المكتب الإعلامي - الضفة المحتلة
كشفت احصائية أعدتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عن اعتقال الاحتلال لآلاف الاطفال الفلسطينيين منذ اندلاع انتفاضة الاقصى الثانية.
ووفق تقرير إحصائي صادر عن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في الهيئة، وعضو اللجنة المكلفة إدارة شؤون الهيئة في غزة، الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، فقد سُجل منذ العام 2000 ولغاية الآن نحو 12 ألف حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين، ذكوراً وإناثاً.
وأضاف:"إن الأرقام خطيرة، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية لم تخلُ يوماً من الأطفال الفلسطينيين، وإنه لا حصانة لهم في السياسة الإسرائيلية، وإن سلطات الاحتلال تُمعن في انتهاكاتها وجرائمها في تعاملها معهم، إذ تعتبرهم مشاريع 'قنابل موقوتة' مؤجلة الانفجار في وجه الاحتلال إلى حين البلوغ، فتضعهم في دائرة استهدافها، إما بالقتل أو الاعتقال، وتصعد من انتهاكاتها وجرائمها في تعاملها معهم، بهدف بث الرعب والخوف في نفوسهم، وتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم، وتأخير نموهم، والقضاء على أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية، ومن ثم التأثير على توجهاتهم بطريقة سلبية.!
وبين أن هناك تزايدا مطردا في معدلات اعتقال الأطفال خلال سنوات 2010-2014، فيما تصاعد استهداف الأطفال خلال الشهر الماضي بشكل غير مسبوق، حيث سُجل خلاله 800 حالة اعتقال لأطفال بعضهم لم يتجاوز 14 عاما.
وتابع: كافة الشهادات تؤكد أن جميع هؤلاء الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاعتقال أو الاحتجاز، وبنسبة 100%، قد تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي، أو المعاملة القاسية والمهينة، وزُج بهم في سجون ومعتقلات وأماكن احتجاز تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية.
وأشار إلى أن 'المشاهد القاسية التي وثقتها عدسات الكاميرات وعرضتها وسائل الإعلام المختلفة، والتي تظهر بشاعة الاحتلال في التعامل مع الأطفال، إنما هي غيض من فيض، وأن جرائم أبشع منها مرات عدة قد حدثت ولم تتمكن الكاميرات من توثيقها'، فيما نقل عن الأطفال المعتقلين شهادات مروعة تكشف فظاعة ما تعرضوا له خلال اعتقالهم من تعذيب وتنكيل وضرب دون مراعاة صغر أعمارهم وضعف بنيتهم الجسمانية، ودون مراعاة إصابة بعضهم بالأعيرة النارية كحالة الأطفال: عيسى المعطي، وجلال الشراونة، وأحمد مناصرة وغيرهم، ومن يرى ويقرأ شهادات الأطفال يُصاب بالذهول وبالصدمة من فظاعة الجرائم.
وأوضح أن الأطفال الأسرى يدفعون ثمناً باهظاً، جراء استهدافهم واعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم، وجراء ما يتعرضون له من تعذيب ومعاملة قاسية، ما يؤثر سلبا على طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم، فيخرجون من سجونهم وهم يشعرون بكثير من الغضب والكراهية، والرغبة بالانتقام من الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال لم يراع براءة طفولتهم أو ضعف بنيتهم الجسمانية، ولم تلب سلطات الاحتلال احتياجاتهم، ولم تحترم الاتفاقيات الدولية في تعاملها معهم، ولم تقدم العلاج للمصابين والجرحى والمرضى منهم، ولم تمنحهم إدارة السجون يوماً حقهم في التعليم الأساسي، وغير ذلك من حقوق؛ ما يعكس مدى التدهور الأخلاقي، وانعدام القيم لدى الاحتلال في تعامله مع الأطفال، في تحد صارخ مع أبسط قواعد القانون الدولي.
ودعا المؤسسات التي تُعنى بالأسرى وحقوق الإنسان والأطفال ووسائل الإعلام المختلفة إلى توثيق كافة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها سلطات الاحتلال وأجهزتها الأمنية المختلفة بحق الأطفال، من اعتقالات تعسفية وتعذيب وحرمان ومحاكمات جائرة وفرض غرامات باهظة وحبس منزلي وتنكيل بالجرحى والمصابين منهم، واستخدام بعضهم كدروع بشرية، واستثمارها وتوظيفها بشكل جيد في حشد الرأي العام و التأثير على المجتمع الدولي وملاحقة اسرائيل على جرائمها في المحاكم الدولية.