطي من حرس الحدود، بينما قام شرطي آخر بإطلاق النار عليه، قرب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وأقدّم الشاب ياسر ياسين الطروة على طعن جنديا صهيونياً بمدينة القدس المحتلة، أصيب على إثرها بجروح بالغة الخطورة استلزمت خضوعه لعملية جراحية.
وقتل أربعة صهاينة في حوادث طعن متفرقة بالقدس وإطلاق نار من سيارة في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوع المنصرم.
ومع تصاعد عمليات الطعن حولت دولة الاحتلال الصهيوني انتباهها إلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا حيث طلبت من موقعي فيسبوك ويوتيوب إزالة مقاطع فيديو تقول إنها تشجع الفلسطينيين على شن هجمات ضد جنودها.
وتشير هذه العمليات إلى تسلح الشعب الفلسطيني بإرادة المقاومة ضد المحتل، وخلع رداء الرضا بالواقع البائس والمظلم.
حيث عبرت العمليات عن وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة لما كان عليه الوضع القائم، حيث الاقتحامات المتواصلة للحرم القدسي، والاعتداءات المتلاحقة على المسجد الأقصى.
وأبدى العدو الصهيوني مؤخراً تخوفه الشديد من تزايد عمليات الطعن بالسكاكين، معترفاً بزيادة العبء الأمني الملقى على عاتق أجهزة الأمن، فضلاً عن صعوبة مكافحة مثل هذه الظاهرة، حيث تبين أنها من أصعب وأعقد المهام الموكلة لأجهزة الأمن.
استمرار هذه العمليات أدى إلى خلو البلدة القديمة في القدس من المستوطنين، حيث باتوا يخافون من الاقتراب من الغرباء، ومن بعضهم أحيانا، ومن كل من يحمل ملامح عربية، في ترجمة حقيقية لحالة الرعب التي حققتها هذه العمليات البطولية.
ويتوقع مراقبون أن تتصاعد حدة العمليات الفردية الشعبية وبقوة، في ظل الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على كل ما هو فلسطيني، فيما تدخل اليوم الانتفاضة أسبوعها الثاني ويزداد زخمها يوما بعد يوم في إشارة واضحة إلى جدواها في ردع الصهاينة عن الكثير من الممارسات التي كانت تتم قبل انطلاقها.